النادي الثقافي العربي يفتتح مؤتمر "تحدي تجديد العروبة" السنيورة: لموقف عربي يستعيد التوازن الاستراتيجي في المنطقة

05 : 10


إفتتح النادي الثقافي العربي مؤتمر "تحدي تجديد العروبة" أمس في فندق "لو بريستول" في بيروت لمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين على تأسيسه بحضور وفود وشخصيات رسمية وثقافية.

وأشار خالد زيادة، سفير لبنان السابق في مصر في كلمة له الى أنّ "تأسيس النادي الثقافي العربي كان من العلامات الفارقة في تاريخ لبنان الثقافي الحديث، فقد كان منبراً للشباب العرب الذين يأتون للدراسة في بيروت، وواكب الجمعيات والتنظيمات القومية العربية وكان حاضناً لها وصوتها، وملتقى المثقفين والمفكرين اللبنانيين والعرب".

وأمل زيادة أن يكون المؤتمر "خطوة في سبيل تشييد نظرة موضوعية ونقدية الى التجارب التي خاضتها وعاشتها العروبة على امتداد عقود من الزمن"، مشدداً على ضرورة أن "يسهم المشاركون في رسم خطوط التفكير بمستقبلنا المشترك، وفي سبيل ذلك لا بدّ من التمسك بالمنهج النقدي الذي يشمل الأفكار والشعارات والتجارب. لقد دفعت البلدان العربية أثماناً باهظة، ومع ذلك لم نحقق الوحدة، ولا حصل العربي على حريته، ولم نشهد سوى إخفاق في التجارب التي سمّيت اشتراكية".

وأضاف زيادة: "أثبتت الأحداث منذ العام 2011 وحتى يومنا هذا أنّ مشكلات العالم العربي واحدة، والقضايا التي تشغله واحدة، والقوى التي تناهض تحرره وتقدّمه واحدة"، داعياً الى "صياغة فكرة عربية تعددية وديموقراطية مبنية على مبادئ حرية الفرد في عمله ومعتقده وحقّه في الكرامة والعلم والعمل".

من جهته، شدّد الرئيس فؤاد السنيورة على "ضرورة إعادة الاعتبار إلى القضية العربية الأساس من خلال التركيز على التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الأساس وهي القضية الفلسطينية"، وأكد السنيورة "أهمية الإنجاز الذي حققه لبنان مع نهايات القرن الماضي بإقرار اتفاق الطائف"، داعياً الى "تطوير موقف عربي واضح وثابت يستعيد التوازن الاستراتيجي في المنطقة العربية".

وأشار الى أنّ "هناك دوراً عربياً جامعاً وهاماً حيث ينبغي على جمهورية مصر العربية أن تستعيده وتقوم به بالتعاون والتنسيق الكاملين مع المملكة العربية السعودية"، مشدّداً على "ضرورة تطوير موقف مبادر وواضح في آن من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهو بنظري الموقف القائم على الإدراك بأن لا مصلحة للفريقين العربي والإيراني من زيادة حدة الخصومة والتخاصم بينهما والتي لا ينجم عنها إلا الدمار والخراب على الفريقين. فالمصلحة المشتركة تقضي أن يكون هناك سعي لإنشاء علاقات صحيحة وندية بين الدول العربية وبين الدولة الإيرانية، تكون مبنية على أساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة".

ولفت السنيورة الى أنه آن الأوان "لإعادة الاعتبار للعمل على إنجاح هذا المشروع العربي فالوقت يدهمنا، والفشل اليوم يعني عقوداً جديدة من التشتت والحروب والصراعات والتبديد للموارد والفرص والتي يخسر فيها الجميع ولا يربح فيها أحد"، معتبراً أنّ عملية إعادة الاعتبار لهذا المشروع يكون من خلال العمل على ثمانية محاور، وهي:

أولاً: إعادة الاعتبار إلى القضية العربية الأساس من خلال التركيز على ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

ثانياً: العمل على تطوير موقف عربي واضح وثابت يستعيد التوازن الاستراتيجي في المنطقة العربية وذلك من خلال تطوير وإيجاد إرادة عربية واحدة بشأن القضايا والمشكلات والتدخلات والفتن التي تتعرض لها المنطقة العربية وذلك بديلاً عما هو سائد حالياً من تعدد الإرادات المتناثرة والمتشاكسة والمتعارضة بشأنها.

ثالثاً: ضرورة تطوير موقف مبادر وواضح في آن من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهو بنظري الموقف القائم على الإدراك بأن لا مصلحة للفريقين العربي والإيراني من زيادة حدة الخصومة والتخاصم بينهما والتي لا ينجم منها إلا الدمار والخراب على الفريقين.

وعن المحور الرابع، لفت السنيورة الى "التركيز على أهمية البناء على العمل العربي المشترك واستخلاص العبر من أخطاء الماضي حيث لم يقم المشروعان للشريف حسين والملك فيصل الأول، وللرئيس عبد الناصر بما فيه الكفاية على تطوير وتعميق المصالح العربية المشتركة المبنية على التكامل العربي بدءاً بالمصالح الاقتصادية والاجتماعية وصولاً إلى المصالح الأمنية والسياسية.

خامساً: التقدم على مسار الإصلاح السياسي، وذلك بالعمل على إعادة تأسيس الحكم المدني المستوعب والمحتضن لكل المكونات، والبناء على مبادئ الدولة المدنية، دولة الحكم الصالح والرشيد. فأوهام الدولة الدينية قسم كبير منها سببه فشل الدولة الوطنية العربية في مرحلتها الثانية، وقيام أنظمة الطغيان والطائفيات.

سادساً: العمل على صعيد السياسة والاجتماع والثقافة في التصدي لأسباب تفكك المجتمعات العربية من الداخل والذي تزداد حدته بفعل التدخلات الخارجية.


سابعاً: التقدم على مسار الإصلاح الديني وإنقاذ الإسلام واسترجاعه من خاطفيه وإنقاذ العالم العربي من الوقوع في تجارب ومحن صراع الأصوليات القاتلة وتجنب هدر عقود إضافية من السنين القادمة في حروب عبثية وتجارب فاشلة.

ثامناً: "لضرورة تكوين موقف عربي يعيد للعرب احترامهم بداية لأنفسهم ولدى غيرهم ويستعيد بموجبه المواطنون العرب بعض الأمل في المستقبل، ويعيد إليهم احترام العالم لهم ولقضاياهم".

وتستمر فعاليات المؤتمر الى الخامسة من عصر اليوم في ندوات وطاولات مستديرة يعقدها خبراء لبنانيون وعرب.

للاستفسار: 345948 /01

ر.أ.ز


MISS 3