أخطر الفطريات في العالم قد تغيّر طريقة تكاثرها

02 : 00

يبدو أن المعلومات الجينية سمحت للعلماء باكتشاف السبب الذي يجعل فطر «قبعة الموت» السام يتكاثر بفاعلية هائلة في مناطق عدة من العالم.



علمياً، يحمل هذا الفطر اسم «أمانيتا فالويدس» وهو مسؤول عن 90% من حالات الوفاة المرتبطة بالفطريات في العالم. تكون نصف حبة فطر كافية لقتل شخص راشد، ولا يتردد العلماء في اعتبار «قبعة الموت» الأخطر على الإطلاق.

إكتشف علماء الأحياء من جامعة ويسكونسن ماديسون أن فطر «قبعة الموت» ابتكر طريقة جديدة لنشر جيناته. ترتكز هذه الدراسة على تحليل جينات 86 نوعاً مختلفاً من هذا الفطر. جُمِعت هذه الكمية من كاليفورنيا منذ العام 1993، ومن مناطق أوروبية أخرى منذ العام 1978. في عيّنات الفطر الأميركية، اكتشف العلماء كيف بدأت الفطريات المأخوذة من منطقتَين مختلفتَين في مناسبات متكررة، على مر عدد من السنين، تشمل مادة وراثية متشابهة، ما يجعلها تنتمي إلى الفصيلة نفسها من الفطريات. في آخر 17 سنة، أو حتى 30 سنة، تكاثر فطر «قبعة الموت» عبر استعمال كروموسومات من كائن حي واحد: إنها عملية التكاثر اللاجنسي.

في الوقت نفسه، يستطيع هذا الفطر أن ينتشر عبر التكاثر الجنسي، فيجمع كروموسومات من كائنَين مختلفَين. هذه القدرة على التنقل بين نوعَين من أساليب التكاثر قد تفسّر السبب الذي يجعل هذا الفطر ينمو على نطاق واسع في تربة الغابات، في أماكن متعددة من العالم.

يتكاثر عدد كبير من أجناس الفطريات عبر الجراثيم الجنسية واللاجنسية في آن، لكن لم يعرف العلماء حتى الآن أن فطر «قبعة الموت» يدخل في هذه الخانة. يسمح التكاثر الجنسي للأجناس بالتطور والتكيف مع جينات مختلطة. أما التكاثر اللاجنسي، فهو نوع ممتاز من استراتيجيات الصمود كونه يسمح للفطريات الفردية بالانتشار سريعاً والصمود وحدها لسنوات.

في الأصل، ظهر فطر «قبعة الموت» في أوروبا الشمالية لكنه غزا مناطق جديدة في العقود الأخيرة، منها جنوب أستراليا، وإقليم العاصمة الأسترالية، وفيكتوريا، وحتى أميركا الشمالية وأجزاء أخرى من أوروبا. يظن العلماء أن التكاثر اللاجنسي هو جزء أساسي من أسباب هذا الانتشار.


MISS 3