باتت الحرب مشتعلة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدولة العبرية من خلال التهديدات والرسائل المتبادلة عبر المناورات الضخمة التي تُحاكي ضربات للمنشآت النووية الإيرانية من جهة، ومفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي من جهة أخرى، والتصريحات التحذيرية التصاعدية بين مسؤولي البلدَيْن، في ما يبدو بمثابة قرع لطبول حرب إقليمية قد تكون مدمّرة على أكثر من جبهة في المنطقة.
وفي خضمّ "الحرب النفسية" المستعرة بين تل أبيب وطهران، أكد قائد قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية الميجر جنرال أوري غوردين أمس، جاهزية إسرائيل للتصدّي "لاعتداءات صاروخية تشمل إطلاق آلاف الصواريخ على أراضيها"، معتبراً في الوقت عينه أن على إسرائيل "مواصلة استعداداتها وتحسين جاهزيّتها للتعامل مع هذا السيناريو، إلى جانب سد النواقص القائمة في مجال تحصين الجبهة الداخلية".
كما أفادت وسائل إعلام عبرية بأنّ قيادة الجيش الإسرائيلي تتّخذ خطوات تمهيداً للجوء المحتمل إلى سيناريو شنّ هجوم عسكري على منشآت إيران النووية، في حين ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن رئيس هيئة الأركان العامة أفيف كوخافي، أوعز للقوات المسلّحة بتسريع التحضيرات لشنّ هجوم محتمل ضدّ إيران، مشيرةً إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي أدخل تعديلات على البرامج التدريبية والتأهيلية الخاصة بالطيارين، متعلّقة بالمراحل المتقدّمة منها.
وفي وقت لاحق، أكد كوخافي خلال ندوة عقدها "معهد دراسات الأمن القومي" في تل أبيب أن الجيش الإسرائيلي سيُعدّ خططاً عسكرية ضدّ إيران، معتبراً أنه لا يجوز التوصّل إلى إتفاق معها في شأن مشروعها النووي. ووصف كوخافي إيران بأنها "مشكلة عالمية"، لأنّها تُريد "تحقيق قوة نووية واستخدامها".
توازياً، اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن تهديد إيران خلال مناوراتها الأخيرة "الرسول الأعظم 17" الأسبوع الماضي باستهداف مفاعل ديمونة، وكشفها عن صواريخ باليستية ومسيّرات متقدّمة، يُظهر "مستوى جديداً من التهديدات العدوانية"، محذّرةً من أن "هذه التهديدات مهمّة أكثر من أي وقت مضى، لأنّها تتضمّن هذه المرّة مهاجمة منشأة ديمونة النووية، وهو تصعيد خطر في الخطاب".
وعلى الضفة الأخرى، هدّد نائب قائد سلاح الجو الإيراني العميد مهدي هاديان بأنّ "القوات الجوّية الإيرانية مستعدّة دائماً للدفاع عن البلاد، وستُواجه أي تهديد بردّ مدمّر"، فيما كانت وكالات أنباء تابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني قد كشفت أن محاكاة الهجوم على مفاعل ديمونة الإسرائيلي نُفّذت بواسطة سلاح الجوفضائي التابع للحرس، "باستخدام 16 صاروخاً باليستيّاً و5 طائرات مسيّرة انتحارية".
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد حذّر السبت من أن أي تحرّك عدائي "سيُواجه بردّ حازم من قبل القوات المسلّحة الإيرانية، ما يؤدّي إلى قلب المعادلات الإستراتيجية في المنطقة".
وفي الأثناء، لقي عنصران من "الحرس الثوري" حتفهما في مدينة زاهدان، مركز محافظة سيستان وبلوشستان في جنوب شرق البلاد، مساء السبت، بحسب ما نقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن العلاقات العامة لمقرّ "القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" أمس.
