جاد حداد

Killing Eve... مخيّب للآمال

28 آب 2023

02 : 03

لا يمكن أن نقول إن جميع مواسم مسلسل Killing Eve (قتل إيف) تحافظ على المستوى نفسه من الجاذبية، والإثارة، والمتعة، والتشويق. لنبدأ مع القاتلة الروسية المفضلة لدى الجميع: تبدو «فيلانيل» (جودي كورنر) عالقة في مأزق. هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها التخلي عن جرائم القتل، لكنها انتقلت في الموسم الرابع للعيش مع الرجل المريب «فيكار فيل» (ستيف أورام) وابنته «ماي» (زيندي هادسون).

كان أول موسمَين من هذا المسلسل يرتكزان على الترقّب الذي يسبق تحديد هوية الجاسوس والعثور على «آنا» و»فيلانيل». لكن بعد إتمام هذه المهام كلها، أصبحت «إيف» (ساندرا أوه) عالقة أيضاً، فهي تعمل كمسؤولة أمن خاصة. لا يعني ذلك أنها لا تستمتع بوقتها بعد خروج «نيكو» من حياتها. هي تُحدد ظروف تجاربها الآن، فتقرر توقيت علاقاتها ومن تريد الارتباط به، بما في ذلك زميلها «يوسف» (روبرت غيلبرت). حتى أنها تُحدد طبيعة التفاعلات والتحقيقات التي تريد إجراءها بشأن الشخصيات الأخرى التي تبقى مجهولة الهوية. كان لافتاً أن يتحسن مستوى كتابة السيناريو بعد أول موسمَين.

أصبحت «إيف» أكثر انفتاحاً في خياراتها بعدما استكشفت هويتها الحقيقية بعد رحيلها من عملها وانفصالها عن زوجها. لا تزال ساندرا أوه تتمتع بأداء مميز: حتى لو كانت لا تتحرك، يسهل أن يطغى حضورها على الشاشة، وتظهر معالم التوتر والاستياء في جميع عضلات جسمها. لكن خسرت شخصية «فيلانيل» عمقها للأسف عندما أوقفت نشاطات القتل. كانت شخصية القاتلة الأنيقة والمرحة والباردة جديدة وترفيهية، وقدمتها كومير بأفضل طريقة ممكنة. لكن تعجز «فيلانيل» الآن عن تقديم أي أداء مميز بعدما اتخذت شخصيتها منحىً مألوفاً. تبذل كومير وساندرا قصارى جهدهما لإنقاذ السيناريو الذي بات يتعامل مع الصراعات المحورية في القصة بطريقة شبه سطحية.

على صعيد آخر، تلاشت جوانب مميزة من المسلسل، أبرزها الأزياء والإبداع. كانت الملابس في المواسم الأولى مدهشة بمعنى الكلمة، وكأنها مستوحاة من كتب عميقة: بلوزات منقّطة، ثوب زهري مع كشكش، معاطف مذهلة بلون الخردل أو الأرجواني المخملي، سترة فضفاضة أيرلندية الأسلوب، أثواب حريرية للنهار، ملابس نوم حريرية مطرّزة، ولا ننسى البدلة الزرقاء والحمراء التي ارتدتها «فيلانيل» قبل طعن بيل (ديفيد هايغ) حتى الموت، مع وشاح أخضر مرقّط. أما الآن، فترتدي «فيلانيل» ملابس تقليدية ومملة.

وحتى «كارولين» (فيونا شو) ارتدت ملابس وسترات جميلة في البداية، لكنها نُقِلت الآن إلى إسبانيا وبات أسلوبها يشبه ما يرتديه الملحق الثقافي. هي ترتدي أثواباً من كتّان حين لا تهتم بما يجري من حولها، بينما ترتدي معاطف واسعة عندما تهتم بما تفعله. قد تكون ملابس «إيف» الجانب الوحيد الذي تغيّر بطريقة جديدة من الناحية البصرية والعاطفية، إذ لم يعد طرازها قديماً بل بدأت ترتدي ملابس تُعبّر عن مكنوناتها الداخلية: سترات جلد مع سحابات وأكسسوارات مناسبة، قمصان قطنية بألوان داكنة، سراويل فضفاضة، جزمة عسكرية ثقيلة... تبدو هذه النسخة من «إيف» قوية وصلبة، وهي تعرف أن النهاية اقتربت وتبدي استعدادها لفعل كل ما يلزم لتحقيق أهدافها. يجب أن ينتظر الجميع وصول تلك المرحلة وما يترتب عنها من عواقب.


MISS 3