مايا الخوري

ندين جابر: جرأة "للموت" أنيقة ولم تخدش الحياء

10 أيار 2023

02 : 01

ندين جابر

حققت أعمالها نجاحاً كبيراً منذ إنطلاقتها، قدّمت الكوميديا والتراجيديا على حدّ سواء، متوّجة نجاحاتها بأجزاء مسلسل "للموت" الثلاثة. الكاتبة ندين جابر، أسدلت الستارة على الجزء الأخير من المسلسل، لكنها لم تسدل الستارة على أدواتها لتقديم عمل جديد بهوية جديدة في إطار إجتماعي.



لم يكن مسلسل "للموت" عمــــــلاً تقليدياً بمضمونه وشخصياته ونهايته. كيف تقيّمين المسار الذي سلكه في أجزائه الثلاثة؟

ما من عمل فنيّ متكامل في المطلق، قد نتعرّض لبعض الثغرات، إنما فخورة جداً بالأجزاء الثلاثة وراضية عنها. لكل جزء شخصياته وحبكته الخاصة، فكانت الأجزاء الثلاثة متصلة ومنفصلة في آن. من الصعب المفاضلة بينها، لكن طغى الخط الدرامي على الجزء الثاني، لذا عنى لي أكثر من سواه خصوصاً أنني أميل أساساً إلى الدراما.

بعدما شكّل "للموت" حالة معيّنة في رمضان منذ 3 سنوات، وحققت شخصياته جماهيرية واسعة، هل أصبحت الخيارات ما بعده أصعب؟

ستكون الخطوة المقبلة صعبة جداً، بالنسبة إليّ ولكل من شارك في أجزائه الثلاثة، لأن الممثلين قدّموا الشخصيات نفسها لسنوات، فاعتاد المشاهد على المسلسل وشخصياته. برأيي ستكون مهمة ماغي بو غصن ودانييلا رحمة صعبة أيضاً ومسؤوليتهما كبيرة وخطيرة جداً لكسر صورتيهما في المسلسل. يمكن تقديم عمل أهمّ من "للموت"، إنما لن يحقق بالضرورة الجماهيرية نفسها التي حققها هو. على كلٍ، من المهم أن أعمل دائماً بالشغف نفسه، ليبقى النجاح رهن قرار الجمهور.

إنتقد جزء مــــــــن الجمهـــــــور جرأة المسلسل مقابل جزء آخر تابع بشغف واهتمام، هل أنـــــــت من مؤيدي الحرية الكاملة في الأعمال الفنية من دون قيود وضوابط؟

أحد من صنّاع العمل لا ينكر جرأته بدءاً من الفكرة الأساسية التي طرحها. قد يتقبّل بعضهم هذه الجرأة ويتابع العمل باهتمام، مقابل بعض آخر يرفضها وينتقدها. لا أستطيع فرض رأيي على المشاهدين، إنما من يوجّه المسلسل نحو الجرأة هو القصة المطروحة بحد ذاتها. طالما تنتمي شخصيات المسلسل إلى الشارع وهنّ من بائعات الهوى، لا بدّ من أن تكون الجرأة وحرية التعبير في صلب محادثاتهن وأسلوب تصرفاتهن. لو لم تتفّوه بطلتا المسلسل بألفاظ سوقية، لكانتا غير واقعيتين ولما صدّقهما الجمهور. يفرض الموضوع نفسه وكذلك طبيعة الشخصية. صحيح أنني أدعم الجرأة ولا أنكرها، لكن لا أظنّ بأنني خدشت الحياء كثيراً في الأجزاء الثلاثة، أو أنني بالغت بذلك، كانت الجرأة أنيقة برأيي.

أي دور تلعب شركة الإنتاج في هذا الإطار، خصوصاً أنها المراقب الأول؟

صحيح أن شركة الإنتاج هي المراقب والمسوّقة للعمل ولديها ضوابط معيّنة، إنما لا مشكلة لدى الشركة التي أنتمي إليها مع الجرأة التي قدّمتها، طالما أننا لا نخدش الحياء. برأيي، لم أخدش الحياء إلا بنظر أناس معيّنين كما ذكرت سابقاً.

إنطلاقاً من عرض المسلســـــــل عبر "شاهد"، هل تستوعــــــب المنصات الرقمية نسبة حرية أكبر من التلفزيون؟

طبعاً، تتميّز المنصّات بحرية أكبر وبجرأة أكبر وأعمق بطرح المواضيع، لأن المشاهد، الذي ينتمي بغالبيته إلى جيل الشباب والإنترنت يدخل إليها بمشيئته الخاصة فيختار ما يريد، فيما يدخل التلفزيون إلى منزل المتلقي من دون إستئذان.

كوّنت مع المخرج فيليب أسمر ثنائية ناجحة، ما الذي يميّز صورته الإخراجية؟

هو مخرج عظيم جداً، حصل تناغم أفكار كبير بيننا وجمعتنا علاقة طيّبة، وهذا مهمّ جداً بين الكاتب والمخرج. أرى صورته الإخراجية مميّزة جداً، وكذلك ذوقه في الصورة وكيفية إدارته للممثلين وتعامله معهم.

يصرّح بعض الكتاب بأنه يستوحي شخصياته والمواضيع من المجتمع المحيط به، فيراقب ويحلل لبناء عمله الدرامي، هل إعتمـــــــــدت الأسلوب نفسه في الكتابة؟

يمكن أن يستوحي الكاتب من شخصية معيّنة في الحياة، يكتب عنها ويضيف إليها البهارات والمطيّبات ويبالغ فيها، إنما انا لم أتبع هذا النمط. شخصيتا "سحر وريم" غير مستوحاتين من أحد، ولم ألتقِ بمن يشبههما في الواقع.

رغم بشاعة الحياة التي تعيشها "ريم" و"سحر"، حرصتِ على إظهار جانب أبيض من شخصيتيهما، كالوفاء، والنخوة... ما السبب؟

أؤمن أن لا إنسان خيّراً أو سيّئاً في المطلق. يملك كل شخص الجانبين معاً، حيث تفرض الظروف ربما عليه أشياء سيئّة مثلما حصل مع "ريم" و"سحر" لكن يبقى معدنه طيّباً. يولد الإنسان برأيي خيّراً إنما تدفعه الحياة بخبراتها أحياناً إلى السوء. إذا إستمعنا إلى قصته، قد نتفهمه، من دون أن نبرّر له.




ندين جابر مع جمال سنان



مع فريق عمل "للموت 3"



مع ماغي بو غصن




هل تحرصين على تجميل صورة المرأة في أعمالك؟

أنا مناصرة للمرأة وهذا واضح في تصاريحي الإعلامية وأعمالي الفنيّة، وذلك لأنني أحبّ أن تكون قويّة، محافظة على كرامتها. صحيح أنني أصوّر الجانبين السيئ والجيّد فيها، لكنني مناصرة لها في المطلق.

"غزل البنات" و"صالون زهرة"، من أعمالك الدرامية الكوميدية، لماذا يغيب هذا النوع عن المحطات التلفزيونية فيما يتوافر على الصعيد العربي وعبر المنصّات؟

يطالب الجمهور حالياً بهذا النوع من المسلسلات الكوميدية خصوصاً في لبنان، حيث يعاني ظروفاً إقتصادية ومعيشية صعبة، لذا يحتاج إلى مرفّه عنه. أحبّذ شخصياً هذا النوع من المسلسلات.

لم يأت الموسم الثاني من "صالون زهرة" برأي بعضهم على قدر التوقعات مقارنة مع الأول، ما رأيك؟

هناك أذواق في الحياة، مثلما فضّل بعضهم جزءاً من "للموت" على جزء آخر، كذلك ربّما فضّل بعضهم جزءاً من "صالون زهرة" على جزء آخر، وهذا أمر مشروع.

هل هي مرحلة استراحة محارب أم بدأت البحث عن مشاريع جديدة؟

أفكّر بمشروع جديد أعمل على تطويره في الإطار الإجتماعي. يستغرق أي مسلسل 7 أشهر تقريباً لكتابته، إذ لست ممن يكتب عشرات المسلسلات في العام، إنما أقدّم عملاً واحداً إلى جانب مسلسل قصير من عشر حلقات مثلاً، إذا ما توافر الوقت لذلك.


MISS 3