طالبان تُعيد أحكام الشريعة المتشدّدة "إطالة اللحى والوصاية على المرأة"

بوش ينتقد الإنسحاب من أفغانستان... وبايدن يطلق "اللاجئ الحليف"

02 : 00

انتقد الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) من أفغانستان، معتبرا أنه "خطأ" ستعاني منه "النساء والفتيات الأفغانيات" على قوله.

وأشار الرئيس الأسبق الذي أرسل القوات الأميركية إلى أفغانستان خريف 2001 بعد هجمات 11 أيلول، إلى أنّ "النساء والفتيات الأفغانيات سيعانين من ضرر لا يوصف"، مؤكداً أنّ هذا الانسحاب "خطأ، لأن عواقبه ستكون وخيمة جدا". ولفت بوش إلى أن النساء وكذلك المتعاونين الأفغان مع الجيوش الغربية "سيتركون ليذبحوا من قبل هؤلاء الناس المتوحشين جداً وهذا يحزنني".

وفي السياق، أفادت معلومات صحافيّة أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن بصدد الإعلان عن إطلاق عملية خاصة بإجلاء طالبي الهجرة الأفغان الذين عملوا مع حكومة الولايات المتحدة من بلدهم، على أن تنفذ "عملية اللاجئ الحليف" باستخدام طائرة تشارتر مدنية، تبدأ الأسبوع المقبل. في حين لم يتضح بعد ما إذا كانت العملية ستشمل الأفغان الذين عملوا مع الحكومة الأميركية وقد وافقت واشنطن حتى الآن على طلب منحهم التأشيرة، أو ستشمل أيضا الذين لم يتم تبني قرار بشأن مطالبهم حتى اليوم. ويأتي ذلك على خلفية مواصلة حركة "طالبان" تقدمها في أفغانستان مع انسحاب قوات حلف الناتو من هذا البلد.

على صعيد آخر، بعد استيلاء طالبان على إقليم ناء في ولاية تخار شمالي افغانستان، أبلغت الحركة الإمام المحلي قواعدها القاضية بوجوب إطالة اللحى وفرض الوصاية على المرأة. وقال المقيم في إقليم كلافغان صفة الله (25 عاماً) إنّ الرسالة "أوردت منع توجه النساء إلى السوق ما لم يرافقهن رجل، وكذلك حظر حلق اللحى على الرجال، والتشديد على أنّ التدخين صار محرّماً"، فيما اكدت طالبان "التصدي بشدّة" لكلّ من ينتهك قواعدها.

ومنذ شروع القوات الأجنبية في انسحابها من البلاد، بسطت الحركة سلطتها على مساحات واسعة في الداخل الأفغاني وعلى معابر حدودية مع ايران وتركمانستان وطاجيكستان.

وعلى غرار ولاية تخار، تغلغلت طالبان في مناطق شمالي البلاد كانت خارج سيطرتها إبّان حكمها لأفغانستان بين 1996 و2001، ولم تعرف بالتالي حكم الحركة المتشدد.

وكان معبر شير خان بندر الحدودي مع طاجيكستان والذي استولى المتمردون عليه في حزيران، الأول الذي يسقط في قبضتهم رغم أنّه يشكّل محوراً مركزياً للعلاقات التجارية والاقتصادية مع آسيا الوسطى. وقالت ساجدة التي كانت تعمل في أحد مصانع المدينة، "بعد سقوط شير خان أمرت طالبان النساء بالتزام منازلهن"، ما دفع "نسوة وفتيات كثيرات كنّ يعملن في التطريز والخياطة وصناعة الأحذية إلى ترك أعمالهن جرّاء قرار طالبان المرعب".

وقبل الإطاحة بحكم طالبان عام 2001 على يد تحالف دولي قادته الولايات المتحدة، كانت الحركة تفرض فهمها المتشدد للشريعة الإسلامية، بحيث حُظِرت الألعاب والموسيقى والصور والتلفزيون، وقطعت أيدي لصوص، وأعدِم القتلة في الأماكن العامة وقتِل المثليون. كما منعت النساء من العمل والخروج بدون مرافق، فيما حظِر على الفتيات الذهاب إلى المدرسة، وتعرضت نساء اتهمن بارتكاب الزنا للجلد والرجم حتى الموت. واضطر الرجال إلى إرخاء اللحى وحضور الصلاة وإلا التعرض للضرب. وأجبِروا على ارتداء الملابس التقليدية. وكررت طالبان في الماضي تعهداتها باحترام حقوق الإنسان، وحقوق المرأة على وجه الخصوص، طبقاً لمقتضيات "القيم الإسلامية" وذلك في حال عودتها إلى السلطة. لكن ثمة طرق عديدة لتفسير وتأويل هذه المسائل في العالم المسلم. ولا تزال بعض المناطق الأفغانية محافظة للغاية، حتى من دون سيطرة طالبان.


MISS 3