الثورة بعين الرياضيين

لحكومة "تكنوسياسية" برئاسة الحريري

12 : 20

إنّ 17 تشرين الأول 2019 يُعدّ يوماً مجيداً في تاريخ لبنان الحديث، وكان يجب أن يحصل منذ 30 سنة وليس الآن، لأنّ كلّ اللبنانيين المقيمين والمغتربين ينشدون التغيير ويسعون إليه بغضّ النظر عن إنتماءاتهم السياسية والطائفية، إذ يكفي هذا البلد ما نخره من هدر وفساد طال جميع إداراته ومَرافقه، وآن أوان المساءلة والمحاسبة لكلّ من سيأتي الى السلطة أو سيتعاطى بالشأن العام.

ولكن في المقابل أنا صراحة ضدّ قطع الطرقات أمام الناس وشلّ حركة البلد شبه المنهار أصلاً، ويجب بالتالي ألا نزيد من نزفه ومعاناته، لأنّ هذه الخطوة يجب ألا تكون سابقة تتكرّر عند فئة أخرى من اللبنانيين لدى تشكيل حكوماتٍ في المستقبل لا توحي لها بالثقة أو لا يعجبها أداء بعض وزرائها لهذا السبب أو ذاك.

من هنا، أنا أناشد الرئيس سعد الحريري تحديداً لتشكيل الحكومة الجديدة، على أن تكون حكومة "تكنو سياسية" مُحترمة ومتجانسة، بحيث لا تغيب عنها القوى السياسية الراهنة التي أفرزتها الإنتخابات النيابية الأخيرة، فيعمل هؤلاء الوزراء السياسيون الى جانب وزراء إختصاصيين وذوي خبرة مشهود لهم بالكفاءة ونظافة الكفّ لينهضوا معاً بلبنان الذي هو اليوم على شفير الإنهيار.

إذاً يجب التسريع في تشكيل الحكومة الجديدة، شرط أن يكون عملها شفافاً وعلنياً وأمام عدسات التلفزة لكي يتسنى للشعب اللبناني مراقبة مشاريعها في كافة القطاعات الحياتية الرئيسية ورفع الصوت بوجهها عند التقصير أو إرتكاب الأخطاء أو عند انغماسها في وحول الصفقات والسمسرات.

وفي ختام كلمتي، لا أستطيع إلا أن أبدي أسفي للوضع الرياضي العام في لبنان والذي تأثر بدوره بما يحصل من حراك كبير على الأرض، على أمل أن تحمل الأيام المقبلة كلّ الخير للقطاع الرياضي الذي يبقى مرفقاً حيوياً ومتنفسّاً للشباب الذين هم مستقبل هذا الوطن وأمله.



*هيثم زين
لاعب كرة قدم لبناني دولي سابق


MISS 3