مؤتمر دولي في سويسرا لإعادة الإعمار

بوتين لقواته في شرق أوكرانيا: واصلوا الهجوم

02 : 00

زيلينسكي متحدّثاً في رسالة عبر الفيديو خلال افتتاح مؤتمر لوغانو أمس (أ ف ب)

بعد احتلال الجيش الروسي مدينة ليسيتشانسك الإستراتيجية، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس قواته خلال لقاء مع وزير الدفاع سيرغي شويغو بمواصلة هجومها في شرق أوكرانيا عبر "تنفيذ مهمّتها وفقاً للخطط التي تمّت الموافقة عليها".

وبينما انسحبت القوات الأوكرانية من ليسيتشانسك، بات الهدف الأوّل للمقاومة الأوكرانية الآن احتواء التقدّم الميداني الروسي غرباً نحو مدينتَيْ سلوفيانسك وكراماتورسك الكبريَيْن في منطقة دونيتسك المجاورة.

وأفاد حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلنكو عن مقتل 10 أشخاص، بينهم طفلان، جرّاء ضربات روسية في سلوفيانسك ومحيطها الأحد. ومع اقتراب خط الجبهة من سلوفيانسك، دعت السلطات الأوكرانية السكان إلى مغادرة المنطقة.

وكانت شوارع المدينة شبه مقفرة صباح أمس. وفي السوق المركزي وسط المدينة الذي اجتاحه حريق اندلع جرّاء ضربة روسية، كان بعض الباعة يعرضون منتجات أساسية، فيما يُزيل آخرون الركام المتفحّم.

وفي سيفيرسك الواقعة بين ليسيتشانسك وسلوفيانسك، تبدو القوات الأوكرانية عازمة على الحفاظ على خط دفاع بين هذه المدينة ومدينة باخموت إلى الجنوب لحماية سلوفيانسك وكراماتورسك.

وأكدت هيئة أركان الجيش الأوكراني "تكثيف العدو قصفه على مواقعنا في اتجاه باخموت"، بينما ادّعت وزارة الدفاع الروسية تدمير 7 مراكز قيادة أوكرانية خلال الساعات الـ24 الأخيرة، من بينها قيادة الفوج المجوقل الـ25 في منطقة سيفيرسك.

وفيما تبقى نتيجة الحرب غير مؤكدة على الرغم من المساعدات العسكرية والمالية الكبيرة من الحلفاء، يسعى مؤتمر لوغانو في جنوب سويسرا إلى رسم معالم إعادة إعمار أوكرانيا مستقبلاً.

وفي هذا الإطار، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس وزرائه دينس شميغال أنّ إعادة إعمار أوكرانيا ستُكلّف 750 مليار دولار على الأقلّ، وأكدا أن هذه المهمة "ستكون مشتركة للعالم الديموقراطي بأسره" وهي "أكبر مساهمة لدعم السلام العالمي".

وتحدّث زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو خلال افتتاح مؤتمر لوغانو الذي حضره شميغال شخصيّاً، حيث تساءل الأخير: "من الذي يجب أن يدفع ثمن خطّة إعادة الإعمار المقدّرة بـ750 مليار دولار؟"، مجيباً أن "مصدراً رئيسياً" للتمويل يُمكن أن يكون عبر مصادرة أصول روسيا والأوليغارش الروس المجمّدة بموجب العقوبات الدولية ضدّ موسكو.

وتتراوح تقديرات حجم الأصول المجمّدة بين 300 و500 مليار دولار، بحسب شميغال الذي أوجز أيضاً خطّة حكومته لإعادة الإعمار المكوّنة من 3 مراحل، في حين يرسم المؤتمر الخطوط العريضة لإعادة الإعمار المستقبلية للبلاد التي غزتها روسيا في 24 شباط.

وأطلقت رئيسة المفوضية الأوروبّية أورسولا فون دير لاين نداء slava Ukraini (المجد لأوكرانيا) لتختتم خطاباً شددت فيه على ضرورة إعادة بناء أوكرانيا أفضل مِمَّا كانت عليه.

توازياً، أمل البابا فرنسيس بزيارة موسكو وكييف إن أمكن، بينما كان الحبر الأعظم قد عرض مراراً التوسّط في الحرب الروسية ضدّ أوكرانيا، معرباً عن رغبته بتلقي دعوة للقاء بوتين.

على صعيد آخر، تُطلق دول "حلف شمال الأطلسي" اليوم إجراءات المصادقة على انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف، في قرار يُعدّ تاريخيّاً. وخلال حفل تولّي القائد الأعلى الجديد لقوات الحلفاء في أوروبا الجنرال الأميركي كريستوفر كافولي، قال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ: "نتحضّر لاستقبال حليفَيْن جديدَيْن يتمتّعان بقوات وقدرات عسكرية هائلة".


MISS 3