الراعي: نطالب الدول بأن تنظر إلى القضية اللبنانية كقضية قائمة بذاتها

13 : 29

 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القدّاس الإلهيّ بمناسبة عيد سيدة لبنان، في بازيليك حريصا. وخلال العظة قال: "بما أنّ جودة الله تفيض على الجميع، لكي تظهر في أعمالهم ومواقفهم ومبادراتهم، نصلّي من أجل أن ندرك جميعًا هذه الجودة المجّانيّة، ونبيّن إنعكاسها فينا، كما فعل الآباء والأجداد عبر العصور. فنحن شعب يملك طاقاتِ الصمودِ للدفاعِ عن كرامتِه وحقِّه وهوّيتِه واستقلالِ وطنه وحدودِه، رغم كلِّ المصائب التي حَلّت به في السنواتِ الأخيرة. واليوم، على الرغم من الأزمة السياسيّة والضائقة الإقتصاديّة والمعيشيّة، ندعو الشعب للحفاظ على هذا الكيان اللبنانيّ، ولإعادةِ تجميعِ طاقاتِه وقدراتِه وروحِه المنتفِضَة، فلا يَفقِدُ الأملَ بالمستقبل. الظلمةُ وراءَنا والنورُ أمامنا. ومن شأن النور أن يُمزِّقَ طبقاتِ الظلام. فلن ندعَ لبنانَ يَسقط.

وعن تأليف الحكومة قال: "لأننا نناضلُ لمنعِ سقوطِ لبنان، نجدِّدُ النداءَ إلى المعنيّين بتأليفِ الحكومة ليُسرعوا في الخروجِ من سجونِ شروطهم، ويتّصفوا بالمناقبيّة والفروسيّة، ويَعمَلوا، بشرفٍ وضميرٍ وإصغاءٍ مسؤول إلى أنين الشعب، على تشكيلِ حكومةٍ قادرةٍ تَضُمُّ النخبَ الوطنيّةَ الواعدة. وإذ نُلِحُّ على موضوعِ الحكومةِ، فلأنّنا نَخشى أن يُهمَلَ ويُنسى في مجاهلِ لعبةِ السلطةِ داخليًّا وفي صراعِ المحاور إقليميًّا. هناك من يَعمُدُ إلى دفعِ لبنان نحو مزيدٍ من الانهيارِ لغاية مشبوهة".

وكرر الراعي الدعوة لإعلان حياد لبنان الإيجابيّ الناشط، تلازمًا لعقد مؤتمر دوليّ خاص بلبنان برعاية منظّمة الأمم المتّحدة، فلكي يكون مصيرُ لبنان مستقِلًّا عن التسوياتِ الجاريةِ في الشرقِ الأوسط، ولو على حسابِ حقِّ شعوبِ المنطقةِ في تقريرِ مصيرها. أمّا نحن اللبنانيّون فمسؤولون عن تقرير مصيرِنا الحرِّ والسياديّ، بعيدًا عن تأثيرِ أيّ مساومةٍ، أو تسويةٍ من هنا وهناك وهنالك. دورنا أن نواصلَ النضالَ من أجلِ استعادةِ القرار الحرّ والسيادةِ والاستقلال وسلامة كلّ الأراضي اللبنانية. لا يُمكن أن يكونَ لبنانُ سيّدًا ومستقلًّا من جِهة، ومرتبطًا بأحلاف ونزاعات وحروب من جهة ثانية!.


وختم بالقول: "نحن نؤيّد تحسينَ العلاقاتِ بين دول المنطقة، على أسس الاعترافِ المتبادَلِ بسيادةِ كلِّ دولةٍ وبحدودِها الشرعيّة، والكفِّ عن الحنينِ إلى السيطرة والتوسّع. ونتمنى أن تَنعكِسَ أجواءُ التقاربِ المستَجِدّ على الوضعِ اللبناني فيَخِفُّ التشنّجُ بين القوى السياسيّةِ، وتنَسحبُ من الصراعاتِ والمحاور ما يَسمحُ للبنانَ أن يستعيدَ حيادَه واستقلالَه واستقرارَه.ونُطالب هذه الدول بأن تَنظرَ إلى القضيّةِ اللبنانيّةِ كقضيّةٍ قائمةٍ بذاتِها، لا كمَلَفٍّ مُلحَقٍ بملفّاتِ المنطقة".

MISS 3