رمال جوني -

حراك النبطية يحشد في مواجهة احتكار كارتيل البنزين والمصارف

2 كانون الأول 2019

02 : 00

إختلط حابل الأزمات، بنابل الفساد، فخرجت من رحمهما ثورة "الشعب" التي تعيشها النبطية منذ اكثر من 44 يوماً، بكل تجلياتها "الحقوقية"، من دون أن تخرج عن إطارها "السلمي"، أو تنحرف عن "أهداف مطلبية" من أوضاع اقتصادية صعبة مصحوبة بأزمة محروقات وتلاعب بسعر صرف الدولار.

أزمات تمس بلقمة عيش المواطن دفعته للمشاركة في تظاهرة الأحد، حيث احتلت أزمة البنزين عنوانها العريض، وسيطر غضب الفقراء عليها، فـ "البرد لا يؤلم غير الفقراء، اما الزعماء فلديهم كل شيء".

شكلت أزمة المحروقات، دافعاً أقوى لحراكي كفررمان والنبطية، فخرج الأهالي في تظاهرة حاشدة، عبرت عن وجع الناس. حتى من لازم منزله أو اعترض من خلال منصات التواصل.

قدمت التظاهرة، التي انطلقت من دوار كفررمان مروراً بشارع المصارف في النبطية، سيناريوات عدة واقتراحات حلول لأزمة فاق عمرها الثلاثين عاماً،كان من بينها الدعوة إلى محاسبة أصحاب كارتيل النفط والمصارف والدولار على جريمتهم، فالبنزين والمازوت باتا من أساسيات الحياة، "يضربون الناس على اليد التي توجعهم".

يصرخ احدهم،" كفانا ذلاً، كفانا عاراً، يلا حبسو تجار النفط ". بعض من الشعارات التي رافقت تظاهرة "الموجوعين"، في شوارع النبطية، مرّوا بقرب محطة مقفلة، واخرى تقوم بعملها حتى نفاد الكمية، لم تعجب المتظاهرين سياسة تهميش الناس، والتراخي باجتراح الحلول، لكل الازمات، دعوا الى تغيير نهج معالجة الازمات، وإعادة النظر بسياسات الدولة التي انتجت أزمات أضرت بالمواطن أكثر مما أفادته. تقول ايلدا "ممنوع المس بحقوقنا، حقوقنا خط أحمر، وقت منبرد ما بيجي الزعيم يدفينا، المازوت من حق الناس، لازم تقطع يد محتكري هذه المادة كي لا يتلاعبوا بنا".

لم يطالب المواطنون بالأمس بأكثر من حقوقهم البديهية مقارنة مع حجم السرقات التي أفقرت البلد. حق الضمان، الطبابة، العمل، التعليم، تصفير الضرائب، سعر الدواء الذي بات الأعلى في العالم، تأمين مادة المازوت وقد بات سعره الأغلى، هذا فضلاً عن أسعار المواد الغذائية والمنافسة بين التجار على رفع أسعارها بشكل فاق المعقول.

وفيما كانت التظاهرة تشق طريقها ناحية المصرف المركزي، كان عدد من أهالي المدينة، يؤيد المطالب المعيشية التي رفعها الحراك، يقول حسن "كلنا متضررون من الغلاء، وليس فقط فئة، غلاء الدولار طال كل الطبقات الفقيرة"، في حين أعلن عبد بيطار "عن بيعه البن والبزورات وكل شيء داخل محله بالمجان، خدمة للفقراء".

اقتصادياً، فرغت رفوف المحال من السلع، بات الحصول عليها "مكلفاً"، وشراؤها مرتبطاً بالدولار، الدين يلاحق أرباب العمل، هجر الناس الأسواق، محال تشغل نفسها بتنزيلات متلاحقه، الصيارفة هم أسياد الميدان، يلعبون بالدولار، وفق الأسعار التي تناسب تجار المصلحة، الحج اليه بات عادة يومية، الكل يسأل عن سعر الصرف، بعد أن كان السؤال متى تحل أزمة النفايات، غابت هذه الأخيرة عن الساحة، رغم تكومها كالتلال على جوانب الطرقات".


MISS 3