مايز عبيد

الشمال: "يد بيد" بمواجهة السلطة... وصمود لتحقيق النصر

28 تشرين الأول 2019

00 : 17

عدد المشاركين من عكار بالسلسلة البشرية 8 آلاف

عطلة نهاية الأسبوع هذه المرة ليست كالمرات السابقة. هذه المرة هناك ثورة على الأرض قائمة، برنامج الناس ليس ككل أحد حيث كانوا يقصدون التنزه أو المطاعم وسواها. هذه المرة سينزلون إلى الساحات بعد تناول الفطور وهناك حدث مرتبط بالثورة هو السلسلة البشرية.

نزل الطرابلسيون رجالًا، نساء وأطفالاً إلى ساحة النور، وعلى طول الطريق الذي يربط طرابلس بالعاصمة بيروت، عبر القلمون فشكا والبترون فجبيل، لبسوا السترات البيضاء ونزلوا بالآلاف يدًا بيد في مشهد راقٍ وحضاري، وشكّلوا السلسلة البشرية التي تربط لبنان من جنوبه إلى شماله. وحمل الجميع الأعلام اللبنانية وأنشدوا النشيد الوطني، وسط الهتافات التي تدعو السلطة القائمة إلى الرحيل والإستجابة للمطالب الشعبية.

كما شاركت عكار أيضاً بالسلسلة البشرية واصطف الآلاف من حلبا حتى طرابلس مروراً بمناطق برج (العرب - العبدة) والمنية. وقدّر عدد المشاركين من عكار بهذه السلسلة بـ 8 آلاف مشارك. كما شاركت الكورة أيضاً ونزل المواطنون إلى الساحة. وشاركت الكورة هي الأخرى بالسلسلة البشرية تماماً مثل باقي المناطق اللبنانية، توجه الأهالي إلى طريق بيروت - الشمال عند منطقة شكا، وشبك الكورانيون أيديهم ببعض باتجاه شكا جنوباً، وقد حمل المشاركون من مختلف الأعمار الأعلام اللبنانية. والتقى هؤلاء مع أهالي البترون حيث شبك المحتجون هناك الأيدي بدءاً من نقطة التجمع للمشاركة بالسلسلة البشرية في اتجاه جبيل جنوباً وشكا شمالًا.أهالي البداوي من جهتهم، وبعد حادث الأمس والإشكال الذي حصل مع الجيش اللبناني، نصبوا الخيم في الطريق الذي يربط عكار بطرابلس في البداوي وأعلنوا من هناك "أن ثورتهم مستمرة وأن الطريق لن تفتح قبل استجابة السلطة وتحقيق المطالب المحقّة". وكانت منطقة البداوي شمال طرابلس قد عاشت ليلة صعبة أمس بعد الإشكال الذي حصل بين الجيش اللبناني وشبّان وأدى إلى وقوع جرحى من البداوي، ولاحقاً تم تطويق الحادث وتفادي ذيوله السلبية، وقد نُقل أحد المصابين الجرحى ويدعى عادل محرز من المستشفى الحكومي في طرابلس إلى مستشفى أوتيل ديو في بيروت بطلب من الرئيس سعد الحريري الذي أوفد الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير لهذه الغاية.

واستمرت فعاليات الإعتصام المستمر في ساحة النور لليوم الحادي عشر على التوالي. وحضر المواطنون المحتجون على سياسة الفساد في لبنان والمطالبون برحيل السلطة، من مختلف المناطق الشمالية للمشاركة في الإعتصام ولم يمنعهم هطول الأمطار في ساعات بعد الظهر من الحضور والمشاركة الكثيفة. من مشاهدات اليوم الحادي عشر في ساحة النور، مشاركة عروسين في الثورة إلى جانب المعتصمين ورقصوا وعبّروا عن فرحتهم المزدوجة بإتمام مراسم الزواج وبالوحدة الوطنية التي تتجسّد في الساحات اللبنانية.

ويشار إلى أن ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور)، ما زالت تتألق باعتصامها الحضاري منذ اليوم الأول للثورة وسط انتشار لعناصر من "حراس المدينة" الذين تولوا تنظيم الإعتصامات اليومية بشكل لوجستي وانتشار لعناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن المولجين حماية أمن المتظاهرين في ساحة النور وسلامتهم. وما زالت الحركة التجارية في المدينة شبه متوقفة تقريباً وسط تأكيد من أبناء المدينة والمتظاهرين الشماليين أن لا خروج من الساحات قبل تحقيق المطالب وعلى مبدأ "وجع ساعة ولا كل ساعة"...

في هذه الأثناء، ما زالت أصوات ترتفع في مدينة طرابلس وتطالب بعودة الأمور عند مكان التجمع إلى ما كانت عليه في الأيام الأولى للإعتصامات. وانتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي منشورات لعدد من الطرابلسيين يطالبون القيمين على المنصة في مبنى الغندور بإعادة الهتافات والأغاني الوطنية الثورية ومنع السباب والشتائم لأنهم يعتقدون أن الأمور بدأت تتحول إلى "مهرجانات غنائية وليس تظاهرة مطلبية"... وهناك من ردّ السبب في أن أجهزة أمنية معروفة دخلت على خط المنصة وهي اليوم من تحدد الأسماء التي تصعد المنصة وتتكلم ومن ليس مسموحاً له بالكلام، وتتدخل بنوعية الأغاني التي يتم بثها عبر مكبرات الصوت في الساحة. لكن المعتصمين يؤكدون لـ"نداء الوطن" أن "ليس هناك ثورة حققت أهدافها من اليوم أو الأسبوع الأول ونحن نعلم أن السلطة ستحاول إفشالنا بشتى الوسائل، لكن المطلوب اليوم الإستمرار والصمود لتحقيق النصر".


MISS 3