جورج بوعبدو

"بيت التباريس" لزينة كيالي... ملتقى ثقافي بامتياز وعبد الرحمن الباشا أوّل الغيث

30 أيار 2022

02 : 10

عبد الرحمن الباشا مع زوجته وابنته والطلاب المشاركين في صفوف الـ Master Class

التقى حشد من الموسيقيين والأدباء والمفكرين ورجال الإعلام السبت في منزل بطابع تراثي ارتأت صاحبته زينة صالح كيالي تحويله ملتقى ثقافياً يجمع تحت سقفه أعلام الفكر والثقافة. على مدى أربعة أيام احتضن المنزل ورشة تدريبيّة قادها الموسيقار العالميّ عبد الرحمن الباشا في إطار حلقات "ماستر كلاس" استفاد منها عدد من طلاب البيانو في معهد الكونسرفتوار الوطني اللبناني. وليست كيالي غريبة عن المشهد الثقافي فهي مؤلفة عشرات الكتب في الموسيقى والحركة الموسيقية اللبنانية وتاريخها وهي مؤسسة "مركز الإرث الموسيقي اللبناني" هذا الذي أرادته منزلاً يستضيف الموسيقيين العالميين لإعطاء دروس لطلاب الموسيقى اللبنانيين في حين تتخبط فيه الجهات الرسمية في الإبقاء على الكونسرفتوار الوطني صامداً في وجه الرياح الاقتصادية التي تعصف بأساتذته وطلابه. رئيس الكونسرفتوار الوطني السابق وليد مسلم كان حاضراً ايماناً منه بدور لبنان الثقافي وبإعطاء الشباب فسحة من الأمل معتبراً أن هذا النوع من اللقاءات يؤكد دور لبنان الطليعي في مجال الموسيقى والثقافة.

وعلى امتداد ساعة ونصف توالى طلّاب بعمر الورد على البيانو لعزف مقطوعات لعمالقة الموسيقى أمثال جورج باز وهتاف خوري ورخمانينوف وبيتهوفن وشوبان وشوبرت ودوبوسي وعبد الرحمن الباشا.

افتتح الامسية نقولا غندور مقدّماً "بريلود" رقم 1 لهتاف خوري تليه مقطوعة "المراهقة" الموسيقيّة لعبد الرحمن الباشا. بدورها، عزفت إليسا بعقليني "البريلود" 32 رقم 5 لرخمانينوف، ومقطوعة "الطفولة" لعبد الرحمن الباشا، فيما عزف جوزف عبود السوناتا رقم 14 لبيتهوفن تليه مقطوعة "الثائرة" لفريديريك شوبان. اما إيلينا خوري فعزفت مقطوعتين لشوبرت وجورج باز وتلاها جواد حمداني بمقطوعتين لكلّ من كلود دوبوسي وجورج باز وختم عزف الطلاب إيمانويل جورج سبعلي الأصغر سنّاً فهو في ربيعه الخامس عشر ورغم ذلك برهن عن احتراف وبراعة تعد بنجومية عالمية مقبلة.

ولعلّ أجمل ما في السهرة الراقية بالإضافة إلى مدّنا بالأمل لوجود جيل صاعد من الشباب اللبناني على طريق الاحتراف الموسيقي فكان تمتع الحضور بعزف عبد الرحمن الباشا وزوجته السيدة سوزان فرميان- عازفة التشيلو البلجيكيّة - مقطوعة للباشا أهداها لابنته الصغيرة، ثم عزف الأخير مقطوعتين تحيّة منه لوالده الراحل الكبير توفيق الباشا حملت إيقاعات أندلسية.

وعبّر الباشا عن سعادته العارمة لقيام كيالي بهذه المبادرة التي أفسحت للموسيقيين الشباب فرصة لتطوير مهاراتهم كونهم يفتقرون إلى دعم كافٍ في هذا المجال علماً أن المجتمع اللبناني يزخر، وفق رأيه، بالمواهب الاستثنائية.

بدورها أكدت كيالي إصرارها على دعم الثقافة والموسيقى في لبنان واعدةً بمزيد من المناسبات الموسيقية تحت سقفها بالتعاون مع السفارتين الفرنسية والايطالية.