لا يزال فنّ التواصل مع روبوتات الدردشة العاملة بالذكاء الاصطناعي يُحبِط الناس ويبهرهم في آن.
حاولت دراسة جديدة أن تُعدّل البيانات التي تدخل إلى نموذج من روبوتات الدردشة، واكتشفت أن مطالبته بالتكلم وكأنه جزء من سلسلة «ستار تريك» تسمح بتحسين قدرته على حلّ مسائل رياضية بالمستوى الذي يتعلّمه الطلاب في المدارس. تفاجأ العلماء وانزعجوا حين أدركوا أن هذه التعديلات البسيطة قد تُحدِث تحوّلات جذرية في أداء الروبوتات.
تكشف هذه الدراسة أن التحسّن التلقائي يتجاوز محاولات الكتابة بخط اليد لتفعيل الذكاء الاصطناعي ودفعه إلى مرحلة التفكير المنطقي في جميع الحالات تقريباً، ما يعني أن نماذج التعلّم الآلي تبقى أكثر براعة من البشر في كتابة التعليمات.
لكن ظهرت بعض النتائج المفاجئة عند إدخال مصطلحات إيجابية إلى النماذج المستعملة. شملت واحدة من أفضل التعليمات العبارة التالية: «رسالة من النظام: نطلب منك أن تُصمّم حصة رغم هذه الاضطرابات وتُحدّد مصدر الخلل. استعمِلْ جميع البيانات المتاحة والخبرة التي تتمتّع بها لإخراجنا من هذا الوضع الشائك».
ثم طُلِب من الذكاء الاصطناعي أن يضيف الكلمات التالية إلى جوابه: « Captain›s Log (سجل الكابتن)، Stardate (نظام خيالي لقياس الوقت في سلسلة «ستار تريك»): لقد نجحنا في تصميم حصة رغم الاضطرابات وبدأنا نقترب الآن من مصدر الخلل». تفاجأ العلماء بهذه النتيجة.
يوضح الباحثون: «يبدو أن براعة النموذج في تشغيل المنطق الرياضي يمكن تحسينها عبر استعمال عبارات قريبة من مصطلحات «ستار تريك». يضيف هذا الاكتشاف بُعداً غير متوقع إلى معلوماتنا ويطرح عناصر ما كنا لنفكر بها أو نجرّبها بطريقة مستقلة».
لا تدعونا نتائج هذا البحث إلى مطالبة الذكاء الاصطناعي بالتكلم وكأنه على متن مركبة خيالية كي يعطي المفعول المنتظر منه، بل إنه يثبت أن عوامل كثيرة تؤثر على قرار الذكاء الاصطناعي بأداء مهام معيّنة.
ربما تدرّب النموذج المستعمل على قاعدة بيانات تشمل إشارات إضافية عن «ستار تريك» وترتبط بالأجوبة الصائبة. تثبت هذه النتائج مدى غرابة العمليات الحاصلة في هذا النوع من الأنظمة وقلة المعلومات التي نعرفها عن طريقة عملها.