تغطي المراعي أكثر من نصف مساحات الأرض وتعيل مليارات الناس. تنتج هذه الأنظمة البيئية وفرة من اللحوم، ومشتقات الحليب، والألياف، وأغذية أساسية أخرى، حتى أنها تؤثر بشدة على المغذيات، والمياه، ودورات الكربون على سطح الأرض.
تدهورت ظروف نصف المراعي حتى الآن، وفق تقرير جديد أصدرته الأمم المتحدة، إذ يبدو أن التقديرات السابقة لا تعكس المستوى الحقيقي لخسارة إنتاجية المراعي وسلامتها.
بالإضافة إلى التغير المناخي، تتعدد المشاكل التي تؤثر على تدهور المراعي، ويشتق أبرزها من سوء إدارة المساحات، بما في ذلك تطهير الأراضي، ومظاهر الرعي الجائر الذي يستنزف مغذيات التربة، والتآكل، والتملّح. تُمعِن هذه العوامل كلها في نشر الجفاف والتصحر.
يوضح عالِم الأحياء بيدرو ماريا هيريرا كالفو، مُعِدّ تقرير اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر: «إنها العوامل المسؤولة عن تدهور الأراضي وتغيّر استعمالاتها في جميع المناطق الأحيائية والأنظمة البيئية حول العالم. تكمن المفارقة في استعمال ملايين الهكتارات من المراعي لإنتاج المحاصيل نتيجة الجهود الرامية إلى تحسين الأمن الغذائي وزيادة إنتاجية الأرض، لكن أدت هذه المقاربات إلى تفاقم مظاهر تدهور الأراضي وتراجع المحاصيل.
في بعض المناطق، تضاف الصراعات والمشاكل الحدودية إلى أزمة تدهور المراعي، ما يؤدي إلى إعاقة حركة المواشي وتفاقم مشكلة الرعي الجائر. في غضون ذلك، تُعتبر حرائق الغابات المتكررة جزءاً من العوامل المؤثرة.
أصبحت آسيا الوسطى ومنطقة منغوليا من أكثر الأماكن تضرراً. في هذه المساحات، يتكل ثلث السكان على رعي المواشي، وتشكّل المراعي حتى 60% من أراضيهم.
لمنع أي تدهور إضافي، تبرز الحاجة إلى تخفيف الآثار المناخية وإطلاق تعاون عابر للحدود لتنفيذ سياسات مستدامة لإدارة الأراضي. يوصي تقرير اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر بدمج معلومات السكان الأصليين مع المعطيات العلمية والمحلية لطرح خطط إدارية ناجحة والتخلي عن الممارسات الضارة مثل الزراعة الأحادية.
في النهاية، يقول جواو كامباري، رئيس فريق الممارسات الغذائية في «الصندوق العالمي للحياة البرية»: «لتحسين فرص تلبية معايير التنوع البيولوجي العالمي وتحقيق الأهداف المتعلقة بالمناخ والأمن الغذائي، لا يمكن أن نتقبّل خسارة المزيد من المراعي، والمروج، والسهول العشبية».