جاد حداد

كائن بين النجوم انفجر في السماء في العام 2014

9 أيار 2022

02 : 00

وفق مذكرة جديدة صادرة عن "قيادة الفضاء الأميركية"، يبدو أن الكرة النارية التي اشتعلت في سماء بابوا غينيا الجديدة في العام 2014 كانت عبارة عن جسم سريع تدفّق من نظام نجمي آخر.

يقتصر حجم هذا النيازك الصغير على 0.45 متر، وقد اصطدم بغلاف الأرض الجوي في 8 كانون الثاني 2014، بعد تنقله في الفضاء بسرعة تفوق 210 آلاف كيلومتر في الساعة. بحسب دراسة تمحورت حول ذلك الجسم في العام 2019، يفوق هذا المعدل متوسط سرعة النيازك التي تدور داخل النظام الشمسي.

تذكر تلك الدراسة أن سرعة النيازك ومسار مداره يثبتان بنسبة 99% أن ذلك الجسم نشأ في مكان بعيد جداً عن نظامنا الشمسي، وهو يشتق على الأرجح من عمق نظام الكواكب أو من نجمٍ يقع في قرص سميك من مجرة درب التبانة.

لكن لم يخضع البحث لتقييم علماء مستقلين ولم يُنشَر في مجلة علمية، فقد اعتُبر جزء من البيانات اللازمة للتأكيد على حسابات الباحثين سرياً وخاصاً بالحكومة الأميركية.

لكن يؤكد علماء من "قيادة الفضاء الأميركية" رسمياً اليوم على نتائج الباحثين. في مذكرة صدرت بتاريخ 1 آذار ونشرها على "تويتر" الجنرال جون شو، نائب رئيس "قيادة الفضاء الأميركية"، في 6 نيسان، كتب هذا الأخير أن تحليل الكرة النارية في العام 2019 كان دقيقاً بما يكفي للتأكيد على مسار الجسم بين النجوم". هذا التأكيد يجعل النيازك الذي ظهر في العام 2014 أول كائن بين النجوم يتم رصده في نظامنا الشمسي.

وفق المذكرة نفسها، رُصِد ذلك الكائن قبل ثلاث سنوات من اكتشاف "أومواموا"، الجسم الذي أصبح معروفاً اليوم ويشبه شكل السيجار وهو يتحرك أيضاً بسرعة فائقة، ما يثبت أنه لم ينشأ في نظامنا الشمسي. (على عكس النيازك في العام 2014، رُصِد "أومواموا" في مكان بعيد جداً عن كوكب الأرض، وقد بدأ يخرج من النظام الشمسي بسرعة فائقة منذ الآن بحسب معطيات وكالة "ناسا").

يقول أمير سراج، خبير في الفيزياء الفلكية النظرية في جامعة "هارفارد" والمشرف الرئيسي على البحث في العام 2019، إنه لا يزال ينوي نشر الدراسة الأصلية كي تتمكن الأوساط العلمية من متابعة أبحاثه من حيث توقف. وبما أن النيازك اشتعل فوق جنوب المحيط الهادئ، ربما وقعت شظايا من ذلك الجسم في المياه وقبعت في قاع البحر منذ ذلك الحين.

قد يكون تحديد مواقع شظايا الحطام بين النجوم مهمة شبه مستحيلة، لكن يقول سراج إنه يتشاور منذ الآن مع الخبراء حول إطلاق رحلة استكشافية لاسترجاعها: "يبدو احتمال الحصول على أول قطعة من مواد بين النجوم حماسياً بما يكفي لاستكشاف الموضوع والتناقش مع جميع خبراء العالم المشاركين في رحلات محيطية لاسترجاع النيازك".


MISS 3