ما الذي نشر الضوء في فجر الكون؟

02 : 00

إكتشف العلماء أخيراً العامل الذي جلب النور إلى الظلام واخترق الفراغ الذي كان سائداً في بداية ظهور الكون. إستناداً إلى بيانات من تلسكوب «هابلز» و»مقراب جيمس ويب الفضائي»، يرتبط أصل الفوتونات المتناثرة في أولى مراحل فجر الكون بمجرات قزمة ظهرت كي تبدد ضباب الهيدروجين الغامض الذي ملأ الفضاء بين المجرات.

تقول عالِمة الفيزياء، إيرينا شيميرينسكا، من معهد الفيزياء الفلكية في باريس: «يشير هذا الاكتشاف إلى الدور الأساسي للمجرات الخافتة في أولى مراحل تطور الكون. هي تنتج فوتونات مؤيّنة تُحوّل الهيدروجين المحايد إلى بلازما مؤيّنة خلال مرحلة إعادة التأين الكوني. يشدد هذا الاستنتاج على أهمية فهم المجرات منخفضة الكتلة لاستشكاف تاريخ الكون».

إستعمل الباحثون «مقراب جيمس ويب الفضائي» لجمع أطياف مفصّلة من تلك المجرات الضئيلة، فكشف تحليلهم أن هذه المجرات هي من النوع الأكثر وفرة في بداية الكون، حتى أنها أكثر سطوعاً من المتوقع. يكشف هذا البحث أن المجرات القزمة تفوق بعددها المجرات الأكبر حجماً (بمعدل 100 إلى 1)، ويساوي إنتاجها الجماعي أربعة أضعاف الأشعة المؤينة التي يُفترض أن تتواجد في المجرات الأكبر حجماً.

تبث هذه القوى الكونية جماعياً كمية كافية من الطاقة لإتمام هذه المهمة. تنتج المجرات منخفضة الكتلة، رغم صغر حجمها، أشعة حيوية وتكون وفرتها خلال هذه المرحلة أساسية لدرجة أن يغيّر تأثيرها الجماعي حالة الكون بأكمله.

إنه أفضل دليل حتى الآن على القوة الكامنة وراء ظاهرة إعادة التأين، لكن لا بد من إجراء أبحاث أخرى عن هذا الموضوع. حلل الباحثون مساحة صغيرة من السماء، ويجب أن يتأكدوا من أن عيّنتهم ليست مجرّد كتلة غير طبيعية من المجرات القزمة، بل إنها تمثّل كامل المجموعة الموجودة في فجر الكون.

ينوي العلماء في المراحل المقبلة أن يدرسوا عدداً إضافياً من مناطق العدسة الكونية في السماء للحصول على عيّنة أوسع من المجرات القديمة. لكن تبقى النتائج التي توصلوا إليها عبر هذه العيّنة البسيطة مبهرة في مطلق الأحوال. يبحث العلماء عن أجوبة حول إعادة التأين منذ فترة طويلة، ويبدو أنهم يوشكون على تبديد الغموض المحيط بها أخيراً.

MISS 3