زيلينسكي يُناشد الأوروبّيين المساعدة... وموسكو تنتقم من كييف!

02 : 00

من آثار القصف الروسي على كييف أمس (أ ف ب)

حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس في رسالة مصوّرة وجّهها إلى القادة الأوروبّيين الذين يعقدون قمة في بروكسل بدأت أمس وتنتهي اليوم لبحث سُبل تعزيز الدعم العسكري لكييف ودفاعاتهم الخاصة، على تزويد القوات الأوكرانية مزيداً من الذخائر لإلحاق هزيمة بروسيا. وقال زيلينسكي إنّ «المؤسف أن لجوء جنودنا إلى المدفعية في ساحة المعركة هو أمر مذلّ، لأنّ أوروبا في إمكانها تقديم المزيد وإثبات ذلك الآن أمر حيوي».

ويبحث القادة الأوروبّيون في امكان استخدام العائدات على نحو 200 مليار يورو من الأصول الروسية المجمّدة، لتمويل دعم كييف عسكريّاً، ما سيوفر 3 مليارات يورو سنويّاً. وفي حال وافقت الدول الـ27 الأعضاء على هذه الخطوة، يُمكن لصرف الأموال أن يبدأ من تموز المقبل، لكن تُبدي بعض الدول المحايدة، مثل النمسا وإيرلندا والمجر تحفظات.

وفي هذا الإطار، أكد رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو قبيل انعقاد القمة أنه «في ما يتعلّق بأوكرانيا يتعيّن علينا مواصلة دعمنا وتسريعه بالتأكيد والأمر الضروري هو الذخيرة». وحذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من أنه «إذا توجّب على أوكرانيا الاستسلام، حينها سيجري تنصيب نظام صُوري في كييف وسحق الشعب الأوكراني»، مشدّداً على أن «الجيش الروسي سيكون على حدودنا ونحن واثقون بأنه لن يتوقف عندها».

وإلى جانب العمل على دعم كييف، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إيجاد السُبل لتعزيز صناعاته العسكرية والدفاعية من أجل تعزيز دفاعاته الخاصة. ويتعيّن على الزعماء الأوروبّيين أن يجروا مناقشة أولى في شأن الاستراتيجية الجديدة لتعزيز الصناعة الدفاعية الأوروبّية التي اقترحتها المفوضية في بداية الشهر الحالي، خصوصاً في شأن سُبل تمويلها.

واقترحت فرنسا وإستونيا وبولندا اللجوء الى الاقتراض المشترك لتمويل الانفاق الدفاعي، إلّا أن غالبية الدول الأعضاء وفي مقدّمها ألمانيا وهولندا والسويد، لا تُحبّذ هذا الطرح، لكن سيعمل المجتمعون على درس «كلّ الخيارات» المتعلّقة بالتمويل قبل صدور تقرير متوقع في حزيران، حسبما أفاد الديبلوماسيون في بروكسل وكالة «فرانس برس».

توازياً، أعلن رئيس هيئة الأركان الفرنسية الجنرال تييري بورخارد أثناء استقباله نظيره السويدي ميكايل بايدن في باريس أن الدعم الغربي لأوكرانيا يُمكن أن يتجاوز مجرّد تسليم الأسلحة، وذلك بعد تصريحات مثيرة للجدل للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفض فيها استبعاد إرسال قوات برية غربية إلى أوكرانيا. وبينما أكد بورخارد أن كييف لا تحتاج إلى دعم في عديد الرجال، أشار إلى أنه يجب أن يستعدّ حلف «الناتو» لكلّ الاحتمالات.

ميدانياً، أسقطت أوكرانيا 31 صاروخاً أطلقتها روسيا في اتجاه كييف، ما أسفر عن إصابة 17 شخصاً بجروح، في أكبر هجوم يستهدف العاصمة الأوكرانية منذ مطلع شباط، بعدما توعّدت موسكو بالانتقام ردّاً على عمليات القصف التي تستهدف الأراضي الروسية، فيما ادّعى الجيش الروسي استهداف «مراكز قرار وقواعد لوجستية ونقاط انتشار موَقتة» للقوات الأوكرانية، لافتاً إلى أن ضرباته «طالت كلّ هذه الأهداف».

وفي أعقاب الهجوم، أكد زيلينسكي أن «هذا الإرهاب يتواصل ليل نهار ومن المُمكن وضع حدّ له بفضل الوحدة العالمية، وهذا مُمكن إذا أظهر شركاؤنا إرادة سياسية كافية»، فيما حضّ وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الكونغرس الأميركي على «إنقاذ الأرواح» من خلال الموافقة على منح أوكرانيا المساعدات المتعثرة منذ أشهر بسبب الخلافات بين الديموقراطيين والجمهوريين.

وعلى الجبهة في شرق أوكرانيا، أكدت القوات الروسية مواصلة تقدّمها معلنةً سيطرتها على قرية تونينكي الواقعة غرب بلدة أفدييفكا التي كانت قد احتلّتها في شباط. وبينما أعلن الجيش الروسي «اتخاذ إجراءات لمنع تسلّل مجموعات تخريب واستطلاع تابعة للقوات الأوكرانية» في منطقة بيلغورود الروسية الحدودية التي تستهدفها توغّلات مسلّحة وهجمات بطائرات من دون طيار وصواريخ منذ الأسبوع الماضي، أفاد حاكم بيلغورود عن هجمات جوّية جديدة أسفرت عن 5 جرحى.

أمّا على المستوى الداخلي الروسي، فأعلنت اللجنة الانتخابية المركزية الروسية النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية التي أكدت رسميّاً تحقيق الرئيس فلاديمير بوتين فوزاً ساحقاً، فيما وصفت هذه الانتخابات التي لم تشهد أي منافسة حقيقية بأنها «تاريخية»، نافيةً أي تزوير. وأشارت إلى أن بوتين حصل على 87.28 في المئة من الأصوات، موضحةً أنّ نسبة المشاركة في هذه الانتخابات بلغت 77.49 في المئة.

وعقب إعلان النتائج الرسمية، خاطب بوتين الأمة في مقطع فيديو بثّه التلفزيون العام، وقال: «أظهرت الانتخابات أنّ روسيا اليوم هي عائلة كبيرة متّحدة وإنّنا نتبع معاً المسار التاريخي الذي اخترناه ونحن واثقون بأنفسنا وبنقاط قوتنا ومستقبلنا»، في حين هنّأ رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بوتين على فوزه.

MISS 3