جاد حداد

الاستعمال المتقطّع لمثبطات مضخة البروتون آمن ولكن...

4 حزيران 2022

02 : 00

طريقة عمل المثبطات

تكبح مثبطات مضخة البروتون إنتاج حمض المعدة. إنه مفعول إيجابي عند الإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي الذي يظهر حين يرتدّ حمض المعدة والأنزيمات الهضمية نحو المريء الذي يحمل الطعام من الفم إلى المعدة.

تُهيّج عصائر المعدة بطانة المريء وتزيد التهابها، ما يؤدي إلى ظهور حرقة المعدة (شعور بالحرقة في الصدر)، فضلاً عن أعراض أخرى مثل مرارة الفم، أو صعوبة البلع، أو ألم الحلق، أو السعال.

مع مرور الوقت، قد يُسبب الارتجاع المعدي المريئي ضرراً دائماً في المريء ويزيد احتمال الإصابة بالسرطان في هذه المنطقة.

تسهم مثبطات مضخة البروتون في تخفيض مستوى أحماض المعدة، ما يعني تخفيف الحرقة وتراجع مخاطر تضرر المريء.

بشكل عام يدوم العلاج بين أسبوعين وثمانية أسابيع، وتتوقف المدة على وصفة الطبيب. تُؤخَذ الأدوية مرة في اليوم على الريق، قبل 30 أو 60 دقيقة من موعد الفطور. قد يوصيك الطبيب أيضاً بأخذ مثبطات مضخة البروتون قبل تناول أي وجبة كبيرة.

لكن لا تتوقع أن تشعر براحة فورية. يقول الدكتور كايل ستولر، اختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى "ماساتشوستس" العام التابع لجامعة "هارفارد": "يجب أن تأخذ الدواء يومياً وتنتظر مرور بضعة أيام قبل أن يبدأ بإعطاء مفعوله. يمكنك تسريع هذه العملية عبر تجنّب المأكولات والمشروبات التي تُسبب حرقة المعدة، والإقلاع عن التدخين، والامتناع عن الأكل مع اقتراب موعد النوم".

علاج آمن؟

يظن الكثيرون أن مثبطات مضخة البروتون تُسبب آثاراً جانبية خطيرة. في الماضي، ذكرت دراسات صغيرة أن هذه الأدوية قد تُخفّض مستويات الفيتامين B12 والمغنيسيوم والكالسيوم، لكنها تزيد في المقابل مخاطر كسور الورك، والالتهاب الرئوي، وأمراض الكلى والقلب والأوعية الدموية، والخرف. لكن لم ترصد الدراسات الكبيرة التي نُشِرت نتائجها في العامين 2019 و2020 أي روابط مع هذه المخاطر. يوضح ستولر: "تبقى الدراسات الجديدة أكثر مصداقية، وهي لا تطرح أي أدلة حول ظهور آثار معاكسة، أقله خلال فترة ثلاث سنوات. لكن في حال غياب الأعراض وعدم تضرر المريء بسبب حرقة المعدة، لا داعي لمتابعة أخذ مثبطات مضخة البروتون".

مرحلة ما بعد العلاج


قد يكون وقف مثبطات مضخة البروتون شائكاً لأن الامتناع عن أخذ الدواء فجأةً قد يجعل حرقة المعدة أسوأ مما كانت عليه قبل بدء العلاج. الأمر أشبه بحصول ردة فعل عكسية. تُعطّل مثبطات مضخة البروتون إنتاج الأحماض، لكن يتجدد إنتاجها فجأةً عند وقف العلاج، ما يؤدي إلى ظهور الأعراض.

لتجنب هذه الحالة، يوصي ستولر بعدد من الخطوات المفيدة: أوقف العلاج بوتيرة بطيئة. إذا كنت تأخذ جرعة مرتفعة، خفّف الكمية خلال بضعة أيام. ثم ابدأ بأخذ مثبطات مضخة البروتون يوماً ثم حاصرات مستقبلات الهيستامين 2 في اليوم التالي وهكذا دواليك. تتعدد أنواع الحاصرات، منها فاموتيدين (بيبسيد) وسيميتيدين (تاغاميت).

وبعد أسبوع من التناوب بين نوعَي الأدوية، أوقف مثبطات مضخة البروتون بالكامل وخذ حاصرات مستقبلات الهيستامين 2 وحدها يومياً طوال أسبوع إضافي. ثم أوقف جميع الأدوية وقيّم وضعك.

مثبطات مضخة البروتون هي علاجات فاعلة لحرقة المعدة المزمنة التي تنجم عن مرض الارتجاع المعدي المريئي. تتعدد الأنواع التي تتطلب وصفة طبية وتلك التي يمكن شراؤها من دون استشارة الطبيب، منها أوميبرازول (بريلوسيك، زيغيريد)، ولانسوبرازول (بريفاسيد)، وإيسوميبرازول (نكسيوم). لكن لا تُخفف هذه الأدوية الأعراض بالسرعة التي تضمنها فئتان مختلفتان من أدوية حرقة المعدة: مضادات الحموضة، وحاصرات مستقبلات الهيستامين 2. يجب أن تعرف هذه المعلومة حين يخبرك طبيبك بأنك تستطيع أخذ مثبطات مضخة البروتون "عند الحاجة".

تتوقف طريقة معالجة الأعراض المتجددة على نوع الارتجاع المعدي المريئي. إذا تضررت بطانة المريء بسبب هذا المرض، يجب أن تأخذ مثبطات مضخة البروتون لفترة طويلة على الأرجح لتجنب أي أضرار إضافية أو ظهور السرطان. في المقابل، تذكر توجيهات "الكلية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي" أن غير المصابين بهذا النوع من الأضرار يستطيعون أن يأخذوا هذه الأدوية عند الحاجة.

قد تأخذ حاصرات مستقبلات الهيستامين 2 لكبح أعراض الارتجاع المعدي المريئي سريعاً، بمعدل حبة أو اثنتين في كل مرة، لكن لا يمكنك استعمال مثبطات مضخة البروتون بهذه الطريقة. غالباً ما يمتد العلاج على أسبوعَين. لن تحتاج على الأرجح إلى وقف الدواء تدريجاً في هذه الحالة، لكن من الأفضل أن تختبر مفعوله وتُحدد الخطة التي تناسبك. إذا نجحت هذه الكمية من المثبطات في معالجة حرقة المعدة، يمكنك أن توقف أخذها مجدداً. لكن إذا استمرت الأعراض، قد تضطر لأخذ هذا العلاج على المدى الطويل.

ماذا لو تجددت الأعراض؟


MISS 3