طوني كرم

"مدينتي" يستعدّ لمعركة التغيير في بيروت

3 آذار 2023

02 : 00

من الحملة الإعلانية لـ"»بيروت مدينتي"» في انتخابات 2016

تركت النتائج المتقدّمة التي حقّقتها قوى من «المجتمع المدني» في الإنتخابات البلدية للعام 2016، أثرها على المشهدية الإنتخابية، في بيروت تحديداً، مع اقتراب لائحة «بيروت مدينتي» حينها، من الإطاحة بتحالف القوى التقليدية والحزبية، لتشقّ بذلك الطريق الفعليّة لـ»التغيير».

المواجهة التي خاضتها «بيروت مدينتي» في وجه لائحة «السلطة» حينها، ساهمت في استدراج جزء كبير من الرأي العام إلى ملعبها في 2016، قبل أن تفرض فورة 17 تشرين 2019 واقعاً مغايراً أعاد تأطير قوى المجتمع المدني في أحزاب وتيارات جديدة تحمل راية التغيير التي مكّنتها من حجز 4 مقاعد نيابية خلال انتخابات 2022 عن دائرتي بيروت الأولى والثانية، من خارج التحالف مع «بيروت مدينتي» التي تحوّلت لاحقاً إلى حزب «مدينتي» الذي لم يجد مكاناً له في لوائح «التغيير» النيابيّة.

وبعد النتائج النيابيّة المخيّبة التي لحقت بلائحة «مدينتي» في بيروت الأولى، وترك حريّة التصويت في دائرة بيروت الثانية، يستعدّ حزب «مدينتي» إلى خوض الإنتخابات البلدية في بيروت، عبر منصّة موحّدة مع «المجموعات التغييريّة» بما يضمن الفوز في هذا الإستحقاق المهم وفق تعبير أوساط مقربّة منه، أوضحت لـ»نداء الوطن» أن قوى التغيير التي يعمد «مدينتي» إلى تقديم مشروعه البلديّ معها، لا تقتصر على النوّاب الذين اندرجوا في تلك الخانة، بل على القوى الحيّة التي تهدف فعلاً إلى تحقيق «التغيير» المطلوب عبر تقديم مشروع واضح وخطة مشتركة تفتح الباب أمام تقديم لائحة متجانسة من المرشحين من أجل الوصول إلى مجلس بلديّ متكامل وفق معايير واضحة تخوّل المرشحين في حال فوزهم تحقيق الأهداف المرجوّة في المدينة.

وتشير أوساط «مدينتي» إلى أنّ «الإختلافات» التي شهدتها المعركة الإنتخابية بين القوى التي ترفع شعار «التغيير» تمّ تخطيها راهناً، بما يسمح التركيز على كيفيّة الوصول إلى تحقيق المشروع السياسي المتجانس بين القوى التي تحمل المبادئ والرؤية المشتركة، والتي لا يمكن أن تتمّ إلّا من خلال اعتماد معايير واضحة للتعاون واختيار المرشحين.

وإذ تتداخل المشاريع الإنمائيّة والإنتخابات في العاصمة مع هواجس التمثيل الطائفي والمناصفة، إعتبر «مدينتي» أنه من المبكر البحث في هذه الهواجس قبل نضوج التحالفات والمشهدية التي ستخاض بها الإنتخابات. ليؤكد في الموازاة، أنّ موقعه وهويّته لا يخوّلانه التحالف مع الأحزاب التقليدية ومن بينها «تيار المستقبل» رغم تعليق عمله السياسي كتيار منظّم، مع التأكيد أيضاً على أهمية فهم الواقع في بيروت وما تتطلّبه المعركة الإنتخابية بما يضمن تمثيل جميع المكوّنات، على أن يكون القرار النهائي في تخطي هذا الموقف حصراً لمجلس المواطنين في حزب «مدينتي».

ويضمّ حزب «مدينتي» الذي قارب الفوز عبر لائحة «بيروت مدينتي» في انتخابات 2016 ما يقارب الـ60 منتسباً في مجلسه التنفيذي، في حين يعمد إلى استقطاب الرأي العام والمستقلين والقوى التغييرية للعمل معهم على تكرار تجربة الإنتخابات البلدية السابقة.

وعن المخاطر التي يمكن أن تواجه الإستحقاق، يعمد «مدينتي» إلى استكمال التحضيرات المطلوبة للإنتخابات، مع التشديد على رفض تأجيل هذا الإستحقاق الدستوري لما له من أهمية على المدينة.


MISS 3