مفاجأة بانتظارك حين تضع مخلفات الشاي والقهوة بقوالب الحلوى

02 : 00

بعد تحضير مشروبك المفضّل في الصباح، قد ترغب في التفكير ملياً قبل التخلص من أوراق الشاي أو تفل القهوة. يكشف بحث جديد أن تلك البقايا تحمل عناصر تفوق ما نتخيّله.

أجرى باحثون من جامعة الملك فيصل في المملكة العربية السعودية تلك الدراسة الجديدة، واكتشفوا أن إضافة تفل القهوة أو أوراق الشاي إلى مقادير قالب الحلوى قد تزيد القيمة الغذائية للمخبوزات وتطيل مدة صلاحيتها.

يكتب الباحثون في تقريرهم: «من خلال إضافة الشاي المستعمل ومسحوق القهوة إلى خليط الكعكة الإسفنجية، يمكن تحسين القيمة الغذائية للحلوى وتقديم منافع صحية إضافية للمستهلكين. كذلك، تشارك العناصر الناشطة بيولوجياً في تلك المساحيق في إعطاء مفعول مضاد للأكسدة وتؤثر على نمو الميكروبات في فترة التخزين».

الشاي والقهوة من أكثر المشروبات شيوعاً في العالم، وهما يمنحان عدداً هائلاً من الناس جرعة يومية من مضادات الالتهاب، ومضادات الأكسدة، والألياف، بالإضافة إلى كمية من العناصر الناشطة بيولوجياً التي تعطي منافع معرفية وقلبية ووعائية. لكن يحضّر معظم الناس هذه المشروبات بطريقة تهدر منافعها للأسف. يُهدَر حوالى 90% من منتجات الشاي والقهوة بعد استخراجها.

في السنوات الأخيرة، استكشف العلماء طرقاً محتملة لتحسين استعمال تلك المخلفات. وتكشف دراسة جديدة للتو أن إضافة تفل القهوة المتفحم إلى الإسمنت قد تزيد قوة المواد بنسبة 30%. لكن لا تقتصر منافع إعادة التدوير على قطاع البناء وحده. يفترض العلماء أيضاً أن مخلفات الشاي والقهوة قادرة على تدعيم الأغذية.

في العام 2020 مثلاً، استشكف الباحثون فكرة إضافة تفل القهوة إلى البسكويت الخالي من الغلوتين في محاولة لتحسين قيمته الغذائية. وفي العام 2023، أضافت دراسة أخرى الشاي الأخضر إلى قطع الكب كيك للتأكد من استمرار مفعول المواد الفلافونية في الأوراق بعد وضع الحلوى في الفرن. تُعتبر هذه المواد عناصر نباتية مهمة، فهي تتمتع بخصائص مضادة للسرطان، والأكسدة، والالتهابات، والفيروسات.

يرتكز البحث الجديد على نتائج تلك الدراسات السابقة، وهو يستكشف مدى قدرة مخلفات الشاي أو القهوة على الاحتفاظ بمضادات الأكسدة بعد غليها وطحنها، وإمكانية إعادة تدوير تلك المواد لتحسين القيمة الغذائية للحلوى أو إطالة مدة صلاحيتها. يقول الباحثون: «بشكل عام، أردنا أن نمنح الأُسَر العادية طرقاً سهلة الاستعمال لتقليص آثار الكربون التي تُخلّفها».

عندما نَقَع الباحثون الشاي الأسود والقهوة العربية في مياه مغلية ومقطّرة طوال 10 دقائق، اكتشفوا أن التفل المجفف لا يزال يحتفظ بنسبة جيدة من العناصر الفينولية في المرحلة اللاحقة، بما في ذلك المواد الفلافونية.

إحتفظ مسحوق الشاي مثلاً بـ73% من عنصر ثيفلافين تريجالات: يوصى بهذا النوع القوي من مضادات الأكسدة للمصابين بالبدانة، أو ارتفاع الكولسترول، أو أمراض القلب.

في المقابل، احتفظ تفل القهوة بـ64% من عنصر مضاد للأكسدة اسمه «حمض الكافيويلكينيك-1»، وهو معروف أيضاً بمنافعه الصحية. صمدت هذه الأنواع من مضادات الأكسدة في المنتج النهائي بعد دخولها إلى الفرن.

مقارنةً بالكعكة الاسفنجية العادية، حملت قوالب الحلوى المدعّمة بالقهوة أو الشاي كميات إضافية من الفينول، بالإضافة إلى الكالسيوم، والفوسفور، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم.

بعد أسبوعَين من التخزين، تراجع نمو الميكروبات أيضاً في قوالب الحلوى المُدعّمة مقارنةً بالقوالب المرجعية، ويعود ذلك على الأرجح إلى قدرة مضادات الأكسدة المنتقاة على كبح تكاثر الجراثيم.

تعني النتائج الجديدة أن بقايا القهوة أو الشاي قد تصبح طريقة طبيعية ومستدامة لإطالة صلاحية المخبوزات تزامناً مع مدّ المنتجات بمغذيات إضافية.

في كل مرة تقرر فيها تحضير مشروبك الصباحي إذاً، اترك بقاياه جانباً لاستعمالها لاحقاً!


MISS 3