تحقيق فرنسي بحق رئيس الإنتربول الإماراتي بتهمة التعذيب

14 : 45

فتحت السلطات الفرنسية تحقيقا قضائيا ضد رئيس الإنتربول الإماراتي أحمد ناصر الريسي بتهمتي التعذيب والاعتقال التعسفي بعد شكوى رفعها بريطانيان سبق أن اعتقلا في الدولة الخليجية، وفق ما أفاد مصدر مطلع على القضية وكالة فرانس برس الأربعاء.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب سلّمت القضية المرتبطة بتورط المسؤول الإماراتي الرفيع في عمليات تعذيب إلى قاضي تحقيق سيقرر ما إذا كان سيوجّه اتهامات لريسي.

ويتّهم البريطانيان ماثيو هيدجز وعلي عيسى أحمد رئيس الإنتربول الإماراتي بالمسؤولية النهائية عن التعذيب والاعتقال التعسفي الذي قالا إنهما تعرّضا له في الإمارات، نظرا لكونه مسؤولا أمنيا رفيعا في وزارة داخليتها.

وقال المصدر إنه سيتعيّن على قاضي التحقيق اتّخاذ قرار أيضا بشأن إن كان الريسي، الذي انتُخب رئيسا للإنتربول (منظمة الشرطة الجنائية الدولية) في تشرين الثاني/نوفمبر، يتمتع بحصانة دبلوماسية تحميه من أي ملاحقات قانونية في فرنسا.

ورفع البريطانيان الشكوى على أساس مبدأ الاختصاص القضائي العالمي الذي يسمح لدولة بملاحقة مرتكبي الجرائم الخطيرة قضائيا وإن كانت ارتُكبت خارج أراضيها.

وسبق أن فتح مدعون في فرنسا تحقيقا بشأن الريسي في تشرين الثاني على خلفية اعتقال المعارض الإماراتي أحمد منصور.

ورفضت الخارجية الإماراتية حينذاك الشكاوى المرتبطة بظروف اعتقال منصور واعتبرت أن لا أساس لها.

وبالنسبة للقضية الأخيرة، بات التحقيق الآن في أيدي محقق قضائي، وهي خطوة تسبق توجيه الاتهامات رسميا.

يعني ذلك أنه بات من الممكن اعتقال الريسي لاستجوابه في فرنسا في حال زارها، علما أن مقر الإنتربول يقع في مدينة ليون الفرنسية (جنوب شرق).


- التعذيب هو "العادة" - وحضر المشتكيان للإدلاء بشهادتيهما في باريس الأربعاء أمام قاضي التحقيق.

ويقول هيدجز إنه اعتُقل وتعرّض للتعذيب في الإمارات من أيار حتى تشرين الثاني 2018، بعدما تم توقيفه باتّهامات كاذبة بالتجسس أثناء زيارته الدولة الخليجية في إطار دراسته.

وحكم عليه بالسجن مدى الحياة وأطلق سراحه في نهاية المطاف بعد ضغوط دولية قادتها المملكة المتحدة.

بدوره، يقول أحمد إنه تعرّض للضرب بشكل متكرر وحتى للطعن خلال اعتقاله مدة شهر في كانون الثاني 2019، للاشتباه بأنه شجّع فريق قطر خلال مباراة في كأس آسيا لكرة القدم.

وقال هيدجز في بيان إنه لحظة تسليمه الأدلة إلى القاضي الفرنسي بشأن التعذيب الذي يقول إنه تعرّض له كانت "لحظة اعتزاز حقيقية".

وأضاف "نظرا إلى سجل الإمارات في حقوق الإنسان، كان أمرا مذهلا بأن يتم حتى انتخاب الريسي رئيسا. للأسف فإن التعذيب الذي عانيت منه أنا وعلي وعدد آخر لا يحصى من الناس في الإمارات هو العادة" في الدولة الخليجية.

وقال أحمد "فقدت الأمل مرّات كثيرة (لاعتقادي) بأن الريسي وغيره ممن فعلوا بي ذلك سيفلتون (من المحاسبة) بتمتعهم بحصانة كاملة، لكن اليوم يعد جيّدا".

وتعد ولاية الريسي على رأس الإنتربول والتي تستمر أربع سنوات فخرية إلى حد كبير، إذ يتولى الأمين العام للمنظمة يورغن ستوك تسيير أعمال المنظمة اليومية وإدارتها.

وأثار ترشحه لتولي المنصب تنديدات من ناشطين أشاروا إلى التمويل السخي الذي تحصل عليه المنظمة من الإمارات.

MISS 3