"ريف 2023" ينطلق في الشمال والبقاع

رئيس المهرجان أنطوان ضاهر: نحافظ على البيئة من خلال الفن والثقافة

ينطلق مهرجان «ريف - أيام بيئيّة وسينمائيّة» شمالاً الخميس 31 الجاري ويستمر حتّى 5 أيلول في القبيّات، لينتقل بعدها إلى البقاع وتحديداً في الهرمل من 8 إلى 10 أيلول المقبل. ولطالما شكل هذا المهرجان الذي يطفئ شمعته الخامسة غداً بكونه نموذجاً فريداً في العالم العربي يحتفي بالتراث الطبيعي من خلال الفن والسينما والثقافة الريفية، معززاً النقاش بين المواطنين حول الحفاظ على البيئة والشأن العام والتنمية المستدامة والحلول والسرديات الإيجابية. عن نسخة هذه السنة وفعالياتها يتحدث رئيس مجلس البيئة في القبيّات ورئيس المهرجان انطوان ضاهر إلى «نداء الوطن».

لماذا يتنقل المهرجان شمالاً وبقاعاً؟

منذ بداية فعاليات هذا المهرجان (الذي تنظمه جمعية «أفلامنا» ومجلس البيئة في القبيات) في القبيّات (عكار)، قررنا أن يكون له امتداد الى مناطق أخرى. فبعد وادي بسري، راشيا، كفرمشكي وحمّانا، نحط اليوم في الهرمل بهدف التشبيك وحماية الطبيعة والبيئة عن طريق الثقافة والفن. كل ذلك بهدف دمج فنون الفن السابع في القضايا البيئية والريفية، ونشرها في كل مناطق الوطن واعتماد اللامركزية الثقافية، ولا سيما أنّ أهالي الريف يتوقون الى المعرفة والثقافة مع تعذر وصولهم الى العاصمة وخصوصاً جراء الأزمة الاقتصادية الحالية، اضافةً الى القاء الضوء على الريف ومشاكله من خلال الأفلام التي نعرضها خلال المهرجان، فاتحين المجال امام أهل الريف للانخراط في السينما وهذا ما بدأنا تحقيقه منذ الدورة الأول لهذا النشاط.

ما موضوع هذه النسخة؟

موضوعنا هذه السنة هو «التحولات»، مع التركيز على التغيّرات المختلفة في الطبيعة وتأثيراتها ولا سيما التحولات المفاجئة في الجيولوجيا مثلاً بعد الهزات الأرضية والمآسي التي ضربت كلاً من تركيا وسوريا، وذلك بهدف لفت الانتباه الى أنّ لا شيء ثابت أو دائم... كذلك، يسبب التلوث الناتج عنّا تحولات جمّة على صعيد البيئة وفي مجالات أخرى متنوعة... جمعنا كل هذه الأفكار تحت عنوان كبير يتناوله المشاركون في مسابقة الافلام، لاستكشاف البدائل والحلول للتعامل مع هذه المسائل.

السلحفاة علامة «ريف» 2023، لماذا اخترتم هذا الرمز؟

كما كلّ عام، نختار رمزاً للتذكير بأهمية حماية الحياة البرّية في البلاد؛ هذه السنة كانت السلحفاة علامة ريف 2023 للتنبيه إلى أهمية حماية هذا الحيوان الذي أهلكته الحرائق في 2021 و2022، ولمعالجة موضوع الحرائق وتقديم الارشادات المناسبة للحد من اشعالها والتصرف بشكل صحيح عند حدوثها.

نشاطات فنية جديدة تميز الدورة الخامسة عن سابقاتها. أخبرنا أكثر عنها؟

عروض مسرحية حية، عروض تهريج، عرض أزياء بيئي بعنوان «روح» باستخدام الترقيع للملابس والأقمشة المعاد استخدامها وتدويرها من تصميم «ريتا كوتور»، معالجة النفايات البلاستيكية من خلال تصنيع ادوات متنوعة تحت إشراف المهندس زياد أبي شاكر وتشبيك مع جمعيات عدّة حول مروحة من المواضيع مثل «التحوّلات وفرص التنمية في عكار» تنظيم جمعيّة المفكّرة القانونية، «السيادة الغذائية الآن!» جلسة حوار وعرض أفلام تنظيم روزا لوكسمبورغ - مكتب بيروت وندوة «ما تبقّى من البيئة والاقتصاد» مع ورشة المعارف. بالاضافة الى مشروع سفراء «ريف» الشباب، وهي مجموعة مؤلّفة من حوالى عشرين شابّاً وشابة من منطقة عكار، تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً، مهمّتهم متابعة المهرجان من البداية إلى النهاية، وإجراء مقابلات مع الخبراء والمهنيين المدعوّين، وتنظيم بعض جلسات التبادل، ومنح جائزة ضمن منافسة الأفلام متوسّطة الطول.

ماذا عن أبرز الفعاليات في القبيّات؟

يستضيف معمل الحرير التراثيّ السياحيّ في القبيّات معظم النشاطات المجّانية ويمكن الوصول إليها من دون تسجيل مسبق، باستثناء الرحلات وعروض الأداء.

أماً بالنسبة الى برنامج القبيّات فهو زاخر بالنشاطات، أذكر أبرزها: عروض حول السينما والمسرح، عرض أول لأفلام عربية ودولية، مسابقة الأفلام القصيرة ومتوسّطة الطول، منح 3 جوائز للأفلام القصيرة المشاركة من قِبل لجنة تحكيم مؤلّفة من الممثّلة ندى بو فرحات، المخرج هادي زكاك وخبير الرسوم المتحركة وعمليّات ما بعد الإنتاج محمود قرك، ورش عمل وعروض أفلام «رسائل بين النساء» و»أفلام الرسوم المتحرّكة» وأفلام قصيرة أنتجتها نساء من عكار في ورشة فيلم الدقيقة الواحدة من تنظيم المخرجة المصرية أمل رمسيس قبل المهرجان...

أمّا على الصعيد البيئي، فتحجز النشاطات حول الطبيعة مكانتها الخاصة ضمن الفعاليات وتضمن المشي في الطبيعة حول ثلاثة مسارات: «مشوار على درب الميّ» حول القبيّات، دورة في التحوّلات الجيولوجيّة مع الخبير الدكتور عطا الياس، «مسار فني» مقدّم من «بيت الفنّان حمّانا» في غابة القبيّات تتخلّلها محطّات فنيّة، على أن ترتبط هذه الرحلات السهلة بالعروض التعليميّة.

وفي الهرمل؟

ستتضمّن نشاطات في الطبيعة حول نهر العاصي وفي مناطق جبال الهرمل لاستكشاف الثروات الطبيعيّة والمخاطر التي تواجهها.

وفي مقرّ منتدى التراث والثقافة- الهرمل وفي بيت العاصي تنظم عروض لأفلام عربيّة ودوليّة وأفلام قصيرة مدّتها دقيقة واحدة من إنتاج نساء الهرمل، محاضرات حول تحدّيات حفظ نهر العاصي، ورشة عمل للأطفال وحفلة موسيقيّة مع الفنّان حسين الخليل ومجموعة من مواهب الهرمل.

كلمة تشجع من خلالها قرّاءنا على الانضمام إلى «ريف 2023».

نستخدم كل الوسائل الثقافية والفنية للحفاظ على البيئة والمساعدة في اكتشافها، وادعو الجميع من كل المناطق اللبنانية للانضمام الينا ومشاركتنا هذه النشاطات الممتعة والمفيدة.

• المهرجانات
• الشمال
• البقاع
• البيئة