جنى جبّور

"السينغلز" في "فالنتاين": عيد النفاق السخيف!

13 شباط 2021

02 : 00

يمرّ عيد الحب كئيباً هذه السنة بسبب الـ"كوفيد 19" الذي فرمل فرحة الأعياد والمناسبات. ولكن منذ ما قبل الجائحة، يكره بعض الأشخاص، غير المرتبطين، هذه المناسبة بالذات ويشكون من "آلام الرومانسية". فكيف يمضي "السينغلز" اليوم عيد العشاق؟

في أيام ليست ببعيدة، كان كل ثنائي في العالم يحتفل بعيد الحب في 14 شباط، اليوم الذي تمتلئ فيه السماء وروداً وبالونات حمراء ويتمّ تبادل الهدايا، تعبيراً عن مشاعرهم لمن يحبون. وثمة، في المقابل، أشخاص غير مرتبطين بأواصر الحب ولا يحتفلون بالعيد أبداً بل يعلنون كراهيتهم له مع سرد أسباب منطقية في قاموسهم.

نصري مثلاً، شابٌ أعزب في عقده الثالث. لم يحتفل مرّةً بعيد "النفاق" كما تحلو له تسميته. ويقول: "لا يعني لي هذا العيد لا من قريب ولا من بعيد. بالنسبة إلي إنه عيد "الكذابين". فبربكم من ينتظر مناسبةً للتعبير عن حبه لشريكه؟ هذا الأمر غير منطقي. لا أشعر "بعقدة نقص" عند دنو موعده... بل لا اشعر بشيء إطلاقاً تجاهه. و14 شباط يوم عادي، لا اقوم فيه بنشاطٍ استثنائي، روتيني اليومي المعتاد ليس إلا". نسأله: أيعقل أنك لم تشترِ على مدى 30 سنة وردةً حمراء في هذا العيد؟ يتذكر نصري موقفاً طريفاً، ويجيب ضاحكاً: "حصل ذلك مرّة واحدة فقط. منذ 6 سنوات في عيد العشاق، التقيت بزميلتي في العمل لتناول الغداء، ومن باب المزاح اشتريت لها وردةً حمراء من وحي المناسبة، ونشرتُ الصورة على الفيسبوك. لم تمر ثوانٍ حتّى انهمر علي وابل اتصالات من اصدقائي يشمتون بنفاقي كونهم يعرفون تماماً أين أقف حول المسألة".

يكرهه بسبب "سيارته"

واذا كان نصري لا يؤمن بعيد الحب، يحمل شربل ذكريات تغضبه في هذا اليوم بالذات... والسبب "مكان ركن سيارته!". يخبر الشاب الأربعيني الأعزب، الذي كان يسكن في برمانا في 2013، كيف كانت السياحة شبه متوقفة في هذه البلدة المتنية آنذاك جرّاء الأوضاع الأمنية. ولكن بسحر ساحر، تغير المشهد برمته في 14 شباط، ويروي: "مع حلول عيد العشاق، لم أعد أجد مكاناً لركن سيارتي، وكنت أضطر للدوران ساعات وساعات، ولركنها بعيداً والسير مسافات للوصول الى مسكني. يتملكني الغضب بمجرد اقتراب العيد لهذا السبب وحده. كما أنني شعرت دوماً بأنّ "فالنتاين" غير حقيقي، وخصوصاً بالنسبة الى من يتشاطرون لحظاتهم الخاصة للمناسبة على مواقع التواصل الاجتماعي، من مبدأ "شوفيني يا منيرة".





لعنة الـ"إكس"!

يمضي شربل يوم 14 شباط مع أصدقائه في الأرز للاحتفال بـ"أحد المرفع" الذي يتزامن السنة مع عيد العشاق للطوائف التي تتبع التقويم الغربي، غير آبهٍ بكورونا، على عكس جوزيف الملتزم الحجر المنزلي هذا الأحد وكل أيام الأسبوع. نسأل الأخير عن عيد الحب فيجيب من دون تفكير: "مكَيّف لأني وحدي". ويضيف: "لست ضد هذا العيد، ولكن تربطني فيه ذكريات سيئة جدّاً، بسبب الـ"إكس" (حبيبته السابقة)، اللي ما كان يعجبها العجب. فاذا أحضرت لها وردةً حمراء، تعاتبني لماذا لم أقدم لها باقة، واذا احضرت لها باقةً، تعدّ الورود فيها وتسألني عن سبب اختياري لهذا الرقم! لذلك، اصبح العيد يزعجني، وهذه السنة سأمضيه لأول مرّة مع أهلي الأحب على قلبي، وعمرو ما يكون فالنتاين".

"سينغل" تشكر "الكورونا"

تتمتع النساء عادةً بالرومانسية أكثر من الرجال وتعشق المرأة بطبيعتها الاهتمام وكيفية تعبير الشريك لها عن حبه بطريقة مميزة. فكيف تمضي المرأة "السينغل" عيد العشاق؟

تتفاوت الآراء بين إمرأة وأخرى. يارا مثلاً الشابة العشرينية، تصف هذا العيد بالـ"سخيف"، وتخبرنا أنها كانت تتهرب منه دائماً عندما كانت مرتبطة. وتقول: "يزعجني اللون الأحمر، وبالأخص الدب الأحمر. لا أفهم رمزيته ولماذا تفرح به النساء. وتضيف: "سأمضي يوم الأحد مع عائلتي في المنزل، لا أعرف كيف سيحتفل العشاق خلال التعبئة العامة؟".

أمّا لين، فتخالف يارا رأيها تماماً. فهي لا تحبذ اصلاً فكرة قضاء عيد العشاق من دون حبيب ولكن "لكل ظرف حكمه"، على حدّ قولها. وتخبر: "لهذا العيد مكانة خاصة في قلبي. أعتبره فرصةً لتحفيز الحب وتجديده وسط اجواء رومانسية. وبرأيي كل من يكره هذه المناسبة لم يمضِ في حياته عشية العيد كما يجب"، وتختم حديثها ممازحةً: "منيح أنو في كورونا والاّ كنت سأكون كئيبة".

يبقى أن الحب هو الوقود الذي يشعل السعادة في كلّ العلاقات الانسانية على اختلافها... وهو ليس للعشاق فقط. فالمحبة متاحة للجميع في كلّ وقت وزمان ومكان... وفي مختلف الظروف، ولكل امرئ أن يحبّ كما يشاء فهل أجمل من نشر الحب؟


MISS 3