عماد موسى

إله الحرب...والبحر

16 كانون الثاني 2024

02 : 00

هذه السنة، بحسب التقويم الفينيقي، هي 10 ب. ع. أي السنة العاشرة بعد سعيد عقل (1912 – 2014) المعلّم والفيلسوف والعبقري واللاهوتي واللغوي وشاعر الشعراء بنظره وبعيون مريديه. الـ»سعيد عقلي» مقتنع إلى حد الإيمان المطلق بكل ما نطق به عقل على المنابر وما كتب. فالعالم من دون أبجدية جدنا قدموس الصوري لما فك حرفاً حتى الآن. جد جدنا موخوس الصيدوني، المولود، في العام 1350 ق.م أسس لعلم الذرّة. استفاد العالم من موخوس رافع رأسنا بين الأمم، أما كتاب «العناصر» لابن بلدنا أقليدس الصوري «فيطبع منه سنوياً نحو ربع مليار نسخة لجميع تلامذة العالم في كل اللغات». كما جاء في محاضرة لعقل، علماً بأن مصر تجزم أن العالِم أقليدس اسكندراني حلةً ونسباً.

من عندنا العلم والحرف والديمقرطية والفضائل والآلهة. من جبيل طلع الإله إيل وبعل. من صيدا إشمون وملكارت ومن صور عشتروت التي عُرفت باسم «سيدة المعارك والحروب». ما يدعو إلى التساؤل والإستهجان أين حصة طرابلس والنبطية الفوقا وزحلة من الآلهة؟ ما الهدف الخبيث من تغييبهم.

كما سبقت لامركزية الآلهة اللامركزية الإدارية الموسّعة بثلاثة آلاف عام على الأقل، سبق الاختصاصُ الخصخصة. كلّ إله فينيقي وله مجاله الحصري: إله القمح لا يتعدى على صلاحيات إله السمّاق، إلهة الخصب والحب لا تتعاطى بشؤون الطقس، وإله العواصف والصواعق له مسؤولياته المحددة دستورياً. ولمعلومات الوزير جورج بوشكيان أن الإله تشوصور اخترع الحديد والأشغال المعدنية 5500 سنة ق.ع ( قبل سعيد عقل) و»مش غلط» وضع تمثال نصفي له على مدخل وزارة الصناعة إعترافاً بجميله على الثورة الصناعية.

في الأساطير الفينيقية، يعرف إله الحرب باسم «ريشف» وهو واحد من الآلهة الأكثر شراسة وعنفًا في الديانة الفينيقية. وثمة اعتقاد أنه الإله المسؤول عن الحروب والمعارك والإنتصار العسكري. صراحة نحن لا نعترف سوى بإله واحد للحرب في عصرنا الحالي، صانع الانتصارات على مدى ثلاثة عقود.

إله الحرب هو، وفي الوقت نفسه هو إله الاستراتيجيا، وإله المعادلات، وإله وحدة الساحات، وإله التصنيع العسكري، وإله البلاغة والخطابة والمناسبات والسياسات، وإله الحقيقة المطلقة، وإله البحر الأحمر بالوكالة والمتوسّط بالأصالة. مشغول إله الحرب دائماً وأبداً. لا وقت لديه لإعادة النظر بترشيح إله المردة لرئاسة الجمهورية أو لفتح حوار بالواسطة مع أميركا. إلهنا «مش قاري» لا أميركا ولا بريطانيا العظمى ودورهما آتٍ آتٍ.

MISS 3