الإرهاب يُهدّد السويد... وأوروبا!

02 : 00

عناصر من الشرطة والأدلّة الجنائية في حي شيربيك في بروكسل أمس. (أ ف ب)

بعد مقتل سويديَّين وإصابة ثالث بجروح جرّاء «اعتداء إرهابي» في بلجيكا الإثنين، حذّر رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون أمس من أنّ السويد لم تواجه تهديداً أمنيّاً في تاريخها الحديث، كما هي الحال الآن، واصفاً اعتداء بروكسل بأنه «هجوم إرهابي» ضدّ بلاده، فيما حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أنّ «كلّ الدول الأوروبّية معرّضة للخطر» في مواجهة عودة «الإرهاب الإسلامي»، وذلك بعد أيام على «اعتداء أراس» الإرهابي في فرنسا الذي لم يرَ فيه ماكرون «خللاً» في عمل أجهزة الأمن الفرنسية.

وكانت شرطة بروكسل أطلقت النار على المُهاجم وقتلته أمس بعد مطاردته، وقال كريسترسون: «تُشير كلّ الدلائل إلى أنّ ما حصل كان هجوماً إرهابيّاً استهدف السويد ومواطنين سويديين، ليس لسبب غير أنهم سويديون»، مضيفاً أنه يشعر بـ»حزن يتعذّر فهمه»، وتابع: «مخاطر من هذا النوع هي التي كانت السبب وراء رفع «سابو» (جهاز الاستخبارات السويدي) هذا الصيف مستوى التهديد من ثلاث إلى أربع» درجات، في أعقاب عمليات إحراق المصحف. ورأى أنّهم «يُريدون تخويفنا لدفعنا الى الصمت»، مؤكداً «لن يحدث ذلك».

وجاء تصريح كريسترسون بعد إعلان بروكسل وفاة الجاني، وهو تونسي إسلامي متطرّف يُدعى عبد السلام ل. ويبلغ من العمر 45 عاماً، كان يُقيم بشكل غير قانوني في بلجيكا. وقُتل المشتبه فيه بالرصاص في مقهى بحي شيربيك في بروكسل، حيث تدخّلت الشرطة بعد فترة وجيزة من الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلّي، بناءً على إفادة شاهد تعرّف إليه.

وجرى تداول مقطع «فيديو» على شبكات التواصل الاجتماعي نشره رجل «قدّم نفسه على أنّه المُهاجم، وقال إنّه استوحى أفكاره من تنظيم الدولة الإسلامية»، وفقاً للنيابة العامة البلجيكية المسؤولة عن قضايا الإرهاب. وسارع المركز الوطني للأزمات إلى رفع التهديد الإرهابي في منطقة بروكسل إلى المستوى الرابع، وهو أقصى مستوى، أي «خطر للغاية»، وإلى المستوى الثالث، أي «خطر»، في بقية أنحاء البلاد.

توازياً، نشر المشتبه فيه بقتل أستاذ في أراس شمال فرنسا، «فيديو» تبنّى فيه الهجوم باسم تنظيم «الدولة الإسلامية» قبل تنفيذه، وذكر فيه بشكل «هامشي للغاية» النزاع بين إسرائيل و»حماس»، وفق ما أفاد مصدر مطّلع على القضية لوكالة «فرانس برس». والمشتبه فيه محمد موغوشكوف، روسي الجنسية ويتحدّر من إنغوشيا الواقعة في شمال القوقاز، وهو مُدرج على لائحة التطرّف لدى الأجهزة الأمنية الفرنسية، ومَثُل أمام قاضي تحقيق متخصّص بمكافحة الإرهاب.

من جهة ثانية، بعد إنذار جديد بوجود قنبلة، أُخلي قصر فرساي وبقي مغلقاً أكثر من ساعتَين أمس، لكن لم يُعثر على أي متفجّرات. وكان القصر أُخلي أيضاً بعد ظهر السبت بعد إنذار بوجود قنبلة، فيما تنتشر في فرنسا مخاوف من حصول اعتداءات إرهابية.

والقلق في أوروبا كبير من حصول اعتداءات إرهابية، خصوصاً في ما يتعلّق بالأوروبّيين الذين التحقوا بتنظيم «الدولة الإسلامية» للقتال في سوريا والعراق، ودينوا عند عودتهم وقضى العديد منهم عقوباتهم.

وكشفت قاضية أوروبّية طلبت عدم كشف اسمها لوكالة «فرانس برس» أن «الأجهزة تخشى إعادة تشكيل الشبكات» المتطرّفة، موضحةً «لدينا انطباع بأنّنا في مرحلة إعادة التشكيل».


MISS 3