منافع صحية مفاجئة للحليب مع القهوة

02 : 00

يتلذذ الناس حول العالم بمذاق القهوة التي تدفئ الروح وتُحسّن التركيز وتجمع الناس، ولا ننسى روعة رائحتها ونكهتها. تكشف الدراسات العلمية أن رائحتها وحدها قد ترفع مستوى الانتباه، وتعطي القهوة أيضاً منافع على مستوى القلب لأنها مصدر لمضادات الأكسدة التي تحارب الالتهابات. حتى أن تناولها قبل الحصة الرياضية يسرّع حرق الدهون.

لكن تكشف دراسة جديدة الآن أن إضافة كمية من الحليب الغني بالبروتينات قد تزيد المنافع الصحية في كوب القهوة. حلل باحثون من جامعة كوبنهاغن في الدنمارك طريقة تفاعل مضادات أكسدة اسمها «بوليفينول» مع الأحماض الأمينية، واكتشفوا أن خلط العنصرَين يحارب التهاب الخلايا أكثر من البوليفينول وحده بنسبة الضعف.



يمكن إيجاد البوليفينول في أغذية عدة، منها القهوة والشاي، والفاكهة والخضار، والنبيذ الأحمر، والبيرة. وعلى غرار مضادات الأكسدة الأخرى، تذكر دراسات سابقة أن جزءاً من هذه العناصر قد يمنع أكسدة المواد الكيماوية الصحية أو يبطئ مسارها ويحمي الجسم من الأمراض.

حمض الكافيك وحمض الكلوروجينيك هما نوعان من مواد البوليفينول المعروفة بآثارها المضادة للأكسدة والالتهاب، لكن أراد الباحثون أن يعرفوا تأثير التفاعل بين هذه العناصر ومواد كيماوية أخرى على مستوى تنظيم المناعة.

تشتق منتجات معينة من تفاعل كل جزيئتين أو أكثر. في هذه الحالة، اختلط حمض السيستين الأميني الموجود في مشتقات الحليب مع حمضَي الكافيك والكلوروجينيك الموجودَين في القهوة لإنتاج خلطات متنوعة من هذه العناصر.

لدعم هذا البحث، أثبت الباحثون في دراسة جديدة أخرى أن البوليفينول يلتصق بالبروتينات في مشروب القهوة مع الحليب. تقول المشرفة على الدراسة وعالِمة الغذاء ماريان نيسن لوند: «تثبت نتائجنا أن التفاعل بين مواد البوليفينول والبروتينات يحصل أيضاً في بعض مشروبات القهوة والحليب التي حللناها. كان ذلك التفاعل سريعاً لدرجة أن نعجز عن تجنّبه في أي من الأغذية التي حللناها حتى الآن».

في هذه الدراسة، استعمل الباحثون تسلسل الحمض النووي الريبي لدراسة آثار خليط حمض الكافيك والسيستين وخليط حمض الكلوروجينيك والسيستين في الخلايا البلعمية المعرّضة لالتهاب اصطناعي. هم اختبروا أيضاً آثار حمضَي الكافيك والكلوروجينيك وحدهما وقارنوها بمجموعة مرجعية من الخلايا البلعمية غير المعرّضة للبوليفينول أو منتجات السيستين.

كما كان متوقعاً، كبح حمضا الكافيك والكلوروجينيك الاستجابات الالتهابية، لا سيما إنتاج مركّبات الأكسجين التفاعلية، والبروستاغلاندين إي-2، وسيتوكينات مثل الإنترلوكين-6، وعامل نخر الورم.

لكن عند خلط حمضَي الكافيك والكلوروجينيك مع أحماض السيستين الأمينية الموجودة في بروتينات الحليب، تحسّنت الآثار المضادة للالتهاب.

سجّلت الخلايا البلعمية التي تعرّضت للبوليفينول مثلاً نشاطاً شبه مضاعف في عامل نخر الورم مقارنةً بمفعول منتجات البوليفينول والسيستين. كانت مركّبات الأكسجين التفاعلية الاستثناء الوحيد على القاعدة، فقد زادت بلا مبرر في الخلايا البلعمية عند خلط البوليفينول والحمض الأميني مقارنةً بأثر البوليفينول وحده.

يوضح المشرف على الدراسة وخبير علم المناعة أندرو ويليامز: «من اللافت أن نلاحظ الآن أثراً مضاداً للالتهاب في تجارب الخلايا، وقد جعلنا هذا الاستنتاج طبعاً أكثر اهتماماً بفهم تفاصيل إضافية عن هذه الآثار الصحية. تقضي الخطوة المقبلة إذاً بدراسة هذا المفعول لدى الحيوانات».

تبرز الحاجة إلى إجراء أبحاث أخرى لمعرفة أسباب هذه النتائج وتفسيرها العملي في مجال الصحة البشرية. تكتفي هذه الدراسة بتحليل طريقة تفاعل نوع واحد من العناصر المناعية الوسيطة مع مواد كيماوية تشبه القهوة في المختبر.

يستنتج الباحثون في تقريرهم: «يمكن استعمال نتائجنا كمرجع مهم حول طرق استخدام المنتجات المشتقة من المركّبات الفينولية والأحماض الأمينية في الأغذية أو المنتجات الدوائية المستقبلية التي تهدف إلى التأثير على الأمراض الأيضية أو العصبية أو المناعية». نُشرت نتائج البحث في «مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية».


MISS 3