ريتا ابراهيم فريد

مسلسلات رمضان

"النهاية": الطاقة تحكم العالم في العام 2120 و"إسرائيل" زالت من الوجود

16 أيار 2020

02 : 00

أهلاً بكم في العام 2120. هُنا القدس المحرّرة.

"عندما حان الوقت للدول العربية للقضاء على عدوّها اللدود، اندلعت الحرب التي سمّيت حرب تحرير القدس". هذا ما قاله أحد المدرسين لعدد من الأطفال أثناء تلقي الدروس في مشهد ضمن الحلقة الأولى من مسلسل "النهاية". وأضاف المدرّس أن الحرب انتهت سريعاً، وأدت إلى تدمير "إسرائيل" قبل مرور مئة عام على تأسيسها، وهروب معظم اليهود وعودتهم إلى بلادهم الأصلية في أوروبا. كل ذلك حصل بعدما تفكّكت أميركا الشمالية وضعفت، وأصبحت الدول العربية قوة عظمى في العالم. هذا المشهد كان كفيلاً بإثارة غضب الكيان الصهيوني الذي أصدر بياناً اعترض فيه على التنبؤ بزوال "إسرائيل". ولعلّ ذلك شكّل سبباً إضافياً في رفع نسبة مشاهدة هذا العمل وزيادة النقاش حوله عبر منصات مواقع التواصل الإجتماعي، على الرغم من أن زوال "إسرائيل" لم يأخذ حيزاً كبيراً من المسلسل، ولم يشكّل العمود الأساس في بنية القصة.

مسلسل "النهاية" هو دراما مصرية للمؤلّف عمرو يوسف عاطف، وإخراج ياسر سامي وإنتاج شركة "سيرنجي"، ومن بطولة يوسف الشريف، عمرو عبد الجليل، سهر الصايغ، أحمد وفيق وعدد من النجوم المصريين. وكان لافتاً ظهور النجم اللبناني باسم مغنية الذي حلّ ضيفاً على المسلسل بعد أن كان مقرّراً أن يشارك في البطولة، لكن تعذّر ذلك ولم يستطع استكمال تصوير مشاهده بسبب أزمة الكورونا وإجراءات التعبئة العامة التي منعت سفره الى مصر.





ينتمي العمل إلى فئة الخيال العلمي، وتدور أحداثه حول شكل الحياة في العام 2120. يسعى المهندس زين (يوسف الشريف) للوصول الى حلّ لمشكلة الطاقة عبر ابتكار مكعّبات تستمدّ طاقتها مباشرة من الشمس كحلّ مستدام لكلّ الناس، ما يعرّضه لمشاكل مع شركة Energy Co المحتكرة للطاقة في البلاد. لكن الأحداث تتغير، عندما تقوم الشابة صباح (سهر الصايغ) بتصنيع رجل آلي مُستنسخ عن المهندس زين، التي أغرمت به حدّ الهوس، ولم تستطع تقبّل زواجه من امرأة أخرى.

الحياة في "النهاية" كلها الكترونية وتعمل بتقنيّة الـ"تاتش"، وكلّ قطعة في المنزل تتحول الى شاشة ذكيّة. ففي المشهد الأول من الحلقة الأولى يستيقظ المهندس زين ويتجه الى الحمام حيث المرآة الذكية التي ستخبره عن مشاكله الصحية في هذا اليوم، بمجرّد أن يقف أمامها ويلمسها. التلفاز يعمل بطريقة إلكترونية مذهلة أيضاً، كذلك هو الحال مع الغسالة. أما الاتصالات فترد عبر هواتف غريبة الشكل لا تتعدى سماكتها سماكة الورقة، وطبعا ترد الاتصالات على شكل صوت وصورة. حتى أنه يمكن تصنيع إنسان آلي بمنتهى الجودة ويمكن أن يتمّ زرع نخاع شوكي له، وتحميل نسخة من ملف الوعي الخاص بإنسان حقيقي تتضمن ذكرياته وأفكاره. العملة الورقية في "النهاية" غير موجودة، إنّما تمّ استبدالها بمكعبات الطاقة التي تملأ بالنقاط وتعرف بـEC. الدفع في الباصات العمومية مثلاً يتم إلكترونياً بواسطة هذا المكعب، علماً أنّ شكل تلك الباصات لا يوحي بالكثير من الحداثة.

التعليم يتمّ عبر شاشة شفافة تعرض عليها المعلومات للتلامذة. طائرات الـDrone تجول في السماء وهي في شكلها أقرب الى المركبات الفضائية. أما الهجوم العسكري فهو خيالي الحداثة، والأسلحة غريبة الشكل توحي بالكثير من التطور. حتى أنّ كل من يخالف القوانين يتمّ نفيه الى أماكن الإشعاعات النووية. كل التفاصيل في المسلسل توحي بالحداثة والتكنولوجيا المعقّدة والذكيّة. لكن كان لافتاً بعض الهفوات التي تمثلت بشكل الخزانات القديمة على السطوح، والصحون اللاقطة التي اعتدنا عليها في حياتنا الحالية. كذلك بالنسبة للسيارات التي لم يتغيّر شكلها كثيراً، على الرغم من أنها ذاتية القيادة.





تتوالى الأحداث، ويظهر كيف يتعامل من حكموا القدس بذهنية ديكتاتورية إجرامية مسيطرة، وعنف مبالغ حدّ قتل الأطفال ببرودة، ولأيّ سبب كان. فقر وجوع واحتكار لنقاط الطاقة التي تسيّر الأمور المالية والحياتية للمواطنين. احتكار يصل حدّ منعها عن المستشفيات إلا بكميات محددة، حيث يموت المرضى من دون أن يتمكنوا من تلقي العلاج.

في المقابل، تظهر مدينة "الواحة" التي تحكمها شركة طاقة معادية لشركة Energy Co التي تسيطر على القدس، كما يبدو ظاهرياً. ينتقل إليها المهندس زين، حيث يجد أن الحياة مختلفة بشكل كبير. حتى اللون الأسود الذي طغى على مدينة القدس، قابله اللون الأبيض في الواحة. وكأنّ صراع المدينتين أشبه بصراع الخير والشر، أو الرغبة في الموت مقابل الأمل في الحياة. وعلى الرغم من الانتقادات التي طالت المسلسل مشيرة الى أنه يتشابه الى حدّ كبير مع بعض الأعمال الأجنبية عن الخيال العلمي، لكن لا بدّ من الإثناء على المؤثّرات الصوتية والبصريّة فيه، وعلى جودة الصورة التي تضاهي الى حدّ ما الجودة والاحترافية التي نشاهدها في الأعمال العالمية، والتي لم يعتد عليها المشاهد العربي في الأعمال العربيّة. وتبقى العبرة في انتظار نهاية مسلسل "النهاية".

* يعرض على شاشة ON


MISS 3