التعلّم من الشمبانزي وقيمة التمهّل

قادة عالميون... وتحوّلات غيّرت نهج قيادتهم

02 : 00

هناك مقولة حكيمة لبوذا مفادها: «إن لحظة واحدة يمكن أن تغير اليوم، ويوماً واحداً يمكن أن يغير الحياة، وحياة واحدة يمكن أن تغير العالم بأسره». احتفل البودكاست «لقاء القائد» التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي للتو بنسخته المائة بحلقة تسلط الضوء على أبرز أحداث البرنامج حتى يومنا هذا. كان الموضوع المشترك بين تلك المقاطع التي اختارتها المُقدمة ليندا لاسينا هو نقطة تحوّل في الحياة المهنية لضيوفها ومهاراتهم القيادية. وفي ما يلي 5 قادة ونقاط التحوّل التي غيرّت نهج قيادتهم:

التعلّم من الشمبانزي

جين جودال، عالمة الأنثروبولوجيا ومؤسسة معهد جين جودال: بالنسبة لعالمة الأنثروبولوجيا «جين جودال»، كانت نقطة التحول هذه هي مقابلة سائق سيارة أجرة غاضب في لندن. كان السائق يشتكي من أن «جودال»، تماماً مثل أخته، لا تهتم إلا بالحيوانات فقط بينما يعاني الكثيرون في شتى بقاع العالم. تنبهت كلّ حواس «جودال» واعتدلت في جلستها، وراحت تخبره قصصاً عن الشمبانزي، تلك الحيوانات التي تُظهر التعاطف والإيثار لبعضها بعضاً.

ثم منحته 50 دولاراً لدعم عمل أخته في مأوى للحيوانات، وسرعان ما تلقت جودال رسالة من الأخت تشكرها على تغيير موقف شقيقها من عملها مع الحيوانات إلى الأفضل. تقول «جودال» في «لقاء القائد» إنه يجب علينا أن نخاطب القلب والوجدان بدلًا من الاكتفاء بمخاطبة العقل والدخول في جدال عقيم. وهي لا تحبذ أبداً إغراق محدثيها بالكثير من الإحصائيات والأرقام. حيث تؤمن بأن التحول الديمقراطي ينبع من الداخل (من القلب).

عرض الصور يساوي ألف خطاب

آل غور، نائب الرئيس الأميركي السابق ومؤسس مشروع الواقع المناخي: عندما نظم نائب الرئيس الأميركي السابق «آل غور» أول جلسة استماع له في الكونغرس حول أزمة المناخ، دعا أستاذاً وعالم مناخ كان مصدر إلهام له في سنوات دراسته الجامعية. ومع ذلك، فإن العرض التقديمي للأستاذ لم يكن له نفس التأثير على جمهوره من النواب. حينها، أدرك «آل غور» أنه كان عليه إيجاد طرق أخرى لشحذ خيال الحضور والاستئثار باهتمامهم. يقول «آل غور» إنه قد تبدو العبارة قديمة ومستهلكة بعض الشيء، ولكن حقًا «الصورة تساوي ألف كلمة». لقد وجد أن النهج البصري كان يمكن أن يلهم الناس للاهتمام بقضية تغير المناخ. وهنا عرض عليه بعض العاملين في هوليوود تحويل عرض الشرائح الخاص به إلى فيلم. في البداية، ساوره الاعتقاد بأن الفكرة تبدو سخيفة. ولم يستطع أن يرى كيف ستسير الأمور، لكن تبين أن لديهم موهبة أكبر بكثير مما تخيل.

يُذكر أنه بالإضافة إلى فيلمين، طبق آل غور أيضاً نهج سرد القصص هذا لتدريب 50 ألفاً من المدافعين عن المناخ على مستوى القاعدة الشعبية.

هذا أيضاً سوف يمر

بونيت رينجين، الرئيس التنفيذي الفخري لشركة ديلويت: نشأ «بونيت رينجين»، الرئيس التنفيذي السابق لشركة ديلويت Deloitte، في بلدة تبعد 40 ميلاً غرب نيودلهي، حيث كان والده يدير شركة تصنيع. وبعد أن تم إرساله إلى المدرسة الداخلية عندما كان صبياً، اضطر إللعودة إلى المنزل في سن الرابعة عشرة عندما فشلت أعمال والده واضطرت الأسرة إلى العمل معاً للحفاظ على استمرارها.

وقد تعلم «بونيت» دروساً قيمة في نهج عائلته تجاه الفشل. أحدها هو التفكير في عواقب الأمور في المستقبل بدلاً من الحاضر. وهو الأمر الذي كان والده يُصر عليه دائماً. فهو كان متفائلًا، ومن الطراز الذي ينظر إلى نصف الكوب الممتلئ. أما الأمر الثاني فهو أن أي خطب مهما بلغت فداحته سوف يمر وينقضي. وقد وجد «بونيت» أن هذه الدروس كانت مفيدة بشكل خاص أثناء الجائحة.

ويختتم بقوله إن المثابرة والعمل الجاد لا غنى عنهما أيضاً في مسيرته الناجحة.

%80 جيدة بما فيه الكفاية

كارولين كيسي، الرئيسة التنفيذية، «ذا فاليوبل 500»: بصفتها مؤسسة للشركة العالمية «ذا فاليوبل» 500 The Valuable، ترأس «كارولين كيسي» منظمة تمثل 22 مليون عامل في 64 قطاعاً حول العالم، يعملون جميعاً على إنهاء استبعاد الأشخاص ذوي الإعاقة. جاءت لحظة تحولها عندما علمت أن محاولة تحقيق الكمال كانت تقف حجر عثرة في طريق تحقيق أهدافها. حينها أخبرها معلمها بأنه إذا كانت ترغب في توسيع نطاق التغيير، وتغيير النظام حقاً، فإن 80% جيدة بما فيه الكفاية. تقول «كارولين» إن الكمال مسعى عقيم، هو ما يعترض طريق النجاح. لذا تنصح بأن تكون جيداً بما فيه الكفاية. وقد غير هذا نهجها بالكامل في قيادة منظمتها.

تمهّل وخذ وقتك

يوشيانغ تشو، الرئيس التنفيذي لشركة بلاك ليك تكنولوجيز: اختبر «يوشيانغ تشو»، الرئيس التنفيذي لشركة «بلاك ليك تكنولوجيز»Black Lake Technologies، تجربة الفشل في مرحلة بدء التشغيل قبل تأسيس الشركة. للهروب من هذه التجربة الواقعية والحصول على منظور جديد، قرر تشو تسلق جبل كليمنجارو. يروي «تشو» كيف كانت الرحلة إلى القمة شاقة للغاية. لكنه كان يعرف أن كل ما عليه هو اتباع دليله خطوة تلو الأخرى وتجاهل كل شيء آخر. واستمر في القيام بذلك لمدة 6 ساعات. وعندما وصل إلى القمة اغرورقت عيناه بالدموع. لقد أعطت مواجهة تحدي التسلق الكبير «يوشيانغ تشو» المنظور الذي يحتاجه للازدهار بعد الفشل. وهكذا عاد إلى مؤسسيه السابقين وشارك أفكاره معهم. يؤكد «تشو» أهمية تبني عقلية «زن» - وتعني العقل الخالي من التفكير - لبعض الوقت فهي التي منحتهم البصيرة وفتحت أعينهم على المزيد من الفرص. (المنتدى الإقتصادي العالمي، أرقام)

MISS 3