غليان سياسي في واشنطن... الديموقراطيّون يُهاجمون وترامب يُقاتل

16 : 04

ترامب يُحاول قلب الطاولة على خصومه السياسيين (أ ف ب)

تحت وطأة نشر رسائل نصّية تُظهر أن المبعوث الأميركي الخاص إلى كييف كورت فولكر، طلب فتح تحقيق بخصوص نجل نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، هانتر بايدن، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس أنّه لا يزال غير متأكّد ما إذا كان سيتعاون مع الكونغرس في التحقيق الذي بدأه الديموقراطيّون سعياً إلى عزله. وقال: "لا أعلم، هذا يتوقف على المحامين"، بعدما هدّد الديموقراطيّون باجبار البيت الأبيض على تزويدهم وثائق يحتاجون إليها في التحقيق، ما يؤجّج أكثر فأكثر الصراع السياسي المحتدم في واشنطن، مع تصعيد غير مسبوق في وجه ترامب الذي يُقاتل بكافة الأوراق التي بين يديه.

وأفادت وسائل إعلام أميركيّة بأنّه من المقرّر أن يُبلغ البيت الأبيض، الكونغرس، بأنّه لن يتعاون مع مطالب النوّاب الديموقراطيين للحصول على أدلّة وشهادات، إذ تُريد إدارة ترامب من الديموقراطيين إجراء تصويت رسمي لبدء اجراءات الإقالة، وهو أمر من شأنه أن يُجبر النوّاب في الولايات المتأرجحة على الكشف علناً عن مواقفهم حيال هذه القضيّة المثيرة للخلاف الشديد، ما يُعزّز سيناريو فشل إقالة ترامب بحكم أنّه يحظى بتأييد واسع في القواعد الشعبيّة الجمهوريّة التي ستُحاسب أيّ نائب جمهوري قد ينضمّ إلى معسكر الديموقراطيين في التصويت على الإقالة، خصوصاً وأن الجمهوريين يتمتّعون بأكثريّة في مجلس الشيوخ.

ونفى ترامب مجدّداً أن يكون قد ارتكب أيّ خطأ في علاقاته مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشدّداً على أنّ اهتمامه الوحيد كان "النظر في الفساد"، بحيث تحوم حول المرشّح الديموقراطي الرئاسي الأبرز جو بايدن وابنه هانتر، شبهات بتورّطهما بملفات فساد في أوكرانيا وغيرها من الدول. ويدفع ترامب القادة الأجانب إلى فتح تحقيقات حول بايدن، لتشويه صورته وكشف فساده. وتُظهر الرسائل التي نشرها النوّاب الديموقراطيّون، أن المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا كورت فولكر كتب لأندري يرماك، كبير معاوني الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، متعهّداً بترتيب زيارة إلى واشنطن للرئيس الأوكراني الجديد مقابل فتح التحقيق. وكتب فولكر في رسالة بتاريخ 25 تموز: "وصلني من البيت الأبيض، إذا أقنع الرئيس ز. (زيلينسكي) ترامب بأنّه سيُحقق ليعرف حيثيّات ما حصل في 2016، سنُحدّد تاريخاً لزيارة إلى واشنطن. حظاً سعيداً". واتُّهم ترامب بالضغط على زيلينسكي لفتح تحقيق بالفساد بحق آل بايدن، خلال اتصال جرى في وقت لاحق من اليوم ذاته، عبر جعل هذه الخدمة شرطًا لتقديم مساعدات عسكريّة إلى أوكرانيا، بحسب وجهة نظر الديموقراطيين.

وفي هذا الصدد، قال النائب الديموقراطي ايريك سوالويل بعد سماع شهادة فولكر لثماني ساعات: "لدينا أدلّة وفيرة الآن، أنّ الرئيس زيلينسكي كان يتعيّن عليه التحقيق في انتخابات 2016 وفي أسرة بايدن، إذا أراد أن يحصل على لقاء مع ترامب". وأثارت الرسائل غضب ترامب، الذي عبّر عن ذلك خلال عدد من اللقاءات العامة والتغريدات القاسية. وكتب على "تويتر": "بصفتي رئيساً، عليّ التزام بإنهاء الفساد، حتّى لو كان ذلك يعني طلب المساعدة من دول أجنبيّة"، مضيفاً: "يتمّ ذلك طوال الوقت. هذا لا علاقة له بالسياسة أو بحملة سياسيّة ضدّ آل بايدن. هذا له علاقة بفسادهم!". وكان ترامب قد أطلق الخميس دعوة صريحة إلى الصين وأوكرانيا لفتح تحقيق حول بايدن ونجله. وهاجم متّهميه، واصفاً إيّاهم بأنّهم "معتوهون يلهثون خلف هراء العزل"، محاولاً قلب الطاولة على خصومه السياسيين.

وبعدما تحدّث فولكر مع محامين من مجلس النواب، في مقابلة ركّزت على دوره في الجهود المفترضة التي بذلها ترامب ومحاميه الخاص رودي جولياني لحضّ الأوكرانيين على فتح تحقيق حول آل بايدن، أكّد نواب جمهوريّون حضروا شهادة فولكر، أن شهادته لا تدعم أن ترامب ربط تقديم الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا بقرار زيلينسكي فتح تحقيق، في حين أعلن البنتاغون استعداده للتعاون مع الكونغرس في شأن التحقيق في قضيّة "عزل ترامب". وأوضح المتحدّث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان خلال مؤتمر صحافي أن المجلس القانوني في الوزارة أمر مكاتب وزارة الدفاع كافة، بتسليمه كلّ الوثائق والمحفوظات ذات الصلة، من أجل أن تتمّ أرشفتها ومراجعته، مشيراً إلى أن هذا القرار اتُّخذ كإجراء استباقي.

إلى ذلك، أعلن النائب العام الأوكراني روسلان ريابوشابكا أن مكتبه يُراجع عدداً من الملفات المرتبطة بمجموعة الغاز "بوريسما"، التي كانت لفترة على صلة بهانتر بايدن. وذكرت السلطات الأوكرانيّة في وقت سابق أن التحقيق حول "بوريسما" يُركّز على فترة ما قبل انضمام هانتر إلى مجلس إدارة الشركة.


MISS 3