يبدو أن دواء «فيناسترايد» المستعمل لمعالجة تساقط الشعر وتضخّم البروستات قد يسهم في تخفيض خطر الإصابة بأمراض القلب.
حلّل الباحثون بيانات تعود إلى نماذج من الرجال والفئران، فتبيّن أن هذا الدواء يحسّن الصحة ويخفّض مستويات الكولسترول.
أراد العلماء في جامعتَي «إلينوي» في أوربانا شامبين و»ماريلاند» أن يدرسوا الرابط بين «فيناسترايد» وأمراض القلب لأن الدواء يعطي مفعوله عبر إعاقة بروتين ينشّط هرمون التستوستيرون، وسبق وربطت الأبحاث بين التستوستيرون وتصلّب الشرايين.
يقول عالِم الغذاء جوم أمينغوال: «حين قيّمنا وضع المشاركين الذين يأخذون دواء «فيناسترايد»، لاحظنا أن مستويات الكولسترول لديهم كانت أقل من الذين لم يأخذوا الدواء بمعدل 30 نقطة».
أجرى الباحثون أيضاً اختبارات شاملة على الفئران المُهندسة وراثياً كي تكون معرّضة لتصلب الشرايين، فاختبروا ثلاثة مستويات مختلفة من «فيناسترايد» وراقبوا مجموعة مرجعية لم تتلقَ هذا الدواء. في غضون ذلك، حصلت الفئران على حمية غنية بالسعرات الحرارية طوال 12 أسبوعاً.
عند تلقّي أعلى جرعة (ألف كيلوغرام مقابل كل كيلوغرام واحد من الطعام)، برزت منافع صحية لدى الحيوانات رغم سوء نوعية الحمية، وشملت تلك المنافع تراجعاً في مستويات الكولسترول.
تلقّت الفئران دواء «فيناسترايد» بكمية أكبر نسبياً من حجمها (حوالى 2.5 ملغ يومياً لمن تلقوا أكبر جرعة)، مقارنةً بالجرعات التي يأخذها البشر يومياً وتتراوح بين 1 و5 ملغ. لكن يبقى تطابق النتائج بين الفئران والبشر واعداً في مطلق الأحوال.
تقضي الخطوة المقبلة بتقييم مستويات الكولسترول لدى مجموعات أكثر تنوعاً من الأشخاص الذين يأخذون «فيناسترايد» أو إطلاق تجارب عيادية من هذا النوع، لكن يُفترض أن تتسارع هذه العملية لأن هذا الدواء معتمد أصلاً.
في النهاية، يستنتج أمينغوال: «خلال العقد الماضي، بدأ الأطباء يصفون هذا الدواء للمتحوّلين جنسياً، وقد تؤدي التغيرات الهرمونية في جميع الحالات إلى مشكلة تساقط الشعر. كان لافتاً أن المتحوّلين جنسياً يبدون أكثر عرضة لأمراض القلب والأوعية الدموية أيضاً، ما يعني أن هذا الدواء قد يسمح بالوقاية من أمراض القلب لدى الرجال العاديين والمتحوّلين جنسياً في آن».