الإندونيسيون يتحضّرون للانتخابات... وسوبيانتو الأوفر حظّاً

02 : 00

خلال إزالة إعلانات انتخابية في باندا آسيه أمس (أ ف ب)

يُدلي الإندونيسيون الأربعاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية دُعي إليها 205 ملايين إندونيسي في أكثر من 800 ألف مركز اقتراع في مختلف أنحاء الأرخبيل، حيث يتوقع أن يفوز فيها القائد السابق للقوات الخاصة ووزير الدفاع الجنرال برابوو سوبيانتو بعد حملة امتزج فيها الخطاب القومي بتعهدات بمواصلة انجازات الرئيس الشعبي الذي خسر ضدّه في انتخابات 2014 و2019 جوكو ويدودو.

وبلغت شعبية ويدودو الذي قرّر دعم نجله الأكبر راكا لمنصب نائب رئيس، أعلى مستوياتها العام الماضي، وأظهرت استطلاعات الرأي أنه كان سيفوز على الأرجح بانتخابات أخرى لو أن الدستور في إندونيسيا لم يمنعه من الترشّح لولاية ثالثة. وترتبط شهرة راكا بوالده الذي أخرج إندونيسيا من جائحة «كورونا» سالمة نسبياً، لذلك يرى محلّلون أن الانتخابات ستكون بمثابة استفتاء على إدارة ويدودو وسوبيانتو.

وتعزّزت جاذبية سوبيانتو بفضل صورته الجديدة على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى دعم ويدودو، فيما تعهّد مواصلة التنمية الاقتصادية الطموحة التي بدأها ويدودو وبناء البنية التحتية، مؤكداً أنه يُريد تحويل إندونيسيا إلى بلد «متقدّم ومزدهر». كما أن شخصيّته الجديدة كـ»جدّ محبوب» تجتذب الناخبين الأصغر سنّاً.

وبما أن المهمّة الأصعب بالنسبة إلى خلف ويدودو المحتمل ستكون العمل على تحقيق توازن دقيق في التعامل مع القوى الكبرى المتنافسة مع تزايد التجاذبات بين الولايات المتحدة والصين، ألزم سوبيانتو نفسه بسياسة عدم الانحياز الخارجية لإندونيسيا. وبينما رأى مراقبون أنه سيميل نحو الغرب، انتقد الاتحاد الأوروبي بسبب القيود التي فرضها على المنتجات المرتبطة بإزالة الغابات، متّهماً الكتلة بازدواجية المعايير.

في المقابل، يُتّهم سوبيانتو من قبل منظمات غير حكومية وقادته العسكريين السابقين بإصدار أوامر بخطف ناشطين مؤيدين للديموقراطية في نهاية حكم الديكتاتور سوهارتو في أواخر التسعينات. وأكدت إحدى المشاركات في التظاهرات الطالبية حين استهدف سوبيانتو الناشطين لوكالة «فرانس برس» أنها سامحته، قائلةً: «هذه الشخصية باتت من الماضي»، لكن الباحث في شؤون إندونيسيا لدى منظمة «هيومن رايتس ووتش» أندرياس هارسونو اعتبر أنه في حال فوز سوبيانتو «سيحصل العالم على قائد شعبوي يميني جديد له ماض إشكالي».

وفي السياق، أثار دعم ويدودو لسوبيانتو ونجله راكا مخاوف من أنه يُحاول تقويض الديموقراطية وتثبيت سلالته الحاكمة، حيث صدر حكم قضائي مثير للجدل في تشرين الأول، قرّر فيه رئيس المحكمة الدستورية في إندونيسيا، وهو القاضي أنور عثمان، صهر ويدودو، تعديل شروط الترشّح لمنصبي الرئيس ونائبه، ما سمح لراكا بالترشّح لمنصب نائب الرئيس، فيما أُقيل عثمان من منصبه على خلفية هذا القرار.

في الموازاة، يُنافس سوبيانتو مرشحان يخوضان الانتخابات للمرّة الأولى، هما حاكم جاكرتا السابق أنيس باسويدان وحاكم جاوا الوسطى السابق غنجار برانوو. ويروّج باسويدان المرشّح الرئاسي الوحيد غير المُنتمي إلى أي حزب سياسي لنفسه كمعارض للحوكمة السيّئة، في حين قدّم برانوو مرشحّ «الحزب الديموقراطي الإندونيسي للنضال» الحاكم خدمة الإنترنت في شكل مجاني للطلاب واعتمد في حملته على التذكير بماضيه المتواضع، لكنّهما عجزا عن مجاراة صعود نجم سوبيانتو، في انتظار ما سيُقرّره الناخبون، علماً أن النتائج الرسمية ستصدر بحلول آذار.

ويتمحور السؤال الرئيسي في الانتخابات حول ما إذا كان خلف ويدودو سيُنفّذ مشروعه المتمثل بنقل العاصمة من جاكرتا التي تشهد ازدحاماً مرورياً، إلى نوسانتارا، وهي مدينة جديدة في جزيرة بورنيو والتي من المقرّر أن تبدأ بالعمل كمركز سياسي جديد لإندونيسيا في آب. وتعهد سوبيانتو وبرانوو بمواصلة الجهود لتنمية العاصمة الجديدة، فيما يرى باسويدان أن حلّ مشكلات المدن الكبرى مثل جاكرتا، حيث يُتوقع أن تُصبح أجزاء كبيرة منها مغمورة بالمياه بحلول 2050، يجب أن يكون أولوية.

MISS 3