الثورة بعين الرياضيين

نغارُ من هؤلاء الثوّار

10 : 14

أعتبرُ نفسي أصلاً في عمق الثورة، فأنا أستاذ مواد التاريخ والجغرافيا والتربية المدنية منذ 27 سنة في أكثر من مدرسة، ومن يومها وأنا "أنحتُ" في التلاميذ وأنفخ فيهم روح الثورة كي ينتفضوا على حكّامهم، لأنّ لبنان منهوبٌ ومسلوب الإرادة تتحكّمُ فيه مجموعة من الأشخاص الذين يسرقوننا "عالمفضوح"، وثمّة من يؤمّن لهم الغطاء السياسي والأمني اللازم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عبر إعادة إنتخابهم من جديد أو عبر تغطيتهم من أحزاب "الأمر الواقع" التي تملك السلاح والنفوذ على الارض.

هذه الثورة أرجعتْ الكيان لوطننا، فصرتُ اليوم أفتخرُ بأنني أحملُ الجنسية اللبنانية، ويكبرُ قلبي عندما أرى العلم اللبناني يرفرف وحده في الشوارع والساحات في كلّ المناطق اللبنانية، فلا علمَ لحزبٍ أو صورة لزعيم.

نحنُ نغارُ فعلاً من هؤلاء الشباب المنتفضين حالياً بأبهى وأجمل صورة، لأنه في أيّامنا لم نكن نستطيع أن نفعل مثلهم أو لم نكن نريد ربّما، لا أدري صراحة.

نحنُ مع الثورة قلباً وقالباً، وهؤلاء الثوار الأبطال لن يقبلوا العودة بالزمن الى ما قبل 17 تشرين الأول الماضي، وهم ليسوا خائفين من أحد مهما علا شأنه ومركزه، لقد كسروا حاجز الصمت والخوف الى الأبد.

لقد ردّت هذه الثورة الشريفة المواطن اللبناني الى طبيعته التي لم تتميّز يوماً إلا بالعنفوان والعزّة والكرامة، كما ستُعيد أموالنا المنهوبة وتلقي بالفاسدين والسارقين في السجون، هي ثورة ستوصلنا لأن نكون مواطنين صالحين نلتزم بالقانون والآداب العامة، وستكون علامة فارقة مضيئة ومثالاً صالحاً يُحتذى به.

وفي الختام، أريد أن أؤكّد بأنّ استقلالنا الحقيقي نلناه فعلياً في 17 تشرين الاول 2019 وليس في 22 تشرين الثاني 1943.


*عادل شديد

رئيس نادي الشبيبة تنورين