روني مكتف

يلّا... وعام سعيد!

5 كانون الثاني 2021

02 : 00

في ظل هذا الإهمال الإجرامي وقلة الكفاءة الكارثية التي نشهدها كل يوم، ما الذي تبقى لنا، نحن المواطنين العاديين، في هذا البلد المتخبّط؟ يجب أن ندرك أننا لا نفتقر إلى الموارد بالكامل، لكننا نحتاج إلى التكاتف معاً لتحقيق النجاح. من الواضح أن الفوضى المحيطة بنا، ولو أننا غير مسؤولين عنها مباشرةً، استفادت في مطلق الأحوال، أولاً: من لامبالاتنا و/أو أنانيتنا، ثانياً: خلافاتنا، ثالثاً: الوهم القائل أننا نعجز عن التأثير على مسار الأحداث نظراً إلى ضخامة الأضرار الحاصلة. لنعمل إذاً على كسر هذا الشر الثلاثي!

أ - لنكتشف أهم عامل قادر على توحيد صفوفنا من دون أن نقع في فخ الشعار الباهت "كلنا لبنانيون". بل يجب أن نُحدد ركيزة قادرة على بث شعور الانتماء لدى أكبر عدد ممكن من الناس. ويجب أن نضع الطائفية جانباً في المقام الأول. نحن لبنانيون، نعم، لكن تكثر المسائل الأخرى التي تجمع بيننا. ارتباطنا بهذه الأرض قوي، حتى أنه أبدي. لنعمل إذاً على استثمار هذا الرابط بأفضل الطرق.

ب - من الآن فصاعداً، يجب أن نستعمل تحركات المقاومة السلبية لإيجاد الوسيلة اللازمة للبدء بِقَلْب مسار الوضع، تزامناً مع رفض ملء الجيوب العميقة للفاسدين في السلطة ورفض المشاركة في "غرغرينا" الفساد، بما في ذلك "البخشيش" الشهير الذي يبدو غير ضار ظاهرياً.

ج - لنشارك بانتظام وبخطوات صغيرة ومثالية في احتواء الكارثة الاجتماعية والبيئية. نحن نحصل على فرصة القيام بذلك ألف مرة كل يوم.

د - لنطالب بتصميم برامج لإعادة بناء السياسة خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2021 كي نتمكن من ممارسة حقنا السيادي بانتخاب النواب المقبلين في ربيع العام 2022. يُفترض أن تقترح هذه البرامج حلولاً للأزمات المالية والاجتماعية والبيئية التي نتعامل معها. لنشارك في هذه العملية عبر جمع المعلومات والانضمام إلى الاجتماعات أو المؤتمرات للتناقش حول الحلول.

معاً نستطيع تحقيق هذا الهدف ومن واجبنا أن نحققه! في لحظات اليأس الشديد، يولد في داخلنا هذا الدافع القوي الذي تغلّب على مصائب كثيرة على مر التاريخ البشري. هل سيُولّد فينا كانون الثاني 2021 هذا الزخم الإيجابي؟ لنأمل ذلك!


MISS 3