محمد دهشة

للمرة الأولى منذ 20 سنة مسيرة للدراجات النارية في صيدا

أوّل حصة لـ "طلاب الثورة"... والدرس عن "استقلال لبنان"

11 تشرين الثاني 2019

02 : 00

الطلاب لا يغادرون الساحات

حمل "أحد الاصرار" في صيدا، وهو يدخل يومه الخامس والعشرين، على الحراك الاحتجاجي المزيد من العزيمة على مواصلة التحركات المطلبية حتى تحقيقها، فتدحرجت من العام التي تهم كل اللبنانيين، الى الخاص، في تسليط الاضواء على مشاكل المدينة بغية معالجتها، فتقدم قرار حظر الدرجات النارية واقفال المستشفى التركي التخصصي للحروق والجروح وغيرهما.

وقفت المربية إيمان حنينة وسط طلابها في ساحة "ثورة تشرين في 17 تشرين"، وتحديدا في حديقة "الناتوت" عند تقاطع "ايليا" في صيدا، وراحت تشرح لهم درساً في اللغة العربية وآدابها، بعدما اختارت ما يناسب "الثورة" على ارض الواقع. هو درس عن "استقلال لبنان"، لتطرح السؤال المشروع: "أي نظام وأي هوية وأي رؤية يراد للبنان؟"، وسط تشجيع المحتجين، وتقول حنين لـ "نداء الوطن": "ان الطلاب ملوا الدروس النظرية في القاعات المغلقة والمدارس المقفلة، اليوم في هذه "الساحة" يتلقون درساً عملياً عن "التحركات الشعبية" التي تهدف الى تحقيق مطالب اللبنانيين بالاستقلال وقطع دابر الفساد والسمسرات والاهمال".

ووصفت حنينة، الدرس بانه يأتي في سياق اول حصة تربوية لطلاب "الثورة" وتحديدا للذين سيمتحنون في الشهادة الرسمية البكالوريا الثانية، وتشير إلى أن "اتفاق الطائف حسم الجدل على وجهين، من جهة قضى الاتفاق بأن لبنان وطن نهائي لجميع إبنائه ليس بينهم من يقبل عنه بديلاً، ومن جهة ثانية قضى الاتفاق بان لبنان عربي الإنتماء والهوية، وبذلك حسمت عروبة لبنان بما لم يعد يقبل جدلاً، هذا يعني ان اللبنانيين لبنانيون. وهم يطالبون اليوم بحقوقهم المشروعة في حياة حرة وكريمة، ولا خوف على الطلاب من ضياع عامهم الدارسي، هم يصنعون اليوم مستقبلهم، الذي يريدونه مشرقاً. كأحلامهم في العلم والعمل بعيدا من الهجرة وترك الوطن".


درس عن استقلال لبنان في ساحة الاعتصام


في ساحة "الثورة"، لم يقتصر حضور الطلاب على مدارس صيدا الرسمية منها والخاصة، اذ شارك ايضا طلاب من مدارس الاقليم ومنطقة الزهراني، وقالت الطالبة نور بدوي لـ "نداء الوطن": "جئت الى صيدا لمشاركة زملائي في حراكهم، وجعنا واحد ومصيرنا واحد، نحن نخاف على مستقبلنا من المجهول القادم، نريده جميلاً"، بينما قالت الطالبة سارة ضاهر "سيبقى طلاب لبنان شعلة الحراك السلمي المطلبي، كبرنا قبل الأوان، علينا أن نتحمل المسؤولية في كتابة التاريخ اليوم وغداً، ولن نهدأ حتى نحقق ما نصبو اليه".

المعلمون المتعاقدون

الى جانب الطلاب، حضرت مطالب المعلمين المتعاقدين، الذين طالبوا "وزارة التربية" و"لجنة التربية النيابية"، بإنهاء "بدعة" التعاقد المجحفة وتثبيتهم في ملاك التعليم الرسمي، وقالت المعلمة نعمة أبو مرعي، المعلمون المتعاقدون ينطبق عليهم القول الشائع "موت وأنت قاعد"، قبل أن تضيف: "لا ضمان، لا طبابة، لا أمومة، ولا بدل نقل، هل يقبل الوزير أكرم شهيب بذلك، ويفرضون علينا دورات تدريبية ونعمل مجانا، بات لنا اكثر من 9 سنوات، لماذ يجبروننا على إجراء الامتحانات، اذا كنا غير مناسبين فلماذا قبلوا بنا منذ البداية، ويضاف الى ذلك قضية المعلمين في "الاجازة الفنية"، لم يرفعوا لنا أجر الساعة، وزير التربية وقعها ووزير المال لم يصرفها".

لم يكتف المحتجون برفع صوتهم للمطالبة بحقوقههم في ساحة "الثورة"، بل إمتدت الى قضايا المدينة، فانطلقت مسيرة سيّارة جابت شوارع المدينة، وتوقفت عند "المستشفى التركي التخصصي للحروق والجروح" للمطالبة بتشغيله سريعا، لأنه لم يفتح أبوابه حتى اليوم رغم مرور سنوات على انجازه وتأمين المعدات والاجهزة الطبية التي باتت بحاجة الى صيانة مجددا.

فيما كان اللافت مسيرة "الدراجات النارية" لتسليط الضوء على قرار حظرها في المدينة منذ عشرين عاماً، في اعقاب جريمة اغتيال القضاة الاربعة في العام 1999. واعتبر المحتجون أنه لم يعد للقرار مبرر بعد صدور حكم القضاء في هذه القضية. وجاب السائقون الذين وفدوا من مختلف المناطق اللبنانية، شوارع المدينة وصولاً إلى "إيليا"، وانضموا الى المعتصمين، حاملين شعارات الحراك الاحتجاجي، مؤكدين "أن الهدف من عبور صيدا والتجوال في شوارعها الرئيسية اللمطالبة بالغاء قرار منع سير الدراجات النارية في المدينة، فهي وسيلة تحل أزمة كبيرة، والحوادث الامنية كانت تحصل في كل لبنان وليس في صيدا فحسب".

الى جانب ذلك، نفذ موظفو شركة "سعودي أوجيه"، وقفة احتجاج عند الأوتوستراد الشرقي بالقرب من "صيدا مول"، للمطالبة بسداد مستحقاتهم المالية، كما شهدت الساحة احتفالاً لإحياء ذكرى المولد النبوي باحتفال بدأ بالنشيد الوطني.


MISS 3