ريتا ابراهيم فريد

"طرزان لبنان"...دليل سياحي للطبيعة اللبنانية الساحرة

19 أيلول 2022

02 : 01

صفحاته على مواقع التواصل الإجتماعي باتت اليوم أشبه بدليل سياحي عن أروع الأماكن الطبيعية في لبنان. هو ابن الـ22 عاماً، يتجوّل في المناطق اللبنانية ويختار الأماكن الأكثر سحراً وجمالاً. يصوّر فيها مقاطع فيديو وينشرها على حساباته بهدف تشجيع المغتربين أو السياح على زيارة لبنان، وتشجيع اللبنانيين المقيمين على السياحة الداخلية، خصوصاً أنّ المشاوير التي يقترحها لا تحتاج الى ميزانية كبيرة. "نداء الوطن" تواصلت مع عبد الله سعادة، الملقّب بـ"طرزان لبنان" الذي تحوّل الى نجم على مواقع التواصل الإجتماعي، وبات لديه اليوم مئات الآلاف من المتابعين.

كيف تحوّلت الى "طرزان لبنان" ومن الذي أطلق عليك هذا اللقب؟

منذ حوالى أربع سنوات، بدأتُ جولاتي في عدد من المناطق اللبنانية، حيث كنتُ أصوّر الأماكن الطبيعية الجميلة وأنشرها على مواقع التواصل الإجتماعي باسمي الخاص، حتى شعري لم يكن طويــلاً كما هو اليوم.

وبما أنني أحياناً أتأرجح على الحبال بين الأشجار وأسبح في مياه البحيرات، قيل لي إنني أبدو مثل طرزان. فأنشأتُ حساباً جديداً يحمل اسم The Strolling Tarzan، وبات لقبي "طرزان لبنان".

ما كان هدفك الأساســـــــــــي من التصوير؟

منذ البداية كنتُ أحاول أن أسلّط الضوء على الطبيعة الجميلة في لبنان، وأن أتشارك فيها مع المتابعين كي أخبرهم من خلال هذه الفيديوات كيف يمكنهم أن يكونوا سعداء مثلي، وأن يخرجوا ويتسلوا ويمضوا أوقاتاً ممتعة بتكلفة مادية زهيدة.

هل تعمل بمفردك أم يرافقك فريق عمل للتصوير والمونتاج؟

معظم المشاوير أقوم بها بنفسي أو برفقة أحد أصدقائي الذين يخرجون معي للتسلية، وأحياناً يصوّرونني. لكن المونتاج والإعداد أقوم به بمفردي.

كيف يمكنك أن تغضّ النظر عن كل الصعوبات المعيشية في لبنان، وأن تركّز فقط على رؤية الأمور الجميلة فيه؟

أنا شاب عانى من صعوبات كثيرة في حياته، لذلك قرّرتُ أن أكون شخصاً إيجابياً دوماً. فنحن لا نعرف ماذا يخبّئ لنا الغد، ومتى نغادر هذه الدنيا. لا أريد حين أتقدّم في السنّ أن أشعر بالحسرة والندم على وقت مرّ من دون أن أستثمره بالقيام بما أحبّ. وكوننا نعيش في ظلّ أزمات متعددة في لبنان، باتت معظم الوسائل الإعلامية تركّز على نقل الأخبار السلبية. فقرّرتُ بدوري أن أركّز على نقل الصورة الجميلة والإيجابية.





تعرّف عن نفسك بأنك شاب عادي أوقف أحلامه، وبدأ يعيش الحلم في الواقع. ماذا تقول للشباب الذين يشعرون أن أحلامهم سرقت الى الأبد؟

أقول لهم ألا يستسلموا مهما شعروا بالضيق ومهما واجهوا من صعوبات. "الله كبير"، وهو دوماً الى جانبنا كي يمدّ يده للمساعدة. لكن في المقابل، من المهم ألا يكتّفوا أيديهم ويمتنعوا عن القيام بأي شيء ويجلسوا بانتظار الفرج. علينا أن نتعب وأن نواصل السعي للوصول الى أحلامنا. أنا لم أصل الى ما وصلتُ إليه بمجردّ جلوسي في المنزل، بل بالصبر والمثابرة والعمل الدؤوب.

انتقادات عدّة طالتك مع بقيــــــــة الصفحات التي تروّج لدعم السياحة في لبنان، تحت حجة أنكم تنقلون صورة غير واقعية عن وطن بلا كهرباء وشوارعه غارقة في النفايــــــــــات. كيف تردّ؟

الإنتقادات مستمرة على مواقع التواصل الإجتماعي للأسف. لكنّ ذلك لا يستفزّني. فأنا أكيد أنّ هؤلاء المنتقدين لا يتابعونني بشكل دقيق، لأني سبق ونشرتُ مقطع فيديو شرحتُ فيه سبب تركيزي فقط على الأمور الإيجابية في لبنان. وأكّدتُ فيه أنني مثل جميع الشباب اللبنانيين، أعيش في هذا الوطن وأعاني مثلهم. وأنا لا أنفي وجود الأزمات والفقر، لكن رغم كل ذلك، أحاول من خلال ما أنشره أن أقول لهم: يمكنكم أن تخرجوا الى الطبيعة وتقوموا بكل هذه النشاطات الممتعة بأقلّ تكلفة ممكنة.





هل وصلتك رسالة ما أو تعليق أثّر بك أكثر من غيره من أحد المغتربين؟

أنا أتلقّى بشكل مستمرّ عدداً كبيراً من الرسائل، من مغتربين ومتابعين من دول عدة. البعض يقول لي إنّهم تحمّسوا لزيارة لبنان حين شاهدوا الفيديوات التي أنشرها، وهذا يفرحني كثيراً. وحتى لو كنتُ أشعر أحياناً ببعض الإحباط، هذه الرسائل تمنحني اندفاعاً وحماساً كي أخرج مجدّداً للبحث عن أماكن جديدة للتصوير.

أنت تمضي معظم أوقاتك في الهواء الطلق بين الأشجار والينابيع والبحيرات... ماذا يتغيّر داخل الإنسان حين يتّحد مع الطبيعة؟

شخصياً أشعر براحة كبيرة حين أتواجد في الطبيعة. فهي تمنحني الحرية، وتساعدني بالتالي على أن أحيا حياة حرّة. أحياناً أفكّر بكمية الأذية التي يسبّبها البشر للطبيعة، على عكس الحيوانات. فالطبيعة مليئة بالجمال والفرح، وللأسف، الإنسان هو العنصر المؤذي.