جورج بوعبدو

غي مانوكيان مختتماً "بيروت ترنّم"... بيروت التي لا يليق بها إلّا كل هذا الفرح

24 كانون الأول 2021

02 : 00

غي مانوكيان يشعل أسواق بيروت أمس (رمزي الحاج)

في ختام مهرجانات "بيروت ترنم"- التي قدمت أكثر من 24 حفلة موسيقية مجاناً للجمهور اللبناني المتعطش للفرح وتُرفع لرئيستها ميشلين أبي سمرا ألف قبعة على مجهودها الرائع- غصت اسواق بيروت بالآلاف الذين حضروا لمتابعة العازف غي مانوكيان وفرقته الموسيقية بقيادة المايسترو ايلي العليا، في أجمل أمسية جمعت الألوان اللبنانية والمصرية والعراقية والتونسية والأرمنية. ولبرهة خلعت عنها بيروت رداء الحزن والسواد فعاشت على وقع أنامل العازف الشاب أجمل الاوقات.

وجمهور مانوكيان القادم من مختلف أنحاء البلاد متنوع، فمنهم من حضر من طرابلس وآخرون من صيدا والبعض ولاء لجذوره الارمنية، ولم تتسع الكراسي للحضور الذي وقف بمعظمه على اطراف السوق، للتمتع بالحدث. وافتتح مانوكيان الامسية بأغنية ارمنية ليتبعها بـ"موعدنا قرب يا بلدنا" خاطب بعدها الجمهور قائلاً: "مهما تغربنا سنعود الى بلدنا؛ سنعود مهما طال الزمن لان لبنان سيعود كما كان واجمل". وكان واضحاً اصرار مانوكيان على مخاطبة جمهوره بين اغنية واخرى وحتى خلال الوصلات المختلفة. "لبنان بلد جميل وكل ما يحتاجه هو فرصة ليعيش وسننتزع هذه الفرصة منهم قريباً غصباً عنهم. في 17 تشرين توافرت لنا هذه الفرصة ولكننا خسرناها لا تدعونا نخسرها مجدداً في الانتخابات القادمة، فبلدنا بحاجة الى اصواتنا ولن نخذله هذه المرة"؛ أكد العازف بلهجة حاسمة ليعلو التصفيق.

ولعل أجمل ما في مانوكيان هو رؤيته يتحول كتلة ملتهبة على المسرح فتنتقل الحماسة التي تدب في انامله وجسده الى الجمهور بلمح البصر. ولم يبخل عليهم بأغنيات حفظوها من "قمرة يا قمرة" لفيروز و"نقيلك احلى زهرة" لزكي ناصيف، الى "مالي شغل بالسوق" من الفولكلور العراقي الى "بتونّس بيك" لوردة و"مش وقتك يا هوا" لملحم بركات، وغيرها من الاغاني التي طبعت طفولته ومراهقته وانتقاله الى مرحلة النضج والابوة.

وكعادته دوماً كانت أجمل لحظة حين أدى مانوكيان الاغنيات الوطنية اللبنانية، وخصوصاً حين عزف "راجع يتعمر لبنان" فانضم الموجودون الى عازف الطبل المتألق جورج شقر، الذي كان حضوره المحبب طاغياً على الأمسية فنزل من على المسرح نحو الجمهور المتجمع حوله بحلقة دبكة، وقد اشتعل فرحاً واغرورقت العيون بالدموع ورفعت الايادي نحو السماء كأنها تناجي الله، متضرعة أن يرأف بمدينتهم صائحة: "بيروتنا هذه لا يليق بها إلا كل هذا الفرح!".


MISS 3