جاد حداد

5 نصائح لشيخوخة صحيّة

11 أيلول 2021

02 : 00

دائماً ما يُطرَح السؤال التالي على أكبر المعمرين في العالم: ما هو سر العمر المديد؟

لا تتماشى الأجوبة مع المعطيات العلمية دوماً. قدّم رجل صيني عمره مئة سنة جواباً مريباً في العام 2020 مثلاً، فقال: "يكمن السر في تدخين السجائر وشرب الكحول وتناول الوجبات السريعة"!

انطلاقاً من هذا الجواب، يسهل أن نفترض أن عيش حياة مديدة يتعلق أحياناً بالحظ والجينات الجيدة. لكن قد يضطر بقية الناس لبذل جهود إضافية لعيش شيخوخة صحية مع التقدم في السن. هل من خطوات مفيدة في هذا المجال؟ تقدم الدكتورة سوزان سالامون، رئيسة قسم طب الشيخوخة العيادية في مركز "بيث ديكونيس" الطبي التابع لجامعة "هارفارد"، توصياتها حول إطالة الحياة والحفاظ على الصحة في مراحل متقدمة من العمر.

احْمِ دماغك

الخرف هو أكثر ما يخشاه الناس مع التقدم في السن. قد تعجز عن التحكم باحتمال إصابتك بمرض الزهايمر، لكن يمكن تجنب أنواع أخرى من الخرف. على غرار صحة القلب، غالباً ما تكون صحة الدماغ نتيجة للعادات المرتبطة بأسلوب الحياة. تتعدد الخطوات التي يمكن اتخاذها لتجنب الخرف الوعائي الذي ينجم عن عوامل خطر مشابهة لأمراض القلب. يمكن اللجوء إلى تدابير وقائية مثل اختيار حمية صحية، وممارسة نشاطات جسدية منتظمة، والإقلاع عن التدخين، والحفاظ على وزن صحي، وإبقاء مستويات الكولسترول وضغط الدم ضمن النطاق الموصى به. من الضروري أن تبدأ هذه الممارسات في مرحلة مبكرة من الحياة، لكن لا يفوت الأوان عليها مطلقاً.

مارس المشي في مناسبات إضافية

للحفاظ على الصحة ومتابعة التحرك، تقضي طريقة ممتازة بتكثيف النشاطات الجسدية، ويُعتبر المشي من أسهل التمارين في هذا المجال. لا داعي لقطع 10 آلاف خطوة يومياً للحفاظ على صحتك، بل يمكنك أن تكتفي بـ7500 خطوة كي تحصد المنافع. تبيّن أن عتبة العشرة آلاف خطوة كانت مقاربة عشوائية، وقد ابتكرتها شركة أرادت تسويق عدّاد خطى ياباني. لكن تكشف دراسة نشرتها مجلة "جاما" للطب الباطني في العام 2019 أن نصف ذلك العدد من الخطوات يرتبط بتحسّن الصحة. تراجع خطر الوفاة لدى المرأة التي كانت تقطع 4400 خطوة يومياً بنسبة 41% خلال فترة الدراسة مقارنةً بمن قطعت 2500 خطوة كحد أقصى. لا داعي أيضاً لممارسة المشي السريع أو المكثّف بل يمكن الاستفادة بكل بساطة من التحرك في أنحاء المنزل.

إستفد من التكنولوجيا

قد يتردد عدد كبير من كبار السن غير المعتادين على الحواسيب أو المعدات المعاصرة الأخرى في استخدام الأدوات الإلكترونية. لكنّ تعلّم استخدامها قد يفيدهم صحياً. خلال فترة وباء كورونا، أصبح التطبيب عن بُعد طريقة فعالة كي يتواصل الناس مع أطبائهم ويراقبوا وضعهم الصحي. كذلك، قد تساعد الحواسيب الناس على متابعة التواصل مع أصدقائهم وأفراد عائلاتهم. بالنسبة إلى جزء كبير من كبار السن، لا سيما في عمر الثمانينات والتسعينات، يسمح الحاسوب بالانفتاح على العالم. يمكنهم أن يستعملوه للوصول إلى المعلومات سريعاً، وقراءة المقالات عن جميع المواضيع، والتواصل مع أصدقائهم وعائلاتهم عبر البريد الإلكتروني ومؤتمرات الفيديو. اليوم، يقدم عدد كبير من مراكز الرعاية بكبار السن المساعدة إلى الراغبين في تعلّم طرق استخدام التكنولوجيا. لا تتردد إذاً في خوض هذه التجربة!

راجع أدويتك بانتظام

مع التقدم في السن، تزيد الأدوية التي يحتاج إليها الناس في معظم الحالات. يأخذ الكثيرون حبوباً متعددة يومياً ويكون الطبيب قد وَصَف بعضها منذ سنوات. هذا الوضع لا يزيد احتمال التعرّض لتفاعلات ضارة بين الأدوية فحسب، بل يرفع مخاطر الآثار الجانبية المحتملة. ثمة حاجة إلى استحداث الوصفات الطبية بانتظام لأن الجسم قد يبدي ردة فعل مختلفة تجاه الأدوية بعد تغيّر الوزن أو الأيض.

من المفيد أن تراجع جميع أدويتك مع الطبيب أو الصيدلي كل ستة أشهر كي تتأكد من حاجتك إلى متابعة أخذها ومن دقة الجرعة وعدم تفاعلها مع أدوية أخرى. يمكنك أن تتجنب آثاراً جانبية عدة، مثل الدوار المسؤول عن حوادث السقوط، عبر إحداث التعديلات اللازمة.

استعمل الأدوات المناسبة لمتابعة التحرك

يتردد الكثيرون في استعمال العكاز أو جهاز "ووكر" المساعِد مع أنهم يفتقرون إلى التوازن أثناء المشي. نتيجةً لذلك، قد يتعرضون للسقوط ولإصابات خطيرة تؤثر على نوعية حياتهم. قد يساعدك جهاز "ووكر" على تجنب حوادث السقوط ويدفعك إلى تكثيف حركتك أيضاً. لن تخاف من التحرك بفضله وقد تتشجع على قطع مسافات إضافية.