القبيسي: نريد رئيساً وطنياً لبلدنا

09 : 54

رأى النائب هاني قبيسي أنّ "هناك قضيّة يعيشُها أهل الجنوب والبعض لا يعنيه ما يحصل من اعتدءاتٍ إسرائيليّة على جنوبنا وهذا يدلّ على عدم وجود قضيّة واحدة تجمع الشعب اللبنانيّ".


وقال في حفل تأبين في بلدة أنصار الجنوبيّة: "للأسف نرى اليوم أن كل دول العالم اجتمعت لدعم الصهاينة في مقارعتها المقاومة في منطقة الشرق الأوسط وأصبحت هذه الدّول - التي تمتلكُ من القدرات ما يدمر العالم - تُقارع أحزاب المقاومة. فأنتم أيّها المقاومون بحجم هذه القوى على مساحة العالم لأنّ الدول والأنظمة تخلّت ولم تعُد هناك أنظمة تواجه الصهاينة ولا المشاريع الاستعماريّة في منطقتنا، بل أصبحت الأحزاب التي تُشكّل عنواناً أساسيّاً للمقاومة هي التي تُقارع هذا النّظام العالميّ الّذي يدعمُ الصهاينة الّذين لم يكترثوا لا بمجلس أمنٍ دوليّ ولا لمجتمع دوليّ ولا لحقوق الإنسان بل يستمرّون في القتل والتدمير. فمقارعة هؤلاء هو عزٌّ لنا وشرفٌ لنا كأحزاب مقاومة آمنت بمشروع المقاومة والممانعة بل هو عز للمقاومين ولأهل الجنوب الذين قدّموا كلّ التّضحيات لمواجهة العدو فلا يسألون عن شيء سوى التّمسك بالعقيدة والمبدأ".


وأردف قائلاً: "إنّ الموقف الحقيقي الذي يحمي الأوطان هو المقاومة بوجه العدو الصهيونيّ ورغم كلّ معاناة أهلنا جراء الاعتداءات الاسرائيليّة على قرانا وبلداتنا، ما زال شعب المقاومة متمسّكاً بأرضه وصامداً وصابراً على كل المعاناة. من هنا نوجّه التحية لجميع الصامدين ولكل مَن نزحَ عن بلدته، نحنُ معكم بوجه هذا العدو الذي كرّس همجيّته وإجرامه في بلدة حولا بقصف المدنيين أمام المسجد قاتلا الأبرياء فكما يفعل في غزة يفعل في جنوب لبنان".


وسأل: "هل نرضخ؟ هل نُطبّع ونستسلم؟ أبداً. لن نرضخ. فكرامتنا لا تُصان إلّا بدماء شهدائنا بل سنستمرّ على الدوام على نهج وطريق رسمه لنا الإمام الصدر مدافعين عن أهلنا وسيادتنا وكرامتنا مهما بلغت التضحيات، وهذا سيوصلنا إلى نصرٍ حقيقيّ لأنّ الصّهاينة يدفعون ثمناً باهظاً جرّاء اعتدءاتهم على المدنيين فقتل الأبرياء لن يمرّ مرور الكرام والمطلوب أن تكون هناك وحدة موقف، فإن تخلت الأنظمة، فعلى الشّعوب أن تتّحد وتتّخذ موقفاً حقيقيّاً لأنّ القرارات السياسية التي تسعى لتبرير افعالها لا قيمة لها امام الشعوب وايمانها بقضية ورسالة".


أضاف: "في بلدنا لبنان، المطلوب موقف واحد. وما نراه مع الاسف هو تخبّط وضياع. فالقضية يعيشها أهل الجنوب، وإذا غادرته ترى الأمور طبيعيّة وكأن البعض لا يعنيه ما يحصل من إعتدءاتٍ إسرائيليّة على جنوبنا. البعض يعيشُ حياةً طبيعيّةً على مستوى باقي المناطق اللبنانيّة وهذا يدلُّ على عدم وجود قضيّة واحدة لكلّ الشعب اللبنانيّ وهذه نقطة ضعف. نسأل الله أن يُوفّق الجميع لنصلَ إلى وحدة موقفٍ على مستوى الوطن دعماً للمقاومة في مواجهتها للعدو وهذا ما عبّرنا عنه كثنائيّ وطنيّ بوحدة الشعب والجيش والمقاومة لنكون بموقفٍ واحدٍ في مواجهة كلّ التحديات، ففي زمن الصراع على السلطة في الداخل كان هدفنا الأساس ولا يزال، هو الوحدة الوطنيّة الداخليّة التي هي مطلوبةٌ اليوم بل الأولى وجود وحدة سياسيّة بين كلّ الاحزاب والقوى الوطنيّة، فيكون لنا موقفٌ واحدٌ لمواجهة العدو. وإذا توحّدت مواقفنا حول القضيّة فلا نختلفُ على رئيس للجمهوريّة ولا على تشكيل حكومة فيُصبح لبنان حاملاً لرسالةٍ واحدة".


ختم: "هذا ما ندعو إليه من خلال لغة الحوار وهذا ما كرّسه الرئيس نبيه برّي بدعواته المتكررة الى الحوار والتلاقي لحل أي مشكلة او استحقاق على مستوى لبنان. فإذا اجتمعنا ووحّدنا مواقفنا ننتخب رئيساً للجمهورية. وحوارنا الداخليّ ليس فقط للإتفاق بل لوقف التّدخّلات الخارجية فالجميع يتدخّل على مستوى انتخاب الرئيس: تدخّلات من الشرق ومن الغرب ويجتمون لإبداء النصائح لبلدنا. هذه التّدخلات تدلّ على ضعف الواقع السياسيّ الداخليّ. وما أُريده أن تكونَ للبنان وحدة موقف حقيقيّة على المستوى السياسيّ نتّفق على رئيس للجمهوريّة يحمي الوطن وسيادته لأنّ القسم على الدستور يبدأ من حماية الحدود. لأجل ذلك نريد رئيساً وطنياً لبلدنا".

MISS 3