الثورة بعين الرياضيين

ثورة مباركة والمطلوب الوعي

11 : 19

كشابّ لبنانيّ كنتُ بدأتُ أشعر بنوعٍ من اليأس والقرف وفقدان الأمل بالعيش في بلد حضاريّ يحكمه القانون وتسوده دولة المؤسّسات التي تحترم شعبها وتتمسّك بشبابها وتقدّر طموحاتهم وتطلعاتهم لمستقبلٍ أفضل.

لكن اليوم أتت هذه الثورة الشريفة لتُعيد إليّ أملاً كبيراً بانّه أصبح بإمكاننا أن نحلم بدولة حقيقية تؤمّن لنا كلّ مقوّمات العيش الحرّ والكريم، وأبسط حقوق الانسان من إلزاميّة تعليم وسهولة مواصلات وبيئة نظيفة وضمان شيخوخة وطبابة مجّانية وغيرها...

هذه ثورة مباركة لأنها إنتفاضة الإنسان البسيط والفقير والموجوع بكلّ معنى الكلمة، ولأول مرة نرى الشعب اللبناني يثور على واقع يريد المسؤولون أن يعيش فيه رغماً عنه تحت حجج واهية، تارة طائفية ومناطقية وطوراً سياسية، فجاءت هذه الثورة لتُخرجنا من تحت العباءة الطائفية وتضعنا تحت العباءة الوطنيّة، على أمل ان تستمرّ شرارتها للوصول الى أهدافها السامية العظيمة، وأن يكون هناك وعيٌ تامّ من الثوّار في المقابل لعدم السماح لأحد بإفساد هذه الفرصة التاريخية ببناء لبنان الجديد الذي نحلم فيه جميعاً.

وأودّ في هذه المناسبة أن أؤكّد أنّ اللبناني المُبدع الذي نجح في المساهمة بتأسيس مجتمعاتٍ كبيرة ومتطوّرة في دول الإغتراب ليس صعباً عليه أبداً أن يشارك في إعادة بناء وطنه الأمّ الذي لا تتعدّى مساحته الـ 10452 كلم2، فاللبناني أينما وُجد هو مثقفٌ ومميزٌ ورائدٌ في محيطه، وقادرٌ بالطبع على فعل الكثير لمجتمعه وبلده، على غرار الإنجازات المهمّة التي صنعها في الخارج.

آمل أخيراً في أن نُكمل هذه المسيرة المجيدة التي بالتاكيد ستستغرق وقتاً طويلاً قد يصل لسنوات، وستواجه الكثير من الصعوبات والتحدّيات، ولكن الفرصة سانحة الآن لأن يعود لبنان البلد الجميل الذي ننشده جميعاً ويستحقّ أن نضحّي من أجل الوصول إليه يوماً ما.



*دانيال عبّود

صحافي وإعلامي رياضي