هل يزيد "الأطلسي" الدعم لـ"قوّة الساحل" ضدّ الجهاديين؟

02 : 00

ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالة وجّهها أخيراً إلى مجلس الأمن الدولي أن "حلف شمال الأطلسي" يدرس حاليّاً خيارات لزيادة الدعم لمجموعة دول الساحل الخمس، القوّة المتعدّدة الجنسيات لمكافحة الجهاديين.

وقال غوتيريش في الرسالة إنّه يُمكن التعبير عن هذا الدعم من الحلف الأطلسي "عبر وكالته للمساندة والإمداد"، موضحاً أن الحلف "ينوي إجراء تقييمه الخاص الذي سيُحدّد التزامه المقبل في منطقة الساحل".

وأكد الأمين العام للمنظمة الدولية في رسالته أنه لا يزال مقتنعاً بضرورة إنشاء مكتب دعم تابع للأمم المتحدة لقوّة الساحل، التي تضمّ نحو 5 آلاف جندي من مالي وموريتانيا والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو. وسيتمّ تمويل هذا المكتب من المساهمات الإلزامية في الأمم المتحدة.

واعتبر أن "هذا هو أفضل نهج لتقديم دعم دائم ويُمكن التنبّؤ به للقوّة المشتركة"، بينما ترفض الولايات المتحدة أكبر مساهم مالي في الأمم المتحدة، حتّى الآن، هذا الخيار الذي تُؤيّده فرنسا ودول أفريقية. ورأى غوتيريش أن "إنشاء القوة المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس، على الرغم من التحدّيات المستمرّة، هو تعبير قوي عن الإرادة السياسية لدول الساحل الخمس التي تستحق دعم المجتمع الدولي".

لكنّه ذكر أن "جميع المحاورين يؤكدون تأييدهم القوي للقوة المشتركة لمجموعة الساحل التي يُنظر إليها على أنها مبادرة استثنائية تستحق الدعم الدولي، لكن ليس هناك توافق في وجهات النظر داخل المجتمع الدولي حول أفضل طريقة لدعمها".

وقرّر مجلس الأمن الدولي الذي تتولّى كينيا رئاسته الدورية، زيارة منطقة الساحل (مالي والنيجر) في نهاية الشهر الحالي، لدراسة الإحداثيات الأمنية في هذه المنطقة، وربّما التوصّل إلى توافق.

وعلى صعيد آخر، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بعد اجتماع مع الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ، أن قمة الناتو المقبلة ستُعقد في مدريد يومَيْ 29 و30 حزيران 2022.

وأوضح سانشيز أن هدف القمّة سيكون "تعزيز التماسك" داخل الحلف ومراجعة مفهومه الإستراتيجي من أجل مواجهة التحدّيات في ما يتعلّق بالشؤون الأمنية، فيما قال في سياق الإعلان الأخير عن شراكة بين الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة تحت مسمّى "أوكوس": "نحن نُواجه لحظة تاريخية يقف أمامها حلف الناتو الذي يجب أن تكون أولويّته ضمان وتعزيز وحدة وتماسك الحلفاء داخل الحلف".

من جانبه، قال ستولتنبرغ: "يجب أن نُواصل التكيّف مع المستقبل، وهذا بالضبط ما سنفعله في قمة مدريد". وأضاف: "نحن نرى أن المنافسة الإستراتيجية تتزايد، وروسيا تتصرّف بشكل أكثر عدوانية، والصين تُظهر قوتها اقتصاديّاً وعسكريّاً بهدف الترهيب"، مشيراً أيضاً إلى "عدم الإستقرار والتهديدات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول الساحل".


MISS 3