جاد حداد

مكملات تحسين الأداء... هل تزيد مخاطر أمراض القلب؟

5 شباط 2022

02 : 00

تزداد النشاطات الرياضية شيوعاً اليوم. لكن فيما يحاول الناس تقوية قدراتهم، يفضّل البعض اللجوء إلى خيارات بديلة لتحسين أدائهم.

يشمل تقرير أصدرته "الجمعية الأوروبية لأمراض القلب" ونشرته "المجلة الأوروبية لطب القلب الوقائي" معلومات مستحدثة حول الأدوية والمكملات التي تطرح خطورة على صحة القلب والأوعية الدموية في فئة الرياضيين. يكتب المشرفون على التقرير: "هدفنا هو إبلاغ الأطباء والرياضيين والمدربين وكل من يشارك في نشاط رياضي لتحسين صحته بالآثار المعاكسة على صحة القلب والأوعية الدموية بسبب المواد المنشّطة، وبعض الأدوية الشائعة، ومكملات تحسين الأداء، حين تتزامن مع الرياضة والتمارين الجسدية".

إستعمال المنشطات في عالم الرياضة

تُحدد الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات عناصر وأدوية معينة قد يستعملها الرياضيون. لكن قد تمرّ فترة فاصلة بين تجربة أدوية أو مكملات جديدة من جانب الرياضيين واكتشاف استعمالها من الجهات الرسمية.

يقول البروفيسور برنارد شونغ، خبير في أمراض القلب والأوعية الدموية لم يشارك في البحث الأخير: "لا يمكن أن تواكب قوائم المواد الممنوعة الأدوية الجديدة المُصمّمة للتحايل على القواعد المعمول بها".

يذكر التقرير الجديد عدداً من المنشطات وطريقة تأثيرها على صحة القلب والأوعية الدموية، كما أنه يُحدد السبب الذي يدفع الرياضيين إلى أخذها.

المنشطات وصحة القلب


قد يستعمل الرياضيون العوامل الابتنائية لتحسين كتلتهم العضلية. لكن قد تزيد هذه المواد خطر إصابتهم بنوبات قلبية، وتجلط الدم، وقصور القلب، وتصلب الشرايين التاجية الذي يشير إلى تراكم الصفائح في الشريان التاجي، فضلاً عن مشاكل قلبية ووعائية أخرى. كذلك، يأخذ بعض الرياضيين المنشطات لتحسين قوة تحمّلهم وقدراتهم المعرفية. لكن يقول العلماء إن استعمال هذه المواد قد يزيد المشاكل القلبية مثل عدم انتظام ضربات القلب.

تعليقاً على المواد المذكورة في التقرير، يوضح الدكتور إيدو باز، طبيب قلب ونائب رئيس قسم الطب في شبكة K Health الصحية (لم يشارك في الدراسة الأخيرة): "هذه المواد قد تُسبب مجموعة من المشاكل القلبية الخطيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم، وانسداد شرايين القلب، والنوبات القلبية، وعدم انتظام ضربات القلب، والسكتة القلبية المفاجئة، واعتلال عضلة القلب، وقصور القلب".

يناقش التقرير أيضاً أثر استعمال أدوية أكثر شيوعاً، مثل حاصرات البيتا، والأدوية المضادة للصفيحات، وأدوية نفسية مثل البنزوديازيبين. قد يؤثر جزء من هذه الأدوية سلباً على صحة القلب إذا لم يأخذها الرياضي بالشكل المناسب. بشكل عام، يصف الأطباء هذه الأدوية لمعالجة حالات صحية معينة، لكن يجب أن يستشير الناس الطبيب حول طريقة تأثيرها عليهم تزامناً مع ممارسة الرياضة.

المواد القانونية وصحة القلب

والأوعية الدمويةتسمح الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات للرياضيين بأخذ بعض المكملات الغذائية. لكن يحذر الباحثون أيضاً من احتمال أن تزيد المواد القانونية مشاكل القلب لدى الرياضيين في بعض الحالات.

يأخذ عدد كبير من الرياضيين الفيتامينات والمعادن ومكملات أخرى تسمح بها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات. لكن قد تحصل أحداث معاكسة حين يأخذ الرياضيون مكملات عدة دفعةً واحدة أو يتجاهلون التوصيات المرتبطة بالجرعات المناسبة.

من بين المكملات الغذائية والمنتجات القانونية، يظن العلماء أن الكافيين والنيكوتين وبعض المكملات النباتية قد تُسبب مشاكل قلبية لدى الرياضيين. كذلك، يضيف بعض المصنّعين عناصر ممنوعة إلى المكملات. وتحتاج أصناف أخرى إلى اختبارات إضافية قبل معرفة آثارها الكاملة على القلب. وحتى لو ذكر الغلاف أن المنتج "طبيعي"، لا يعني ذلك بالضرورة أنه آمن.

يكتب الباحثون في تقريرهم: "قد تترافق المكملات الغذائية، بما في ذلك الخلاصات النباتية و"الطبيعية"، مع مخاطر صحية حادة، حتى أن الرياضيين قد يجازفون بمخالفة قوانين مكافحة المنشطات حين يأخذونها".

يجب أن يتبنى الرياضيون مقاربة حذرة إذاً ولا يبالغوا في أخذ هذه المواد. قد يؤدي تلقي كميات مفرطة من الكافيين مثلاً إلى تسارع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وزيادة احتمال اضطراب ضربات القلب. يقضي أفضل حل بتوخي الحذر والامتناع عن أخذ كمية مفرطة من المكملات. يوضح شونغ: "لا يريد معظم الرياضيين الإفراط في أخذ الأدوية لتحسين أدائهم، لكن غالباً ما يكونون صغاراً في السن وقد يتلقون توصيات سيئة من رياضيين ومدربين أكثر خبرة منهم. تكون المواد المأخوذة، بما في ذلك المكملات، قانونية في حالات كثيرة لكنها قد تصبح مسيئة عند أخذ فائض منها".

نحو ممارسات صحية

يجب أن يحلل العلماء الآثار الصحية لبعض الممارسات الجديدة. لا نعرف الكثير مثلاً حول مفعول الببتيدات الاصطناعية على صحة القلب. برأي الباحثين، يجب أن يطّلع الرياضيون على هذه الجوانب ويتحملوا مسؤولية المكملات التي يأخذونها، ويُفترض أن يستشيروا الطبيب وخبير التغذية عند الحاجة.

يقول الدكتور باولو إيميليو أدامي، وهو أحد المشرفين على الدراسة الأخيرة: "أهم ما يستنتجه تقريرنا هو ضرورة أن يتحمل كل رياضي مسؤولية شخصية تجاه أي مواد يستهلكها. ينطبق ذلك أيضاً على المكملات والمواد الطبيعية التي لا تكون آمنة بالضرورة، لذا لا يمكن استعمالها إلا إذا أوصى بها خبراء التغذية الاحترافيون".

في النهاية، يستنتج العلماء في تقريرهم: "لا يمكن تقبّل الجهل كعذر لتبرير نتائج اختبارات المنشطات الإيجابية. يجب أن يستشير المصابون بأمراض القلب الخبراء بطب القلب الرياضي دوماً قبل البدء بأخذ أي مواد أو مكملات لتحسين أدائهم".


MISS 3