راقب مستوى الشحوم الثلاثية في دمك!

15 : 30

يعرف معظم الناس أبرز نوعين من الكولسترول: "الجيد" و"السيئ". يُركّز الأطباء على التحكم بمستوى الكولسترول السيئ لأن ارتفاع معدلاته يؤدي إلى تراكم الرواسب الدهنية في الشرايين وإعاقة تدفق الدم، ما قد يسبب نوبات قلبية أو جلطات دماغية.

يقيس فحص دهون الدم مستويات الكولسترول الجيد والسيئ ومجموع الكولسترول. لكن يشمل هذا الفحص أيضاً معدلاً مهماً آخر يجب ألا نتجاهله: مستويات الشحوم الثلاثية.

الشحوم الثلاثية هي من أكثر أنواع الدهون شيوعاً في الجسم وتشتق من الدهون الموجودة في المأكولات. يتحول فائض السعرات الحرارية والكحول والسكريات التي لا يستعملها الجسم إلى شحوم ثلاثية أيضاً ويتم تخزينها في الخلايا الدهنية.

يؤثر ارتفاع مستويات الشحوم الثلاثية على تراكم الدهون في جدران الشرايين، ما قد يعيق تدفق الدم ويزيد مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية. كذلك، يؤدي ارتفاع تلك المستويات بدرجة فائقة إلى التهاب البنكرياس.

يقول جوناثان ساليك، طبيب قلب في مستشفى "ماساتشوستس" العام التابع لجامعة "هارفارد": "تجدد الاهتمام بمراقبة الشحوم الثلاثية لقياس مخاطر أمراض القلب. غالباً ما تكون مستويات الكولسترول السيئ والشحوم الثلاثية متطابقة، ما يعني أنهما يرتفعان في الوقت نفسه عموماً".

مقاربات مختلفة


يستعمل الأطباء علاج الستاتين والتعديلات الغذائية لتخفيض مستويات الكولسترول السيئ إذا كانت مرتفعة. تكون هذه الخطوات كافية عموماً لتخفيض الشحوم الثلاثية أيضاً.

لكن رغم السيطرة على الكولسترول السيئ، يجب أن تتابع مراقبة مستويات الشحوم الثلاثية. حتى لو عاد معدل الكولسترول السيئ إلى نطاقه الطبيعي، قد تبقى كمية الشحوم الثلاثية مرتفعة وتُعرّضك للخطر.

تستطيع الأدوية أن تعالج ارتفاع مستويات الشحوم الثلاثية. تتعدد الأنواع التي خضعت للدراسات، أبرزها النياسين (الفيتامين B3) والفايبريت وأحماض الأوميغا 3 الدهنية.

أثبتت مجموعة من الأبحاث أن النياسين يسهم في تخفيض مستويات الشحوم الثلاثية بنسبة 20 إلى 50%. لكن لا بد من أخذ جرعات مرتفعة لضمان فاعليته، ما يزيد احتمال التعرض لآثار جانبية. يستطيع الفايبريت من جهته أن يُخفّض تلك المستويات بـ30 إلى 50%، لكن اكتشفت الدراسات أنه لا يقلّص مخاطر النوبات القلبية أو الجلطات الدماغية.أما أحماض الأوميغا 3، فقد تكون أكثر خيار واعد، لا سيما إذا بقيت مستويات الشحوم الثلاثية مرتفعة رغم أخذ أعلى جرعة ممكنة من علاج الستاتين.

رصدت دراسة نشرتها "مجلة نيو إنغلاند الطبية" تراجعاً في مخاطر النوبات القلبية والجلطات الدماغية بنسبة 22% لدى من سجلوا مستويات مرتفعة من الشحوم الثلاثية وأصيبوا سابقاً بجلطات دماغية أو نوبات قلبية أو بمرض السكري بعد تلقيهم الستاتين مع غرامَين من الإيثيل إيكوسابنت (فاسيبا)، وهو نوع من أحماض الأوميغا 3 الدهنية.

غيّر أسلوب حياتك


قد يستفيد بعض الأشخاص من الأوميغا 3 أو أدوية أخرى، لكن يبقى تعديل أسلوب الحياة أفضل طريقة لتخفيض مستوى الشحوم الثلاثية والتحكم بها.

اختر الكربوهيدرات المناسبة: ترفع الكربوهيدرات البسيطة (كتلك الموجودة في الخبز الأبيض، والرز الأبيض، والمشروبات الغازية) معدلات الشحوم الثلاثية. لذا استبدلها بأنواع ينخفض فيها مؤشر سكر الدم، إذ تكون هذه الأصناف بطيئة الهضم وتبقي الشحوم الثلاثية تحت السيطرة. استبدل الدهون أيضاً: خفف كمية الدهون المشبعة، مثل اللحوم الحمراء، والزبدة، والأجبان، والأطباق المقلية، واستبدلها بدهون غير مشبعة وصحية كتلك التي تشتق من الزيوت النباتية والأسماك.

خفف شرب الكحول: يرتفع معدل الشحوم الثلاثية بسبب الكحول. إذا كنت تحتاج إلى التحكم بكمية الكحول التي تستهلكها، اكتفِ بمشروب واحد يومياً (150 ملل من النبيذ، 350 ملل من البيرة، 45 ملل من المشروبات الروحية).

استرجع وزناً صحياً: إذا كان وزنك زائداً، يمكنك أن تُخفّض مستوى الشحوم الثلاثية لديك عبر خسارة 5 إلى 10% من وزنك فقط.

تحرك باستمرار: لا تسمح الرياضة المنتظمة بتخفيض مستوى الشحوم الثلاثية فحسب، بل إنها تزيد معدل الكولسترول الجيد أيضاً.


MISS 3