حزمة دعم أوروبّية لمصر: شراكة استراتيجية شاملة

02 : 00

صورة جماعية للقادة والمسؤولين الأوروبّيين مع السيسي في القاهرة أمس (أ ف ب)

بعد إبرامه اتفاقات مماثلة مع بلدان في شمال أفريقيا، وقع الاتحاد الأوروبي مساء أمس اتفاقات في مصر بقيمة 7.4 مليارات يورو على مدى 4 أعوام في مجالات عدّة، تشمل قروضاً واستثمارات وتعاوناً في ملفي الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا ومكافحة الإرهاب.

وكشف مسؤول أوروبي لوكالة «فرانس برس» أن الاتفاقات تندرج في إطار «شراكة استراتيجية شاملة» بين الاتحاد الأوروبي ومصر، موضحاً أنها «تتضمّن قروضاً بقيمة 5 مليارات يورو واستثمارات بقيمة 1.8 مليار يورو و400 مليون يورو من المساعدات لمشاريع ثنائية و200 مليون يورو لدعم برامج تعالج قضايا الهجرة».

وأكد المسؤول أنه من بين أوجه التعاون الثنائي بين الجانبَين «مجالات الطاقة، خصوصاً مجال الغاز الطبيعي المسال لتجنّب الغاز الروسي»، لافتاً إلى أن «مصر بلد مهمّ بالنسبة إلى أوروبا اليوم وفي المستقبل»، وتحدّث عن «موقع البلد العربي المهمّ وسط جيرة صعبة بين ليبيا والسودان وقطاع غزة».

ووقّع الاتفاقات في القاهرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيسة المفوضية الأوروبّية أورسولا فون دير لايين في حضور رؤساء خمس دول وحكومات أوروبّية. وأشادت فون دير لايين بهذا الاتفاق الذي «يرفع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، مشيرةً إلى أن مجالات التعاون متعدّدة بدءاً «من التجارة وصولاً إلى الطاقة النظيفة مروراً بإدارة الهجرة».

وشدّد رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، على أن أوروبا ومصر يجب أن «تكونا شريكتين للقضاء على الهجرة غير الشرعية»، وذلك «من خلال خلق آفاق ووظائف للشباب»، بينما أكد السيسي ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، محذّراً من خطورة اجتياح مدينة رفح، وشدّد على رفض بلاده «التهجير القسري للفلسطينيين إلى أراضيها، ولن تسمح به»، بحسب بيان للرئاسة المصرية.

ويأتي الاتفاق الأوروبي مع مصر، بعد اتفاق مماثل مع تونس وموريتانيا. وينتظر الأوروبّيون من حكومات دول ينطلق منها مهاجرون بطريقة غير شرعية أو يعبرون فيها أن توقف تدفقهم وأن تستقبل الذين لا يحملون إقامة قانونية في دول الاتحاد الأوروبي في مقابل تقديم المساعدات المالية والاستثمارات لها.

وقبل 3 أشهر من انتخابات البرلمان الأوروبي التي تُشير استطلاعات الرأي إلى أن اليمين الحازم سيُحقّق تقدّماً كبيراً فيها، يحرص المسؤولون الأوروبّيون على تأكيد موقفهم الحاسم من الهجرة غير الشرعية. ورصدت الوكالة الأوروبّية للحدود، «فرونتكس»، وصول 158 ألف مهاجر إلى أوروبا في العام 2023 من خلال عبور المتوسط، وهو أحد أخطر الطرق في العالم، ما يُمثل زيادة بنسبة 50 في المئة مقارنة بالعام 2022.

MISS 3