جورج الهاني

مصلحة الكرة الطائرة لا تكون بالعناد وصمّ الآذان عن الإنتقادات

النخل لـ "نداء الوطن": إنقاذ الرياضة يحتاج إلى جهود الجميع

20 تشرين الثاني 2021

02 : 00

أسعد النخل
كشف نائب رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية، نائب رئيس إتحاد الكرة الطائرة ورئيس نادي السفارة الأميركية الرياضي أسعد النخل لصحيفتنا، أنه كان يتمنى ألا تصل الأمور بين الإتحاد والمعارضين له الى ما وصلت إليه الآن من نزاعات قضائية ودعاوى متبادلة لن تؤدي في النهاية إلا الى إستنزاف قدرات اللعبة وطاقاتها، وتراجعها خطوات سريعة الى الوراء.

النخل قال: "نحن نعملُ في الشأن العام منذ أكثر من 30 عاماً، ونعرف تماماً بأنّ كلّ من يريد العمل في هذا الحقل يجب أن يكون صدره رحباً ومنفتحاً على جميع الآراء، ومتقبّلاً لكلّ الإنتقادات البنّاءة التي توجّه إليه لكي يتمكن من تصحيح الخلل وتصويب الأمور موضع الخلاف"، مشدّداً على أنّ الحلول الناجعة الجذرية التي تصبّ في مصلحة الكرة الطائرة لا تأتي بالعناد والتشبّث بالمواقف وصمّ الآذان عن كلّ النصائح والدعوات من قبل أهل اللعبة لرأب الصدع الحاصل وطيّ صفحة الخلافات وفتح صفحة بيضاء جديدة يكون للجميع دورٌ فيها".

وعن العلاقة مع الإتحاد اللبناني للكرة الطائرة، كشف النخل أنها جيدة وطيّبة مع أكثرية الأعضاء، على عكس ما هي مع الرئيس وليد القاصوف لسببٍ جوهريّ، "وهو تفرّده بقرار التصويت في انتخابات اللجنة الأولمبية اللبنانية الأخيرة لمصلحة اللائحة المنافسة التي لم تكن تريد أن يكون أكبر إتحاد رياضيّ ممثلاً فيها، وذلك من دون رجوعه الى الهيئة الإدارية للإتحاد التي رشّحتني بالإجماع للمنصب الأولمبيّ في أول جلسة عقدتها بعد إنتخابات اللعبة". أضاف: "لو أخذ القاصوف برأي أعضاء الإتحاد لما كان لديّ أيّ مشكلة وكنتُ تقبّلتُ ما تقرّره الأكثرية، علماً أنّه حتى لم ينتخبني بخلاف قرار الهيئة الإدارية للإتحاد، من دون أن ننسى حملة التشويه والإفتراء التي طالتني في تلك الإنتخابات الأولمبية من قبل المسؤولين المعروفين عن اللائحة المنافسة، على رغم أنني لم أتعرّض لأحد بكلمة واحدة خلال تلك المرحلة، وفي النهاية لم يصحّ إلا الصحيح"، مذكّراً بأنّه سعى شخصياً للمساعدة المالية التي نالها إتحاد الكرة الطائرة من اللجنة الأولمبية مؤخراً وقيمتها 2500 دولار أميركي "كاش" لمساعدة الإتحاد في النهوض باللعبة.

سأكون الى جانب الحق

ورداً على ما يُشاع بأنه أقرب الى المعارضة منه الى الإتحاد، أكد النخل أنّ له أصدقاء في الجهتَين، ولكنه في النهاية لن يكون إلا الى جانب الحقّ، "فمن يثبت القضاء أحقيته وشرعيته لا أستطيع إلا أن أكون الى جانبه ونعمل سوياً من أجل إعادة التحليق باللعبة بعد سنوات صعبة وعقيمة".

وحول ما يتردّد بأن هناك من يسعى الى إبعاده عن إتحاد الكرة الطائرة، أوضح النخل أنّ قراراً كهذا لا يتخذه شخصٌ واحدٌ أو إثنان، بل يصدر بأكثرية أعضاء الهيئة الإدارية أو بالإجماع، "وإذا إرتأى زملائي في الإتحاد أنّ إستقالتي تفيد اللعبة أو تجعل الإتحاد فاعلاً ومنتجاً أكثر من الآن فأنا مستعدّ للتنحّي، فالمناصب لم تُغرِني لا الآن ولا في الماضي، والجميع يعلم أنّني خدمتُ اللعبة ميدانياً وإدارياً على مدى أكثر من ثلاثة عقود، وبنيتُ نفسي بنفسي ولم أعش يوماً على أمجادٍ بناها لي غيري".


فريق نادي السفارة الأميركيّة


وعن العلاقة بينه وبين زملائه في اللجنة الأولمبية اللبنانية، أكد النخل أنها وطيدة على رغم الإختلافات في وجهات النظر أحياناً في بعض البنود، وهذا أصلاً دليل صحّة وإشارة جيّدة الى أن الجميع يشاركُ في صنع القرارات وإتخاذها ولا أحد يتحكّم بها أو يفرضها على الآخرين، مثنياً على الصداقة المتينة التي تجمعه برئيس اللجنة بيار جلخ الذي وصفه بأنه رجلٌ هادئ يعالج كلّ المشاكل العالقة بروية وعقلانية. وفي هذا السياق تمنّى النخل على كلّ الإتحادات الرياضية من دون إستثناء أن تضع يدها بيد اللجنة الأولمبية التي تستوعب الجميع وتتعاون معها بصدق وبنوايا صافية من أجل تنفيذ البرنامج الذي وضعته اللجنة لتطوير القطاع الرياضيّ عموماً في لبنان.

القطاع الخاص خشبة الخلاص

وعن نظرته للواقع الرياضيّ الراهن، أشار النخل الى أنه مرتبط للأسف بواقع البلد الذي تُنهكه الأزمات المالية والإقتصادية والإجتماعية المتتالية، خصوصاً في ظلّ عدم قدرة وزارة الشباب والرياضة على مساعدة الإتحادات والأندية، والوقوف الى جانبها نظراً لموازنة الوزارة التي تكاد تكون معدومة اليوم، "مع الإشارة الى أنّ الوزير الحالي الدكتور جورج كلاس الذي تربطني به صداقة قديمة لا يتحمّل أيّ مسؤولية تجاه هذا العجز الذي تسبّبت به سياساتٌ خاطئة متراكمة تعود لسنوات طويلة، وكذلك هناك مودّة وإحترام متبادلان مع مدير عام وزارة الشباب والرياضة زيد خيامي ورئيس مصلحة الرياضة في الوزارة محمد عويدات".

في المقابل دعا القطاع الخاص الذي لا يزال يُعتبر خشبة الخلاص لهذا الوطن، الى أن "يشمّر" عن زنوده وأن يأخذ المبادرة سريعاً ويلعب دوره المهمّ في هذه الفترة العصيبة من خلال تأمين الدعم والرعاية للإتحادات والأندية لكي تستطيع الصمود والإستمرار برسالتها الرياضية النبيلة الى حين زوال الأزمة وعودة الحياة الطبيعية الى لبنان.

وكيف يصف مستوى فريق نادي السفارة الأميركية الذي يشارك هذا العام في بطولة لبنان للكرة الطائرة للدرجة الأولى، لفت النخل الى أنّ ما يهمّه هو أن يحافظ الفريق على موقعه في هذه الدرجة، وأن يقدّم عروضاً جيّدة ونتائج طيّبة تساهم في رفع مستوى الكرة الطائرة التي إشتاقت ملاعبها الى أجواء الإثارة والتحدّي التي كانت تشهدها أيام "الزمن الجميل"، متمنياً التوفيق لكلّ الفرق المشاركة في البطولة، "وليفُز الأفضل والأقوى على أرض الملعب".


MISS 3