الرئيس الفرنسي: أموال سيدر موجودة ولا شيك على بياض

02 : 00

ماكرون متفقّداً الأضرار في مرفأ بيروت أمس (رمزي الحاج)

مُجدّداً، دخلت فرنسا بقوّة على خطّ الأزمة اللبنانية، ليس من باب دعم النظام أو الدولة أو الحكومة، بل من باب التضامن مع اللبنانيين في نكبتهم، ورئيسها ايمانويل ماكرون، الذي أمضى في لبنان خمس ساعات، واستمع الى وجع أهالي الجمّيزة ومار مخايل المُتضرّرين الذين احتشدوا حوله على وقع هتافات الثورة، بعدما عاين مكان الانفجار في مرفأ بيروت، شدّد على أنّ لبنان "بحاجة إلى تغيير والى عقد سياسي جديد، ولن يُمنح شيكاً على بياض، وان المساعدة الفرنسية ستكون على الأرض ولن توضع في أيدي الفاسدين"، وأكد أنّ "ما قبل 4 آب لن يكون كما بعده، فما حصل هو أشبه بالصاعقة لقيامة لبنان أقوى مما كان"، واعداً بالعودة في مطلع ايلول بعدما رسم خريطة العمل المقبلة.

ماكرون الذي ختم زيارته بمؤتمر صحافي في قصر الصنوبر، بعد لقاء عقده مع رؤساء الكتل والاحزاب، وآخر مع هيئات المجتمع المدني، أكّد أنه يشعر بحزن شديد ويشارك اللبنانيين غضبهم بعد أحداث 4 آب، وشدّد على أن "فرنسا لن تترك يوماً لبنان واللبنانيين، وأوضح أن المساعدات التي ستقدمها بلاده كما الإتحاد الأوروبي ستكون موجهة حصراً إلى الشعب اللبناني والمنظمات غير الحكومية والفرق التي تعمل على الأرض". وكشف ان فرنسا ستنظّم مع أميركا والبنك الدولي والاتحاد الاوروبي مؤتمراً عالمياً لدعم اللبنانيين لمساعدة لبنان في الأيام المقبلة. واعلن انه "في الساعات المقبلة هناك طائرات جديدة ستأتي إلى لبنان مع فرق طوارئ للمساعدة في البحث عن المفقودين وللتحقيق في القضية، والخميس المقبل ستصل إلى لبنان مساعدات وأدوية للحالات الطارئة".

وأبلغ ماكرون "الرئيسين ميشال عون ونبيه بري اليوم أنه من المهم إعادة بناء الثقة والامل وهو امر لن يحصل بين يوم وآخر ومن المهم تغيير النظام في لبنان"، وقال: "أموال "سيدر" موجودة وهي بانتظار الإصلاحات في الكهرباء والمياه وكل المؤسسات ومكافحة الفساد".

ورأى أنه "لا بدّ من إعادة بناء نظام سياسي جديد والتغيير الجذري مطلوب"، وقال: "كنت صريحاً مع القادة اللبنانيين وأنتظر منهم أجوبة شفافة على أسئلتي التي تناولت ميادين عدة وسأعود إلى لبنان في الأول من ايلول وأنا على علم أنّه بالإمكان القيام بهذه القفزة الكبيرة". وأكد أنه "لن يُمنح لبنان شيكاً على بياض"، لافتاً إلى انّ "الاسابيع المقبلة ستكون اسابيع العمل وهو عمل مشترك ضروري وليس تحت الضغط".

وكان ماكرون شدّد من قصر بعبدا، بعد لقائه رؤساء الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري والحكومة حسان دياب، على "وجوب اجراء التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت بأسرع وقت في اطار مستقلّ تماماً وشفّاف، من اجل الوصول الى معرفة ما حصل وأسباب هذا التفجير، ومن باب الواجب التوصل اليه خدمة لجميع الضحايا وعائلاتهم". كما اكّد وجوب "اتخاذ مبادرات سياسية قوية بهدف مكافحة الفساد، وفرض الشفافية، والقيام بالإصلاحات التي تم إقرارها منذ نحو سنتين في مؤتمر "سيدر" من إصلاح قطاع الطاقة ووضع حد لتقنين الكهرباء الذي يعاني منه اللبنانيون واللبنانيات، إضافة الى معالجة عدم شفافية القطاع المصرفي ووضوحه، وصولاً الى اجراء تدقيق محاسبي شفاف في المصرف المركزي والنظام المصرفي، واطلاق التفاوض مع البنك الدولي، وأخيرا مواصلة اجندة "سيدر". وأكد انه" يعود الى المسؤولين في السلطة، لشعب يتمتع بالسيادة، ان يضعوا هذه المقررات موضع التنفيذ، وهي ترتدي بالنسبة الي طابعاً طارئاً بشكل استثنائي، كما تشكل بنود عقد سياسي جديد لا مفرّ منه".


MISS 3