مايا الخوري

"لا أشاهد أفلام نادين لبكي وتعرف ماذا اقترفت"

جو قديح: من ينتقد واقع المسرح فليشمّر عن زنوده

2 تموز 2019

13 : 18

مواضيعه تلامس "التابو" وما من موضوع إجتماعي أو سياسي أو إنساني يستعصي عليه.
يواظب قديح على تقديم عملٍ مسرحي سنوياً، وهو المؤمن بأنّ الإستمرار وإن افتقد دعماً مادياً إنتاجياً، ممكنٌ إن توافرت الإرادة. التقيناه للدردشة عن أعماله الجديدة ومشاركة مسرحيته الأخيرة "الشر الأوسط" في مهرجان تونس المسرحي.
ينهمك قديح حاليًا في كتابة مسرحيته الجديدة "تيتا" التي يشارك فيها ممثلان إضافة اليه، فضلاً عن إعداده كتاباً يتناول المسرح. يعالج المسرحي الشاب مواضيع إجتماعية وسياسية وإنسانية في مسرحه، منطلقاً من الذاكرة التي يربطها بالحاضر، طارحاً تساؤلات عن المستقبل، واصفاً الزمن بالوهم. يقول قديح معلّقاً:" للإنسان رؤية معيّنة للماضي والحاضر والمستقبل أحاول أن أستلهم منها لمسرحي. أعيش دوماً هاجس تقديم الأفضل". وإذ يلامس حدود التابو في نصّه فاسحاً في المجال أمام المناقشة تأييدًا أو اعتراضاً على أفكاره، يعتبر أن "أي فنان يعبّر عن نفسه عبر فنّه، سواء كان رسّاماً أو مصوّراً فوتوغرافياً، أو سينمائياً. ولكن ميزة المسرح أنّه لغة الشعب، ومادة متحركة يتفاعل معها الجمهور مباشرة. ويضيف: "للمسرح خصوصيته وهو مختلف كلياً عن سائر الفنون".
وفي ما يتعلق باستمرار مسرحه سنوياً، بينما هناك من يعتبر أن مردود المسرح المادي غير كافٍ للإستمرار، قال:" في لبنان، مسرحيون يتسوّلون وينعون، وآخرون يحبّون التسويق". ولا يخفي قديح التقصير الواضح من قبل مختلف الجهات التي تتعاطى في الشأن المسرحي "سواء لجهة الروّاد الذين لا يدعمون أو الثقافة المسرحية المعدومة، أو من قبل المسرحيين أنفسهم. برأيي، يمرّ المسرح بفترة نهضة جديدة من بعد سبات، وهو مستمر بألف خير، رغم أنه يمكن أن يكون بأفضل حال". وبالنسبة إلى من ينتقد واقع المسرح؟ " فليجتهد شخصيًا ويشمّر عن زنوده، أو فليسأل المعنيين الرسميين في الدولة كيف يمكن دعم المسرح، ليضعوا معًا روزنامة عمل نلتزم بها جميعاً لدعمه في المناطق فلا يبقى حكراً على بعض مسارح بيروت".
وعمّا إذا كان يجد بأن الكتابة لممثلين آخرين أصعب من كتابة الـ"ستاند أب"، أجاب:" لا صعوبة في الكتابة لممثلين آخرين، بل متعة. إنما ثمة صعوبة في إيصال رؤيتي كما هي. على كلٍ، أجد أحياناً من يعطيني نتيجة أفضل وأحياناً نتيجة أقلّ". وأضاف: "الأداء المسرحي اليومي متفاوت بسبب التكرار، حتى أنني أشعر بتفاوت أدائي الشخصي بين عرض وآخر". واعتبر أنّ التعاون مع ممثلين آخرين، ينتج هواجس ومخاوف وأحاسيس مختلفة لذا وجب كسر الجليد بينه وبين الممثل المتعاون معه لإيجاد الصيغة الأفضل للعمل، ولتظلّ العلاقة الإنسانية بينهما ناجحة. وحين سألناه: "إذا تلقّيت عرضاً للتمثيل مع مسرحي آخر، من تختار؟"، أجاب: "لا أفضلية عندي لأي مسرحي، فإذا كان النص مقنعاً والمخرج مقنعاً وأحببت الشخصية، لا مانع إذاً".
وعن مشاركة مسرحيته "الشر الأوسط" في مهرجان تونس المسرحي، وفوزه بجائزة أفضل نصّ مسرحي، قال:" قلقت بداية من ردّة فعل الجمهور تجاه الموضوع التابو الذي عالجته، لكنني تفاجأت من ثقافة الجمهور التونسي خصوصاً في منطقة "زنوبيا" النائية، فجاءت ردود الفعل إيجابية جداً. كذلك عندما عرضنا في العاصمة، لاحظنا مدى تفاعل الجمهور التونسي مع المسرح، فهو مثقف جداً ومتذوّق فنيّ. كانت تجربة جميلة جداً على خشبة مسرحين عريقيْن، أتمنى أن تتكرر".
وفي ختام اللقاء، كان لا بدّ من الحديث عن بوست مسرحي. لفت إلى "تشابه وترابط" في الأفكار ما بين فيلم المخرجة "نادين لبكي" "هلأ لوين" ومسرحية "الشر الأوسط"، وقد شاركت لبكي تمثيلاً في عرضها عام 2011 ، فقال: "صراحة تفاجأت بذلك، ولم أكتشف الموضوع حتى تواصل معي أشخاص عدّة لفتوا إنتباهي إلى هذا الأمر خصوصًا أنني لم أشاهد أفلامها سابقًا، ولا تهمني مشاهدتها حاليًا، ولكن ماذا أكسب لو طالبت لبكي بتوضيح أو ما شابه، فهي تعلم ماذا اقترفت يداها. أمّا إذا توجهت إلى القانون، فالمتابعة القانونية مطّاطة جدًا".

MISS 3