في ظلّ الأجواء السلبية والتشاؤم

الكوميديون على مواقع التواصل: واجبنا الترفيه عن الناس

أسهل شي النقّ... وأصعب شي إضحاك الناس

إعتاد الجمهور على إطلالته في برنامج "لهون وبس" مع الإعلامي هشام حداد، حيث يرافقه مع الفرقة الموسيقية. جاد بو كرم الذي يتمتّع بحسّ فكاهيّ عالٍ وسرعة بديهة، يمتلك حضوراً قوياً أيضاً على مواقع التواصل الإجتماعي من خلال النكات والتدوينات الساخرة والطريفة التي ينشرها. هو المعروف بلقب Oh My Jad، يعتبر أنّ من مسؤوليّته ككوميدي أن يُضحك الناس في هذه الظروف، ويضيف: "منذ صغري أحاول أن أرسم البسمة على وجوه الناس. فكيف بالحري في أوضاع كهذه؟"

وبطبيعة عمله من المنزل مثل الكثيرين، بات بو كرم يجد وقتاً أكبر للبحث عن أمور إيجابية يخلق منها منشورات طريفة.

من جهة أخرى، يرى جاد أنّ مواقع التواصل الاجتماعي هي اليوم مكمّلة للتلفزيون، لذلك يحاول أن يحافظ على استمرارية معينة، فتكون البداية من التلفزيون، ويتمّ دعمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. الهدف من ذلك أن تكون الناس سعيدة، كي تمرّ هذه المرحلة بخير. وتابع قائلاً: "أسهل شي "النق" وأصعب شي إضحاك الناس، ونحن نقوم بالأمر الصعب".

المهمّ ألا نتّبع أسلوب الاستهزاء

من جهته يرى فريد حبيش أنّ هذه الأوقات العصيبة التي نعيش فيها تضعه أمام مسؤولية نشر الإيجابية، لا سيّما أنّ لديه عدداً كبيراً من المتابعين.

حبيش المشرف على صفحة FarixTube التي تنشر فيديوات ساخرة وطريفة، يعترف بأنّه يمرّ بدوره في أيّام صعبة، ويشعر أحياناً أنّ نفسيّته مرهقة، «لكن عليّ أن أظهر الصورة الإيجابية دوماً».

وأضاف أن ردود الفعل الايجابية والجميلة التي يتلقّاها، من شأنها أن تعطيه حافزاً أكبر للاستمرار، على الرغم من أنّها تشكّل أحياناً نوعاً من الضغط، ويوضح: «مثلاً مرّت ثلاثة أيام من دون أن أنشر أي شيء، فتلقّيت كمية هائلة من الرسائل التي تسألني عن السبب، والتي تطلب مني عدم التوقّف عن نشر الفيديوات. لكنني لا أحب أن أنشر أي شيء ما لم أكن مقتنعاً به، وبأنّ محتواه طريف».

واعتبر فريد أنّ الصفحات الساخرة لديها اليوم مسؤولية كبيرة، لكن الأهمّ ألا يتّبعوا أسلوب الاستهزاء بالوضع، فهناك وفيات كبيرة جراء هذا الفيروس، وأشخاص تعرّضوا لمشاكل عدة ومعاناة، وقال: «يجب أن يكون هدفنا رسم الابتسامة على وجوه الناس ليفرحوا، وفي الوقت نفسه علينا أن نكون حريصين ونتجنّب أيّ شكل من أشكال الأذية».

اليوم دورنا بات أكبر

اشتهرت صفحة Shittarabsneversay على الفيسبوك بنشرها للفيديوات الطريفة والساخرة، وتحديداً بالشخصيات الكرتونية التي ابتكرتها وعبارات «باليز، لا، فشلو...»، التي تحصد تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي هذا الإطار أشار أحد المشرفين على الصفحة الى أنّه «نظراً للجوّ العام المليء بالتشاؤم والسلبية جراء انتشار فيروس الكورونا، بات دورنا أكبر كأصحاب صفحات تسلية ونكت لناحية إضفاء المرح. فمن واجبنا أن نرفّه عن الناس ونقدّم لهم مادة مضحكة. وبالنسبة لكيفية البحث عن أفكار جديدة، اللبناني قادر دوماً على استخراج الفرح من رحم المعاناة».

وأضاف أنّ الهدف الأساسي لطالما كان رسم الإبتسامة عند المتابعين، وسيبقى كذلك.ولفت الى أنّه مع زملائه المشرفين على الصفحة يواجهون مثل الجميع صعوبات في حياتهم اليومية، سواء لناحية العمل أو التعلّم أو الوضع الاقتصادي بشكل عام، لكنّهم يستغلّون ذلك كي يكون حافزاً لتطوير أدائهم وابتكار مادة مميزة وطريفة يقدّمونها للناس. وتابع: «هي أزمة موقتة وسوف تمرّ بإذن الله». 

نحن شعب يحبّ الضحك

«سمعان» هو شخصية كرتونية تمّ ابتكارها لصفحة ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي. وتعرّف الصفحة عنه أنّه شخص من الماضي لكنّه يعيش في فوضى الحاضر. المشرف على الصفحة استعان بقول شهير لشارلي شابلن يقول فيه: «يوم بلا ضحك هو يوم ضائع»، مشيراً الى أنه من هذه المقولة يستمدّ الإصرار على البحث عن كيفية خلق نكات في ظلّ وضع صعب جداً اقتصادياً ومالياً وصحياً. وأضاف أنه يحاول قدر الإمكان متابعة الأحداث لحظة بلحظة، والابتعاد عن الأجواء السلبية. فالهدف الأساسي بالنسبة للصفحة التي يشرف عليها هو بثّ الإيجابية والفرح. لكنّه يؤكّد على أنّ الموضوع صعب جداً: «فنحن في النهاية ننتمي أيضاً لهؤلاء الناس الذين يعانون من الغلاء ومن صعوبة المعيشة بعد أن توقّفت أعمالنا وبتنا غير قادرين على سحب أموالنا من المصارف. وبالنسبة للصور أو النكات التي ننشرها، نصرّ على أن تحاكي وجع الناس مع إضافة نكهة المزاح عليها، كي لا نكون سلبيين أو من «جماعة النقّ». نحن شعب يحبّ الحياة والضحك رغم كلّ الأوضاع الصعبة التي نعيشها. واللبناني معروف بأنّه يختلق الأجواء الطريفة من أي شيء. وهذه نعمة من ربنا».