عبثية حرب "أرتساخ"... شهادة سينمائية وحيدة

02 : 00

عندما اكتشفت نورا مارتيروسيان "أرتساخ" (ناغورني قره باغ)، صدمت بـ"عبثية وضع" هذه الأرض المتنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان، وقررت إخراج فيلم بعنوان Should the Wind Drop.

ففي سن السابعة والأربعين، اختارت هذه المخرجة الأرمنية التي تعيش في مونبلييه في جنوب فرنسا، أن تروي قصة المدقق الدولي آلان دولاج (غريغوار كولين) الذي وصل إلى هذه الجمهورية لتفحّص المطار الذي ما زال حديثاً: هذا البناء يمثّل فخراً وطنيّاً، لكن بسبب الوضع السياسي المعقد، لم يُستخدم مُطلقاً.

وإذا كانت القصة ذات الطابع الشعري والسريالي من نسج الخيال الروائي، فإن المطار الذي يتوسّط سهول القوقاز الشاسعة، موجود فعلياً، وكذلك صعوبات افتتاحه. وأشارت مارتيروسيان الى أنّ هذا الفيلم هو الوحيد الذي صُوِّر في "أرتساخ" الذي تسكنه غالبية أرمينية. وهو كذلك أول فيلم أرمني يتم اختياره للمشاركة في مهرجان "كان" (دورة 2020) منذ عقود.


وأوضحت أنّ التصوير في الموقع كان "أشبه بامتلاك استوديو ضخم بحجم دولة". أما بالنسبة إلى فريق العمل الذي يضم عشرات الممثلين، سواء من الفرنسيين ومن بينهم غريغوار كولين الذي يؤدي الدور الرئيس في الفيلم، أو من الأرمن، فلم يكن الأمر "مجرد عمل"، بل "كان له معنى".

وبين أواخر أيلول وأوائل تشرين الثاني 2020، اشتبكت القوات الأذربيجانية وجنود جمهورية "أرتساخ" المعلنة ذاتياً والمدعومة من يريفان، بشكل عنيف. وانتهى القتال بهزيمة "أرتساخ" التي أُجبرت على التنازل عن مناطق مهمة بعد وقف إطلاق النار الذي وُقّع برعاية موسكو. ومنذ ذلك الحين، بقي التوتر قائماً رغم المحادثات الأخيرة بين أرمينيا وأذربيجان.

وقالت المخرجة في شباط الفائت: "أصبحت مواقع تصوير عدة في قبضة الجانب الآخر، ولم نعد قادرين على الوصول إليها كما أنّ سكّانها نزحوا منها. إنه أمر مميّز أن نشاهد الفيلم اليوم، مع هذه الحدود الجديدة التي أعيد ترسيمها. أما المطار اليوم، فيريد الجنود الروس الموجودون هناك استخدامه كمطار عسكري".

ورغم ذلك، لم يُعَد النظر في الفيلم خلال أشهر الإغلاق الخمسة قبل إصداره. وكشفت مارتيروسيان: "بقي الفيلم كما هو. إنه يخبر حقيقة وقف إطلاق النار والسلام الزائف الذي استمر ثلاثين عاماً".


MISS 3