الكروموسوم "إكس" وراء معظم أمراض المناعة الذاتية لدى النساء؟

02 : 00

يهدف جهاز المناعة إلى حمايتنا من عناصر دخيلة مثل الجراثيم والطفيليات وغزوات الفيروسات والطفرات السرطانية. لكنه ينشط بدرجة مفرطة في بعض الحالات، فيهاجم أنسجة الجسم. تحتلّ أمراض المناعة الذاتية المرتبة الثالثة من بين الحالات الأكثر شيوعاً ولا يتفوّق عليها إلا السرطان وأمراض القلب. تتعدّد الاضطرابات التي تدخل في هذه الخانة، أبرزها النوع الأول من السكري، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وداء الذئبة، والتصلّب المتعدد. لكن يبدو أن هذا النوع من الاضطرابات المناعية يستهدف النساء بدرجات متفاوتة، فهو يصيب أربع نساء من كل خمس مصابات بأمراض المناعة الذاتية.

يكشف بحث جديد الآن أن هذه الظاهرة قد تنجم عن تفاعل بين كروموسومَي «إكس» لدى النساء.

أشرف باحثون من جامعة «ستانفورد» على الدراسة الجديدة التي تكشف أن عدداً من البروتينات التي تستعملها الأجزاء الطويلة من الحمض النووي الريبي (اسمها «إكسيست») لإسكات الكروموسوم هو من نوع المستضد الذاتي. عند الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، تخدع هذه المستضدات المناعة وتدفعها إلى مهاجمة الجسم الذي يُفترض أن تدافع عنه.

اختبر الباحثون ما يحصل عند دسّ جينة «إكسيست» في سلالتَين مختلفتَين من ذكور الفئران، فتمكّنوا بذلك من استكشاف طريقة تجاوب جهاز المناعة مع «إكسيست» عند وجود كروموسوم واحد من نوع «إكس»، وتخلّصوا في الوقت نفسه من عوامل أخرى قد تكون مسؤولة عن ارتفاع معدلات أمراض المناعة الذاتية وسط النساء، منها الهرمونات الأنثوية أو إنتاج عرضي للبروتين بسبب وجود كروموسوم «إكس» ثانٍ كان يُفترض أن يكون خامداً.

لم يكن تنشيط جينة «إكسيست» كافياً لدى ذكور الفئران كي تطوّر القوارض أحد أمراض المناعة الذاتية. وحتى الإناث في هذه السلالة كانت أقل عرضة للمرض. يعني ذلك أن وجود كروموسومَين من نوع «إكس» قد يُعرّض الناس لأمراض المناعة الذاتية، لكن لن يحصل ذلك على الأرجح إلا إذا كانوا يحملون قابلية وراثية أخرى.

قد يكون البعض معرّضاً لهذه الأمراض إذاً، لكن تكشف التجربة الجديدة أن بروتينات «إكسيست» تزيد خطر تنشيط هذه الحالات.

MISS 3