زيلينسكي من دافوس: بوتين مفترس... والرئيس الروسي يُحذّر من "ضربة قاضية"!

02 : 00

زيلينسكي متحدّثاً أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أمس (أ ف ب)

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أمس أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين سيواصل غزوه لأوكرانيا حتّى وإن توقف القتال على الجبهة، مشيراً إلى أنه «بعد العام 2014، كانت هناك محاولات لتجميد الحرب في منطقة دونباس وكانت هناك جهات ضامنة مؤثرة للغاية مثل المستشارة الألمانية ورئيس فرنسا، لكنّ بوتين مفترس لا يُرضيه تجميد الصراع»، في إشارة إلى مفاوضات مينسك بين ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا وروسيا عام 2014.

واستغلّ زيلينسكي منتدى دافوس للتأكيد للحاضرين على أن أهداف الروس التوسعية تتجاوز حدود أوكرانيا، إذ شدّد على أنه «إذا اعتقد أي شخص أن الأمر يتعلّق بنا فحسب وبأوكرانيا وحدها، فإنّه مخطئ تماماً»، لافتاً إلى وجود «توجيهات محتملة وحتّى جداول زمنية لعدوان روسي جديد يتجاوز أوكرانيا». وأكد أن قوات بلاده تحتاج للحصول على مساعدة غربية لتعزيز قدراتها العسكرية الجوّية من أجل تحقيق تقدّم على الجبهة.

وفي هذا الإطار، تعهّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن الولايات المتحدة ستواصل دعمها لأوكرانيا خلال اجتماع عقده مع زيلينسكي لدى لقائهما في دافوس، حيث أكد بلينكن لزيلينسكي أن «دعم واشنطن لأوكرانيا سيستمرّ والتعاون قائم في شكل وثيق مع الكونغرس لتحقيق ذلك»، لافتاً إلى أن «زملاءنا الأوروبّيين سيواصلون الدعم أيضاً». وانضمّ مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان إلى الاجتماع. وشكر زيلينسكي إدارة بايدن و»الدعم من الحزبين» لبلاده في الكونغرس، مشيراً إلى أن واشنطن وحلفاءها عازمون على «ضمان هزيمة روسيا وانتصار أوكرانيا».

في المقابل، حذّر بوتين من أن أوكرانيا قد تتعرّض «لضربة قاضية» في حال طال النزاع، مدّعياً أن المبادرة على الجبهة باتت «في شكل تام» بيد جيشه. وجدّد اتّهام كييف بـ»رفض التفاوض» على إنهاء الحرب، إذ رأى أن موسكو وكييف «اتفقتا على مختلف الأمور» خلال المحادثات التي انعقدت في اسطنبول عام 2022، قبل أن «يتخلّى الوفد الأوكراني عن كلّ ما اتُّفق عليه». وأشار إلى أن رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون «أقنع» كييف آنذاك برفض التفاوض مع موسكو ومواصلة القتال، لافتاً إلى أن «صيغة السلام» التي طرحها زيلينسكي تتضمّن «شروطاً تُقيّد عملية التفاوض».

في هذه الأثناء، أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الكورية الشمالية تشوي سون هوي خلال محادثات في موسكو، بعمق العلاقات بين بلدَيهما المتّهمَين بالعمل معاً لدعم الغزو الروسي لأوكرانيا. وأكد لافروف لتشوي أن بلاده تدعم «كوريا الشمالية على الدوام في الأمم المتحدة ونُثمّن في شكل كبير موقفكم المشابه في دعم الموقف الروسي في القضايا المرتبطة بعمليّتنا العسكرية الخاصة في أوكرانيا».

ولفت لافروف إلى أن هدف الاجتماع يتمثّل بتقييم وضع الاتفاقات التي أُبرمت خلال القمّة التي كانت روسيا قد استضافتها بين رئيسَي البلدَين العام الماضي. أمّا تشوي، فأكدت أن الاجتماع يُعدّ دليلاً على أن «العلاقات الثنائية الوديّة تتطور بما يتوافق مع خطط زعيمَي البلدَين».

ميدانيّاً، أخلت السلطات الأوكرانية 26 قرية في منطقة خاركيف شمال شرق البلاد والتي يعيش فيها 3043 شخصاً من بينهم 279 طفلاً، بسبب الهجمات المتكرّرة للجيش الروسي على المنطقة. وأكد حاكم الإقليم أوليغ سينيغوبوف أنه «في ضوء الوضع، نقوم بتنفيذ عملية إخلاء إلزامي لسكّان منطقتَي كيندراتشيفسكا وكوريليفسكا في منطقة كوبيانسك».

في الجهة المقابلة، ذكرت روسيا أنها دمّرت 5 مسيّرات أوكرانية واعترضت 3 أخرى فوق منطقة فورونيج و4 أخرى فوق منطقة بيلغورود، في هجوم أدّى إلى إصابة طفلة بشظايا مسيّرة دُمّرت وتساقط حطامها على المبنى الذي تسكنه، بحسب حاكم منطقة فورونيج ألكسندر غوسيف.

إلى ذلك، أعلنت السلطات البولندية أن سائقي الشاحنات البولنديين سيُعلّقون تحرّكهم الاحتجاجي المتمثّل بإغلاق الحدود مع أوكرانيا بعدما توصّلوا إلى اتفاق مع الحكومة الجديدة في وارسو، في خطوة يُمكن أن تُخفّف التوتر بين البلدَين الحليفَين. وأكد السائقون تعليق إغلاق الحدود حتّى آذار، لكنّهم هدّدوا بأنهم سيستأنفون التحرّك ما لم تتحقّق مطالبهم.

MISS 3